التآمر لإبعاد كوربين من رئاسة حزب العمال..الأبعاد والهدف

سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7296 - 2022 / 7 / 1 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في مقابلة صحفية أجراها مؤخرا مات كينارد مع جيريمي كوربين، الرئيس السابق لحزب العمال، قال كوربين بصدد تهمة اللاسامية التي كانت المبررالظاهر للإطاحة به؛ وصف كوربين تهمة اللاسامية "كانت شخصية وكانت حقيرة ، مثيرة للاشمئزاز، وستظل كذلك". ماتْ كينارد صحفي استقصائي رئيس بمركزالوثائق غيرالمصنفة في المملكة المتحدة؛ عمل زميلا بمركز الصحافة الاستقصائية في لندن ثم مديرا. قال كينارد:" ان ما جرى لكوربين مثال صارخ لتكتيك مجرب ومختبر تستخدمه الجماعات الموالية لإسرائيل في أرجاء العالم: تشويه سمعة منتقدي سياسات إسرائيل باتهامهم باللاسامية. حالات راهنة لهذا التكتيك جرت مع السيناتور بيرني ساندرز، والروائية سالي روني وشركة الأيسكريم بن اند جيري". جميع الجهود للإطاحة بكوربين حركتها اصابع الاحتكارات .
شارك في الحملات ضد كوربين عملاء الاحتكارات- الميديا البريطانية بكل أطيافها والعسكرية البريطانية والمخابرات وإسرائيل ثم كير ستارمر الذي خلفه في رئاسة الحزب ؛ كما شمل الحديث محنة جوليان أسانغ وتسليح العربية السعودية.

في مقابلة سابقة بعد انتخابات 2019 قال جيريمي كوربين: لو القيت الخطاب الأول خارج رقم 10 كرئيس للوزارة كنت انوي اعلان القضاء في الحال على ظاهرة المبيت في العراء؛ وفي الأسبوع التالي سيكون لكل شخص مسكنه ".
يجلس في كنبة بمكتب داخل( بيس أند جَستس بروجيكت ) فينسبري بارك بشمال لندن ، حيث دائرته الانتخابية. سأل: ليس سيًّئا الاستهلال به كسياسة دولة؟ تساءل بابتسامته المعهودة .
كما جرى أسفرت انتخابات 2019 عن نصر كاسح لحزب المحافظين برئاسة بوريس جونسن. اكثر من ألفي إنسان في المملكة المتحدة ناموا بالعراء تلك الليلة . في لقاء سابق مع كوربين كانت الأمور مختلفة.
كان ذلك في اكتوبر 2018 في لقاء صحفي معه لمجلة جورنادا، صحيفة مستقلة تصدر في المكسيك وفي مكتبه في ويستمنستر. كان ذلك في العام الذي تلا الانتخابات الصادمة عام 2017، حين احرز حزب العمال برئاسة كوربين أضخم قفزة انتخابية منذ العام 1945. احتاج لبضعة آلاف من الأصوات ليطلب منه تشكيل الحكومة.
بدا آنذاك ، وكان حظه جيدا لتسلم منصب رئيس الحكومة في انتخابات تالية.
يقول كوربين انه يتذكر المقابلة . "كانت إحدى الخبطات الصحفية الوحيدة التي نلتها كزعيم . رد بضحكة، ثم أضاف فعلا يجب قول الحقيقة نشر إطراء آخر لي في مورنينغ ستار ".
جميل، لكنها ليست نكتة. سوف يسجل هجوم الميديا ضد كوربين حين كان زعيم حزب العمال خلال الفترة 2015- 2020 افظع حالات الاغتيال السياسي في تاريخ بريطانيا الحديث.
للحقيقة، لم تنظم الحملة في رقم10( مقر مجلس الوزراء) ، لم تطلقها صحافة اليمين التي عادة ما يشك فيها ، مثل صن وتيليغراف، بل كان مفتاح الحملة صحافة اليسار ، مثل الغارديان و نيو ستيتسمان.
وشملت الحملة شطرا كبيرا من حزبه . الحقيقة في التهديد الذي واجه كوربين لم يتخلف عنصر من الإستابليشمينت[ المؤسسة أو الدولة العميقة ويقابله في العربية ملأ القوم، أصحاب القرار]
دشن كوربين أوائل العام 2021 "مشروع السلم والعدالة" كي يحتفظ بالانطلاقة الهامة التي حققها اليسار في بريطانيا أثناء زعامته لحزب العمال. ارتفعت عضوية حزب العمال الى 600000 ، وغدا اكبراحزاب غرب اوروبا.

تحذيرات الاستبلاشمينت

قبل شهر من انتخابات 2019 قررْتُ مراجعة الصحف للوقوف على ما كتب عن كوربين خلال أربع سنوات زعيما لحزب العمال ، وبالذات ما صدر عن الجيش والمخابرات . صدمني ما عثرت عليه. وجدت 34 قصة كبرى تهاجم كوربين وتصفه ب" الخطر " على الأمن البريطاني ، وبعضها صادر عن عناصر من الهيئات الأمنية الوطنية. بدت مجتمعة حملة منظمة وهذا ما قامت به في العلن، قمة الجبل الجليدي( في السر جرى ما هو أعظم ).
إحداها صدرت بعد أسبوع من انتخاب كوربين رئيسا لحزب العمل عام 2015؛ نشرت صنداي تايمز تصريحا عزته لأحد " كبار جنرالات الجيش"، حذر من أن القوات المسلحة سوف تقدم على " إجراء مباشر" لمنع تشكيل حكومة برئاسة كوربين. وأضاف الجنرال الذي بقي اسمه طي الكتمان، "ستحصل استقالات جماعية على جميع المستويات وستواجهون الاحتمال الحقيقي لتمرد فعلي".
يقول كوربين : "حين نشر التحذير بعد مدة قصيرة من انتخابي عام 2015 من ضابط كبير ما زال في الخدمة قمنا بتحديه؛ قيل لنا انه عنصر مارق وانهم لم يتحدثوا مع أي شخص آخر . لكني اعتقدت انه نوع من سهم وجه اليّ تحذيرًا".
التحذير ، يقول كوربين ، وجه لسياساته الدولية " ترتكز على السلم وحقوق الإنسان والديمقراطية والسياسة الخارجية" للمؤسسة. ومضى الى القول :" عرفت ان هذا سوف يفضي الى شن هجمات، وبالتأكيد افضى . كان تحذيرا لعدد من انصارنا بصدد ما نعارضه من السياسات الخارجية للمؤسسة هل صدمت؟ اجل؛ هل ذهلت؟ كلاّ"

إم 15 وإم 16

انضمت الهيئتان الاستخباريتان الى الحملة العلنية . ففي سبتمبر / أيلول 2018 أقدم اثنان من كبار موظفي الحكومة، لم يذكرا اسميهما، على إبلاغ صحيفة صنداي تايمز ان" كوربين ‘استدعاه’ اندرو باركر ، رئيس إم 15 للحديث معه حول ‘حقائق الحياة’ المتعلقة بالإرهاب". وللهيئة دور في تسريب الخبر ، حيث ورد في الخبر أن رئيس الهيئة أراد تقديم إيجاز حول الإرهاب.. كما ان المراسلين الصحفيين استندا الى " مصدر امني اعترف ان تصريحات زعيم حزب العمال حول الإرهاب ‘ازعجت’ المؤسسة الأمنية".
انقضى شهران ، ونشرت ديلي تيليغراف انها " علمت"من مصدر لم يكشف عن هويته ان كوربين قد"التقى مؤخرا" مع أليكس يونغر، رئيس إم 16، وخلال اللقاء " شرح له اهمية عمل الهيئة والخطر الشديد الذي يتهدد بريطانيا ". ومرة اخرى تغمز الصحيفة من (سذاجة) كوربين حيال المخاطر المهددة لبريطانيا. "جرى تسريب كل هذه الأمور بطريقة تعمدت تحطيمي"، قال كوربين، وأضاف: " واضح ان لقاءات خاصة جرت، وكنا مهيأين لها وذهبنا اليها؛ وبصورة مطلقة لم نعلن عنها أو نسربها لأي شخص. اوعزت لمكتبي ان اللقاءات تبقى سرية تماما؛ هم من سربها ، وسربت بطريقة ترمي الى التحطيم:انني بوسيلة أو بأخرى استدعيت وتلقيت توبيخا . وهذا لم يكن إطلاقا طبيعة اللقاءات".
ومضى الى القول:" تضمن اللقاء نقاشا تناولوا فيه عدة مناطق من العالم ، وعدة قضايا ، وما من واحدة منها كانت جديدة عليّ او أثارت دهشتي. دارت حول دور الدولة الإسلامية ، والحرب في سوريا ، وما بعد غزو العراق وأفغانستان... وكانوا على وعي تام بوجهات نظري حيال النزاعات وبما قلته . وأصاف: " أقروا بأني أحمل وجهة نظر مغايرة لما طرحوه وكان اللقاء صريحا .هل كانوا عدوانيين؟ كلا! كان نقاشا ذكيا ، واضح ان النقاش تم تسجيله ؛ والواضح أيضا انه جرى تسريبه بطريقة قصد منها تحطيمي.
لم تكن الدولة البريطانية وحدها من يحمل عليّ؛ ففي حزيران 2019 زار المملكة المتحدة بومبيو ، وزير خارجية الولايات المتحدة ، وسجل تصريحه الخاص الذي قال فيه: قد يحدث ان يخاطر السيد كوربين بنفسه ويُنتخَب؛ وعليكم ان تعرفوا اننا سوف لن ننتظره للقيام بتلك الأمور لكي نشرع بتلاشيها . سوف نقوم بواجبنا بالشكل الأفضل . إنها لمخاطرة فادحة جدا وهامة جدا وصعبة للغاية إذا ما جرت فعلا." بالكاد نشرت الميديا البريطانية تصريحات بومبيو". سألت كوربين لماذا ، وقال : لدينا ميديا مطواعة في هذا البلد. ثقة البريطانيين بالذات تحثهم على القول لدينا أفضل ميديا ، ولدينا أفضل هيئة إذاعة ، ولدينا أفضل ديمقراطية في العالم. كل هذا هراء . لدينا ميديا مطواعة ، رقابة على الذات ، تتقبل ملاحظات الأجهزة ، ولا تتحداها ، والأغلبية الساحقة للميديا الرئيسة لم ترفع ولو إصبعا صغيرا دفاعا عن جوليان أسانغ.

ومضى الى القول :" هكذا فالميديا عندنا ، تلك الميديا الشجاعة ، التي تقوم دوما بكشف الحقيقة كلام هراء. حتى صحيفة ليبرالية تميل الى اليسار ، مثل الغارديان أين وقفت من أسانغ؟ أبدا لم تبد اي موقف. هل رفضت تصريحات بومبيو؟ كلا أبدا قالوا انها إيجاز خاص. أبدًأ إنها رسالة متعمدة تماما. كان بومبيو مدير السي آي إيه في إدارة ترمب؛ ولم يغفل عن كوربين الذي فضح تآمر الوكالة للإطاحة بسيلفادور اليندي وبديمقراطية تشيلي عام 1973. " عشت لأرى اليندي قد انتخب ، وعشت لأرى اليندي يقتل ، عشت لأرى الانقلاب في تشيلي ". أحدثت تلك الأحداث تطورا في حياة كوربين السياسية.
أضاف كوربين، " لم ينفرد بومبيو بالملاحظات التي أدلى بها. بنجامين نتنياهو أيضا القى بثقله وقال يجب أن لا انتخب رئيسا لوزراء بريطانيا . آسف من هو نتنياهو حتى يقرر من سيكون رئيس وزراء بريطانيا ؟ ومرة أخرى تجاوزت الصحافة البريطانية عن تلك التصريحات ...
في نوفمبر / تشرين ثاني 2019، قبل شهر من الانتخابات نشرت الديلي تيليغراف مقابلة مع نتنياهو قال فيها : قد توقف إسرائيل التعاون الاستخباري مع المملكة المتحدة ان تسلم كوربين رئاسة الوزارة".

اداة المؤسسة البريطانية
أذهلت الغارديان العديدين أثناء تسلم كوربين رئاسة حزب العمال، ومن خلالها تطورت الحملة للإطاحة به. لعبت الصحيفة دوراً تحريضيا في " ازمة اللاسامية" التي أحاطت بزعامة كوربين. ونشرت الصحيفة خلال الفترة 2015- 19 من القصص الصحفية 1215 قصة اتت فيها على ذكر العمال واللاسامية، بمعدل قصة كل يوم تقريبا. في نفس الفترة نشرت الغارديان 194 مقالة أشارت فيها الى ان حزب المحافظين يظهر جدية أكثر تجاه مشكلة خطيرة كالإسلاموفوبيا. وفي استطلاع رأي أجراه يوغوف، على سبيل المثال وجد ان نصف أعضاء الحزب تقريبا يفضلون عدم تسلم شخص مسلم رئاسة وزراء بريطانيا.
شددت الغارديان بصورة تثير الشبهة في تغطيتها للاسامية داخل حزب العمال وركزت على كوربين شخصيا ، مشيرة ان القضية تستخدم سياسيا. في تعليق كتبه ديفبد غرايبر بعد انتخابات 2019: " فيما يتعلق بالغارديان لن ننسى انها تفوقت حتى على ديلي ميل لدى ‘البحث في اللاسامية داخل حزب العمال’، بما في ذلك أعلى نسبة مئوية للبيانات الكاذبة" قال كوربين ،"انا لا أثق بصحيفة الغارديان. يوجد صحفيون رائعون بالصحيفة؛ لكنها كصحيفة تعمل أداة بيد المؤسسة البريطانية. إنها إحدى الصحف الرئيسة للمؤسسة ".
قال كوربين انه زار الصحيفة مرتين عام 2015؛ في الأولى مع المحررين وفي الثانية مع نخبة من نواة هئيئة التحرير. في اللقاء الأول شارك عدد من الشباب وكان ممتعا وجميلا ؛ سئلت ما هي إضافتك لحزب العمل ؟ أجبت ضد شد الأحزمة ، العدالة الاجتماعية. وجهت أسئلة قاسية؛ حسنا كنت احترم الجميع . اما الموقف مع هيئة التحرير فكان مختلفا قليلا، ورفع حاجبيه." كما لو انه يجري تحذيري؛ كما لو انني أحذر من قبل هذا الفريق المعتد بنفسه بصورة لا تصدق".
ومضى الى القول: هل ذهلت؟ كلا ، ومنذ ذلك الحين بات عليّ واجب التعايش مع سلوك صحيفة الغارديان.غير ان الغارديان تحتفظ بفرادة لأنها الأكثر قراءة من أعضاء حزب العمال، أهم صحبفة تشكل راي الوسط واليسارفي السياسة البريطانية. هم يعون ذلك ، الأمر الذي يدفعني للتفكير في ضرورة إجراء تحليل لتعامل الغارديان في الوقت الذي ترأست الحزب لأنها مع هيئة الإذاعة البريطانية كانتا الأكثر من غيرهما في إيراد اخبار بلا مصادر بصدد الانتقادات الموجهة ضدي فيما يتعلق باللاسامية ، حتى اكثر مما اوردته الميل والتيليغراف و صن".

محنة جوليان أسانغ
وجزء آخر مشين من تاريخ الغارديان الحديث تمثل في تعاملها مع جوليان أسانغ ، مؤسس ويكيليكس.تعاونت معه الصحيفة في بادئ الأمر . وحين كان بسفارة الأكوادور باتت الغارديان أداة الميديا الرئيسة التي من خلالها شنت حملة إعلامية ضد أسانغ شارك فيها جميع خصومه. إحدى الحملات الصغيرة التي سعت لربط أسانغ بروسيا، دامت ستة أشهر انتهت في نوفمبر 2018 بمقالة على الصفحة الأولى زعمت أن أسانغ عقد ثلاث لقاءات سرية داخل السفارة مع المدير السابق لحملة ترمب الانتخابية ، باول مانا فورت.
وبات الأن مقبولا على نطاق واسع أن حكاية مانا فورت كاذبة. ولم تشر لها الصحيفة فيما بعد.
لدى سؤالي عن أسانغ قال لي كوربين: ان نيلسون مانديلا قد وضع تحت حراسة امنية مشددة محكوما بالسجن المؤبد إثر محاكمة 1964المرتبطة بخيانة ريفونيا." خلال عقد الستينات والسبعينات وربما الثمانينات كان مانديلا وحيدا يدعمه قلة في أنحاء إفريقيا والعالم. لم يكن شخصا بريئا يحظى بمحبة الجميع. غدا مشهرا ومحبوبا بعد ذلك، غدا أيقونة الكفاح ضد الأبارتهايد.
جوليان أسانغ ما هي جريمته؟ سأل كوربين ، وأضاف بقصد التأكيد ما هي جريمته؟ استطاع أسانغ تجميع معلومات عما فعلته الولايات المتحدة، وما فعلته وزارة الخارجية ، أنشطتها غير القانونية في أفغانستان والعراق ، غوانتانامو ، ومناطق اخرى كثيرة. ... نكتشف بعد ذلك انه طوال مكوثه بسفارة الأكوادور أحيط بمراقبة شركة أمنية مستقلة ، لكنها في الحقيقة تعمل لحساب الأميركيين. كشفت صحيفة إلبايس عام 2021 أن الشركة الإسبانية التي تولت حماية سفارة الأكوادور بلندن شاركت وكالة المخابرات المركزية الأميركية في تسجيلات سمعية وفيديو لمقابلات اسانغ داخل السفارة . فيما بعد بنفس العام تكشفت حقيقة أن احد صحفيي الغارديان علم أن الشركة المعنية بحماية أسانع كانت تتجسس عليه؛ ولم يبلغ الصحفي أسانغ بذلك. في البداية كان أسانغ مرحبا به من قبل الغارديان، ونشرت الصحيفة جميع المواد التي قدمها ، ثم خذلته وواصلت تحطيمه.
شارك كوربين في عدة مظاهرات في الأشهر الأخيرة ضد ترحيل أسانغ ، وحضر المظاهرات صحفيون من صحف عدة. "في احد الأيام اجريت معي مقابلات شارك فيها 15 هيئة ميديا من أنحاء العالم . هل حضر المقابلة صحافة بريطانية؟ أبدا."




.

أحدهم ممن كان له دور في قضية أسانغ المتعرجة هو سير كير ستارمر، خلف كوربين في رئاسة حزب العمال. كان رئيس الهيئة الملكية للادعاء ما بين 2008 و2013 حين كلف بقضية ترحيل أسانغ الى السويد للتحقيق معه بقضية اغتصاب. واعترفت الهيئة بإتلاف رسائل هامة تتعلق بقضية أسانغ. و نصح محام يعمل تحت إشراف ستارمر السلطات السويدية بأن لا تزور لندن عامي 2010و 2011 لاستجواب أسانغ.. وكان من شأن استجواب أسانغ في تلك الأثناء ان تجنبه اللجوء الى السفارة، وما تلا ذلك.
استقال ستارمر من منصب وزير الهجرة بوزارة الظل التي شكلها كوربين في ما سمي " انقلاب الصيصان" عام 2016 . حث ستارمر في كتاب استقالته على "ضرورة رفع الصوت حيال القضايا الحساسة" مبديا تحفظات تجاه زعامة كوربين. هزمت المؤامرة وأعيد انتخاب كوربين بأغلبية ساحقة ، لم يعين ستارمر من جديد بوزارة الظل وحسب ، إنما شغل وزارة أهم، وزارة البريكسيت.
قال لي كوربين ، "عينت ستارمر وزير البريكسيت ، نظرا لمعرفته ومهاراته القانونية ولأهمية القول لبرلمانيي حزب العمل ، ‘ أنظروا ادرك تركيبة الهيئة البرلمانية ، ولهذا السبب عينت مجلس الظل الواسع والمتعدد. حرصت على تشجيع الحوارات داخل المجلس. أقر كوربين أنه كان يعرف القليل عن ستارمر في ذلك الحين. لم التق به إلا بعد انتخابه عضوا بالبرلمان ولم تجر اتصالات معه. لم اعرف كل شيء عن ماضيه, كان يتوجب علي نبش ماضيه!
يضيف كوربين، لاحظت ذلك حين وقف يرشح نفسه لرئاسة الحزب، كان شديد الوضوح، قبل بيان 2019 ومحتوياته( تعريف اللجنة الدولة لتذكر الهولوكوست للاسامية).
قدم ستارمر عشر تعهدات وعد بأن قيادته للحزب ستكون بالفعل استمرارا لزعامة كوربين، لكن بدون كوربين ؛ غير أن المعْلم الأساس لقيادته حتى الآن تركز على مهاجمة اليسار، وفي هذا الصدد تم استهداف كوربين. في اكتوبر 2020 تم تعليق عضوية كوربين بسبب رده على التعريف إياه. في كلمته قال كوربين ان اللاسامية شيء "مقرف بصورة مطلقة"، واللاسامية موجودة بكثرة داخل حزب العمال، لكن القضية يجري استغلالها داخل الحزب لأهداف سياسية، ومن قبل معارضينا داخل الحزب وخارجه، وكذلك الميديا. كلمتي متوازنة وعقلانية ؛ لكن قوبلت بتعليق عضويتي ، وعلمت الميديا بالقرار قبل أن اعرف به. اوقفني صحفي بالشارع وأبلغني بالقرار ، اعتقدت انه ينكت، واصر قائلا ، ‘كلا لقد علقت عضويتك ’.
واضح أنني استانفت ضد القرار ،وكسبت الاستئناف بإجماع [ أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب العمال]، "ثم جرى تعليق عضويتي بالهيئة البرلمانية للحزب .‘ قوبل تعليق العضوية بغضب شديد في دائرتي الانتخابية . قالوا انظر كوربين ، نحن انتخبناك ممثلنا في حزب العمال ، وثقتنا فيك عالية، ولا مشكلة لنا معك، لا نعتقد انك جئت بأمر غلط بصفتك ممثلنا ’. وانا فخور جدا بتمثيل أناس من هذه الشاكلة."

#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات