أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا نقف ضد المسرح التجاري؟














المزيد.....

لماذا نقف ضد المسرح التجاري؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7147 - 2022 / 1 / 27 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


في الآونة الاخيرة عادت موجة (المسرح التجاري) الى الظهور بعد ان اختفت طيلة السنوات التسع الماضية في العراق، ولكنها ظهرت ضعيفة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا المسكين، وكنا نهاجم مروجي تلك الموجة والذين يتعاملون معها ونحذر من مخاطرها خصوصاً بعد ان طغت على الساحة المسرحية وقلبت الموازين وازاحت البعض من اصحاب المسرح الاصيل وسحبت اليها عناصر غريبة او طارئة اساءت الى سمعة المسرح وخلفياته واهدافه النبيلة، وكان الرد يأتينا من اصحاب الموجة بأننا نغار او نحسد او نعيق الحركة المسرحية في البلاد وانهم يرفهون عن ابناء الشعب ايام المحنة ويمتعون الجماهير الواسعة المتكدرة ويضحكون المتفرجين ويزيلون كربتهم اضافة الى مساهمتهم في منح العاملين لمكافآت مجزية تعيل عوائلهم وتبعدهم عن الشر والرذيلة.
كل ما قالوا صحيح وكل ما يقولون لا يمنع من الوقوف ضد توجهات المسرح التجاري ونقصد الوصف، فليس المسرح كله تجارياً كما يعلن البعض من السذج لكون المسرح بكل انواعه يبيع التذاكر التي يشتريها المتفرجون وحيث أن هناك بيعا وشراء لذلك هناك تجارة، لا ياسادة ياكرام اعلانكم باطل فالمسرح التجاري الموجود في معظم الدول في العالم لم يأخذ صفته تلك بسبب بيع التذاكر وانما بسبب اهداف أصحابه التي تضحي بالمستوى الفني للانتاج من اجل الربح الوافر وغالباً ما يكونون من المستثمرين الذين يضعون نصب اعينهم رصيد الشباك وزيادته باسرع وقت ممكن وباعلى النسب ويفكرون بالمبدأ الاقتصادي القائل: (العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة) والمبدأ التجاري القائل: (عندما يزيد الطلب على البضاعة لا تفكر في جودتها بل في زيادة انتاجها).
نقف ضد المسرح التجاري الرخيص في مستواه الفني لكونه يشوه ذائقة الجمهور ويرسخ معتقده ان المسرح هو هذا النوع وليس غيره لذلك نجد كثرة من المتفرجين يذهبون لمشاهدة مسرحية تجارية وقلة منهم يذهبون لمشاهدة مسرحية اصيلة، مسرحية لا تتخذ من التسلية وسيلة وهدفاً بل وسيلة فقط لتحقيق اهداف سامية، اهداف تبصر المتفرجين تجاه واقع مرير وتحثهم للتطلع الى واقع افضل، مسرحية تهذب الأخلاق ولا تسيء الى الذوق العام، مسرحية ترفع من انسانية الانسان ولا تضحك الناس على تشويه خلقي (بفتح الخاء) ولا ذنب للفرد في ذلك التشويه، وتضحك الناس على التشويه الاجتماعي على ما هو معوج في المجتمع وما ينبغي اصلاحه.
نحن نفرح عندما نرى جماهير واسعة تتقاطر لمشاهدة مسرحية ذلك دليل على رقي المجتمع وتقدم البلد ولكننا نحزن عندما يسيء البعض الى الفن المسرحي ويجعلوا منه سلعة رخيصة يتداولها من هب ودب.
ثق ايها القارئ الكريم بانني ما قرأت كتاباً متخصصاً في فن المسرح مما يأتينا من الدول المتقدمة مسرحياً الا وفيه ادانة واضحة ومتكررة للمسرح التجاري، ويكفي ان نورد ما قاله المخرج الانكليزي المشهور (بيتر بروك) عن هذا النوع من المسرح وفي بداية الفصل الاول من كتابه (المكان الخالي): "ويبدو اننا نضيع الوقت اذا ما انتقدنا ذلك النوع من المسرح الذي نراه دائماً (يقصد المسرح الميت) والذي يرتبط كثيراً بالمسرح التجاري الذي نحتقره ونذمه".



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات إضافية حول (المونودراما)
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -1-
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل)؟!
- مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟
- لنتذكر بدري حسون فريد
- مساهمة التجربة المسرحية الروسية/السوفيتية في تطوير المسرح ال ...
- فن التمثيل ولغة الجسد
- الشخصية النمطية المستهلكة في المسرح
- العراق خسر
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)


المزيد.....




- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا نقف ضد المسرح التجاري؟