أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الصوت والصمت في العرض المسرحي














المزيد.....

الصوت والصمت في العرض المسرحي


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


في العرض المسرحي تشتغل ثلاث منظومات في آن واحد، هي:
المنظومة الصوتية التي تشمل النص المنطوق ومافيه من كلمات والصمت والمؤثرات السمعية والموسيقى التصويرية او التعبيرية.
المنظومة البصرية – المرتبة وتشمل الممثل وماكياجه وازياءه والمنظر المحيط به والاضاءة والمؤثرات الضوئية.
المنظومة الحركية – وتشمل الممثل المتحرك والمنظر المتحرك والاضاءة المتحركة التي تنتقل من منطقة الى اخرى من مناطق التمثيل من شخصية الى اخرى من شخصيات المسرحية.
في الدراما القديمة والحديثة تأخذ المنظومة الصوتية – المسموعة مركز الصدارة حيث تكون كلمات النص المسرحي هي المرتكز الاساسي للعرض. وقديما كانت جماليات القاء كلمات النص هي المفضلة في العروض المسرحية ولم يكن المنتجون والمخرجون يهتمون كثيراً بالمنظومتين البصرية او الحركية، ولم يظهر الاهتمام بالمنظومتين الثانية والثالثة في العصور الاخيرة من تاريخ المسرح وابتداء من دعوة الفنان المصمم والمخرج (غوردن غريك) الى ان المتفرج ياتي الى المسرح ليرى اكثر مما ليسمع . وعندها اصبحت المنظومة الصوتية – المرئية ومعها المنظومة الحركية عنصرين لهما الاهمية نفسها للمنظومة الصوتية ولاحظنا في الاونة الاخيرة ان عدداً من المخرجين العراقيين لا يهتمون الاهتمام الكبير والدقيق بمفردات المنظومة الصوتية وبالاخص كلمات النص وكيفية القائها وذلك عبر تحليل معانيها الظاهرة والخفية وتحليل انغامها وايقاعاتها وكل ما يؤثر في ايصال معانيها ودلالاتها، كما ان عدداً من المخرجين المعاصرين لم يلتفتوا الى قيمة الصمت في العرض المسرحي ودلالاته حيث تشاهد الكثير من العروض يكون فيها الحوار مستمراً خالياً من لحظات الصمت التي تمثل الجانب السلبي من المنظومة الصوتية وفيها الكثير من ملامح التعبير عن الفعل الدرامي او ردود الافعال كما ان لها الكثير من الفوائد حيث تريح الممثل والمتلقي في آن واحد من وقع الصوت المستمر الذي قد يؤذي السمع ويشوش الفهم . ولا تقتصر فائدة الصمت على اراحة السمع وتوفير الفعل الدرامي بل تتعداه الى تحقيق الاجواء المناسبة للترقب ومتابعة المشاهد المتتالية والافعال فيها ، كما ان الصمت يدخل عنصرا في المؤثرات الصوتية التي تدلل على البيئة المحيطة باحداث المسرحية وفي الموسيقى التصويرية او التعبيرية التي قد تكون لتغطية فترات الصمت او دعمها او التعبير عن وظيفتها. ومن الملاحظ ان هناك نوعين من المؤثرات الصوتية تستخدمان في العرض المسرحي: الاول هو النوع الذي ينفذ حياً على خشبة المسرح ويقوم بتنفيذه الممثلون انفسهم والثاني هو النوع المسجل على الاشرطة او الاقراض الممغنطة، وكذلك الحال مع الموسيقى المصاحبة للفعل المسرحي او المناسبة للاجواء العامة والاجواء النفسية (المزاج).
وكان المخرجون العراقيون قد اعتادوا على استخدام موسيقى لعروضهم مقتبسة من مختارات من الموسيقى العالمية – الغربية ولم يكونوا قد امنوا بان الموسيقى الشرقية او العربية تصلح للتعبير المسرحي فهي موسيقى طربية اكثر ما تكون تعبيرية، ولكن وبعد توفر عدد من المختصين في الموسيقى وانواعها فقد راح المخرجون العراقيون يعتمدون عليهم في تصميم او تأليف الموسيقى المطلوبة للعرض المسرحي اضافة الى تلحين عدد من الاغاني لبعض العروض المسرحية
ومن الجدير بالذكر ان الموسيقى اصبحت عنصراً اساسياً في عروض المسرحيات الموسيقية – الاوبرا والاوبرا كوميدك والاوبريت وغيرها والتي شهد المسرح العراقي امثلة لها من القرن الماضي سواء تلك التي قدمتها جماعة البصرة ام تلك التي قدمتها فرقة المسرح العسكري، وكنا نأمل ان تتطور تلك المبادرات ولكنها للاسف قد توقفت كما توقف مشروع الفنان (كاظم الساهر) عن تحويل (ملحمة كلكامش) الى اوبرا عراقية.
واكرر تساؤلي: ايهما افضل في التعبير الفني عن موضوعة ما ان تستخدم وسيلة واحدة هي (الصوت) ام ان نستخدم وسيلتين او اكثر هي (الصمت والصورة والحركة) ويبقى الصوت هو الاكثر تأثيراً وبالاخص عندما يدعم بالصورة او بالحركة وتبقى الدراما معتمدة على الصوت بالدرجة الاولى.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
- رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها
- العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الصوت والصمت في العرض المسرحي