أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟














المزيد.....

مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7129 - 2022 / 1 / 7 - 00:36
المحور: الادب والفن
    


في الآونة الأخيرة ، ردد عدد من المسرحيين العراقيين وبالذات في احدى صفحات جريدة (المدى) مصطلحات مثل (المسرح الشعبي) او (المسرح الجماهيري) وهما من الصفات التي يطلقونها لوصفهم المسرحيات التي تقدم باللغة العامية او باللهجة الدارجة والتي تعتمد على المواقف المضحكة و الأوضاع الهزلية وفقرات الرقص والغناء مما يجتذب أعدادا غفيرة من المتفرجين الذين لايجدون مجالاً للتسلية غير مشاهدة مثل تلك المسرحيات. انهم يطلقون مثل تلك المصطلحات على مسرحيات تستهوي عامة الناس من غير ان يدركوا ان مسرحية مثل (المتنبي) لعادل كاظم وإخراج ابراهيم جلال وهي مكتوبة بالشعر العمودي وبالنثر البلاغي ، هي مسرحية شعبية او مسرحية تراثية مثل (بغداد الأزل بين الجد والهزل) لقاسم محمد هي الأخرى مسرحية شعبية وان مسرحية مترجمة عن الالمانية هي (رحلة في الصحون الطائرة) ترجمة فيصل الياسري واخراج ابراهيم جلال وتتحدث عن اغتراب الانسان في وطنية هي مسرحية شعبية بكل معنى الكلمة، وهناك أمثلة أخرى كثيرة للمسرحيات التي شاهدها جمهور المسرح العراقي وكتبت باللغة الفصحى وموضوعاتها جدية هي الاخرى شعبية.
كلا يا سادة ، ليست اللهجة هي التي تحدد صفة المسرحية فيما اذا كانت شعبية ام غير شعبية، جماهيرية ام غير جماهيرية، نعم المسرح الشعبي هو ذلك الذي يتوجه الى أوسع الجماهير ولكن بأية مضامين وبأية أشكال، وهنا نرجح رأي المخرج الايطالي (يوجينيو باربا) صاحب فرقة الاودين الدانيماركية حيث يقول (من يدعي ان المسرح يجب ان يعود فناً كما كان فإنما يظهر جهلاً بتاريخه ... اذ لا يستجيب للعرض المسرحي الا تلك المجتمعات المتماسكة وبعمق وبقوة والمشتركة بنظرة واحدة للحياة، تستجيب له عندما يلامس مصادر إيمانها ومنابع حياتها الروحية) ونعقب : الإيمان بحق الشعب في ان يعيش حياة مرفهه وكريمة، ومنابع الروح في فاعلية المسرح لتهذيب الفكر والنفس ورفع مستوى الذائقة لاتشويهها كما يفعل البعض ممن يدعون شعبية مسرحهم.
ويذكر الخبير المسرحي (برونو شاخيريل) بضرورة إنسانية المسرح ومهمته التعليمية الروحية .. وان لايكون هدف المسرح نشره لأكبر عدد من الناس فقط بل ان يعبر عن مشاكل ومشاغل الناس.
يتمثل المسرح الشعبي بثلاثة اتجاهات هي:
1- الالتزام بالمسرح التقليدي في افريقيا وآسيا مثل مسرح الاتفال الزنجي ومسرح الكابوكي الياباني والكافاكامي الهندي.
2- التعبير عن الصراع الطبقي كما هو الحال في البلدان الاشتراكية السابقة حين حاولت السلطات فيها ان تجعل المسرح كله شعبياً ورواده من مختلف الطبقات.
3- محاولات بعض المسرحيين في أوروبا مثل (غيمين) الفرنسي و (غاسمان) الايطالي وذلك بالتوجه الى الفئات الشعبية الواسعة.
وهناك امثلة اخرى في اميركا مثل المسرح الزنجي ومسرح الشارع ومهرجان نيويورك لمسرح شكسبير ومسرح الخبز والدمى، وفي السويد قام أعضاء فرقة مسرح (لولي) بتقديم عروضهم لعمال المناجم، وفي لندن قامت (جون لتلوود) بتقديم عروض مسرحياتها في منطقة شعبية معظم سكانها من العمال.
مع كل تلك المحاولات في الوصول الى أوسع الجماهير إلا أنها فشلت في مسعاها مع كونها قدمت مسرحيات شعبية لها صلة بهموم أبناء الشعب ولكن المسرح الحقيقي بقي حكراً على متذوقيه انه كمعارض الفن التشكيلي لايرتادها الا متذوقوها وحفلات الكونسرت او السمفونيات لاتتذوقها الا فئات محدودة من أبناء الشعب، نعم يا إخوتي ان مسرحكم جماهيري واستطاع ان يجتذب فئات واسعة من ابناء الشعب ولكنه لم يقدم لهم مسرحيات شعبية بل فصول هزلية تنتمي الى مايسمى (التسليات) وبالمقابل مسرحيات الالماني (برتولد بريخت) كلها شعبية ولم تكتب باللهجة الالمانية الدارجة ولم تترجم الى اللغة العامية في هذا البلد او ذاك ومع ذلك لم تجتذب جماهير واسعة ومع ان تصديها الطبقة العاملة بالدرجة الاولى ولكن افراد هذه الطبقة لم يستسيغوها لكونها تتصف بصفات درامية ليس من السهل تقبلها لأنها ترتفع بالذائقة ولاتهبط الى ماتريده تلك الطبقة من الأشكال الفنية البسيطة والتي تحتاج الى التأمل والتفكير والنقد مما لا يتماشى مع حياتهم المتعبة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتذكر بدري حسون فريد
- مساهمة التجربة المسرحية الروسية/السوفيتية في تطوير المسرح ال ...
- فن التمثيل ولغة الجسد
- الشخصية النمطية المستهلكة في المسرح
- العراق خسر
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون
- (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!
- إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد
- (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي
- الصوت والصمت في العرض المسرحي


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟