أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس














المزيد.....

لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


للمسرح الشرقي – الهندي والصيني والياباني وغيره تقاليده المتمثلة بالدراما السنسكريتية التي ظهرت نحو 320 ميلادية وأخذت مادتها من ملحمتين هما: المهابهاراتا و رامايانا المكتوبتين 500 سنة قبل الميلاد وتستخدم الشعر الملحمي ويعتمد الممثلون فيها على الحركة والايماءة والأغنية والماكياج والزي الخاص ولكل حركة وايماءة يؤديها الممثل دلالتها و روحيتها، وفي القرن الثالث عشر تناقصت عروض الدراما السنسكريتية في الهند وحل محلها (الكاثاكالي) وهو الرقص الدرامي وتعرض موضوعات عن الخير والشر وتعتمد بالدرجة الاولى على الايماءات ودلالاتها.
في الصين كانت (اوبرا بكين) وما زالت من ابرز الموروثات المسرحية وتعتمد في موضوعاتها على القصص الشعبية وما يعرف بالممالك الثلاث وحافات المياه ويستخدم الممثلون في (اوبرا بكين) الغناء والحركات الواسعة لسرد الحكاية وبمرافقة الموسيقى الصاخبة، وللعرض أزياؤه وماكياجه الخاص ويتبع الممثلون نظاماً صارماً اثناء التدريب وهم في سن مبكرة وكذلك في العرض ولاتستخدم في هذا النوع من العروض مناظر تمثيلية بل مناظر مجردة لها دلالاتها فقطعة القماش الصفراء تمثل الارض والزرقاء الماء او السماء وتستخدم المراوح اليدوية لأغراض ودلالات مختلفة.
في اليابان هناك تقاليد مسرح (نو) ومسرح (كابوكي) . النو عرض يمزج بين المحاكاة الصامتة والرقص وظهر في القرن الرابع عشر وموضوعاته مأخوذة من الديانة البوذية، واذن فالجانب الروحي هو الذي يهيمن . ويعتمد الاداء في (نو) على مرافقة الموسيقى وللممثلين أدوار محددة موصوفة، وهناك اقتباسات كثيرة من المسرح الصيني فيما يخص الأزياء والماكياج، وتبلورت تقنيات مسرح (كابوكي) في القرنين السابع عشر والثامن عشر متطورة عن تقنيات مسرح (نو) وهي الاخرى تعتمد على الحركات الراقصة والأحداث الميلودرامية غير مترابطة ولهذا النوع من المسرح أدواره المحددة ايضاً ويستخدم الممثلون الماكياج المكثف الرمزي.
وهكذا فلكل تلك الأنواع من المسرح الشرقي أنظمته المتزمتة وأعرافه التي بقيت على حالها منذ النشوء وحتى اليوم فهناك جمود واضح في تلك التقاليد ، فلماذا اذن يعجب المسرحيون في الغرب بها وهم الذين يتطلعون دوماً الى التجديد بل ومارسوه عبر السنين حيث ظهرت التيارات والمدارس المختلفة ولكل منها أساليبها وطرق للأداء والعرض حتى وصلت اليوم الى ما يسمى بـ (مسرح ما بعد الحداثة)، اذن لماذا يعجب اولئك المخرجون العظام أمثال الالماني (راينهارت) والروسي (ميرهولد) والبولوني (غرونوفسكي) والايطالي (باربا) وغيرهم بالمسرح الشرقي وتقنياته؟ يبقى هذا السؤال مطروحاً أمام الدراسين. البعض يقول انه البحث عن الجديد واللامألوف والاخر يقول انها الروح التي تتخلل اداء الممثلين في ذلك المسرح وثالث يقول انه اكتشاف المجهول ولكن بالمقابل نرى ان المسرحيين في الشرق – الهنود والصينيين واليابانيين وغيرهم عافوا مسرحهم التقليدي و راوا يتطلعون الى مسرح الغرب وبل اقتبسوا منه الكثير وانتجوا منه الأكثر.
ففي اليابان مثلاً ظهرت حركة مسرحية بعد الحرب العالمية الثانية سميت (شينغيكي – المسرح الجديد) التي راحت تقتبس من المسرح الغربي الكثير بل ورفضت تقنيات المسرح الياباني التقليدي ايضا وخصوصاً (الكابوكي) وراح مخرجون معروفون يقدمون مسرحيات غربية ويدبون ممثليهم على وفق التقنيات الغربية فشهد الجمهور الياباني مسرحيات شكسبير وابسن وجيكوف و غوركي وميترلنك وهوبتمان وسترندبرغ وبريخت، وظهرت حركات مماثلة كثيرة في الهند واقل منها في الصين. ومرة اخرى يبرز السؤال: لماذا عاف اولئك الشرقيون مسرحهم التقليدي وراحوا يقدمون مسرحيات غربية؟ ويأتي الجواب سريعاً في ان جمهورهم قد اعتاد على تلك التقاليد وربما اعتبرها ميتة وهو يبحث عما هو جديد وماهو مجهول وقد وجده في المسرح الغربي وربما وجد المسرحيون الشرقيون ان تقنيات الغربي اكثر قبولاً واقناعاً تسنده المبررات العلمية والملموسة مبتعداً عن المثاليات والماورائيات علاوة على انه يعكس الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنفسي للمجتمع.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للفنان ان يتباهى بشهادة الدكتوراه !؟
- الجيم المصرية وأخواتها عند تلفظ الأسماء والمصطلحات الأجنبية ...
- مسرح (خيال الظل) هل هو مسرح عربي اصيل؟!
- فن الماكياج والماجستير والدكتوراه!
- اعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط
- أعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط 2
- إصدارات فيصل المقدادي المسرحية
- فرقة شكسبير الملكية 2
- فرقة شكسبير الملكية
- كمال نادر ومسرحيات شكسبير
- العرض المسرحي والوسائط المتعددة
- مسرح (خيال الظل).. هل هو مسرح عربي أصيل؟!
- مضامين وأشكال مسرح السيرة
- لماذا نقف ضد المسرح التجاري؟
- ملاحظات إضافية حول (المونودراما)
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -1-
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل)؟!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس