أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2














المزيد.....

لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 22:10
المحور: الادب والفن
    


-2-
اصبحت لغة الجسد من علامات عادات وسلوك وعلاقات ابناء الشعوب المختلفة واعتمد الكثير منها كوسائل لآداب السلوك "الاتكيت" . وعلى سبيل المثال من العيب ان تجلس المراة في كرسي وساقاها مفتوحتان ، ومن العيب لدى بعض الشعوب ان يمد الشخص ساقيه امام الشخص الآخر حيث تواجهه القدمان، في حين ان شعوباً اخرى لا تعد ذلك عيباً. واصبح وضع ساق على الساق اخرى سلوكاً غير محتشم عندما يقابل شخص ما شخصاً آخر اعلى منه منزلة.
في فن التمثيل تمثلت لغة الجسد في عدد من المحاور نذكر اهمها ما يأتي:
- محور حركات مسرحيات الفترة او الحركة الطرازية، والمقصود بذلك حركات يقوم بها الممثل وهو يرتدي زياً من ازياء فترة بعيدة عن زمن هذا العصر . من تلك الحركات وضعيات الجلوس والركوع ووضعيات التحية والاستقبال ومنها ايضاً استخدام القبعات والمراوح اليدوية واستنشاق العطر واستخدام المناديل.
إن وضعيات الاقدام وهيئة الرأس والذراعين تعطي دلالات عن طبيعة الشخصيات الدرامية وعلاقاتها مع الشخصيات الاخرى وعلى وفق معاني لغة الجسد.
- محور الشغل المسرحي: فهناك الكثير من الحركات والايماءات التي يقوم بها الممثل بمعزل عن الكلام المفوظ ولغرض اضفاء الروح الحياتية على اداء الممثل او على المشهد المسرحي. وهنا نذكر مثالين للشغل المسرحي لها علاقة بلغة الجسد احدهما في فيلم (المسألة الكبرى) العراقي حيث يقوم الممثل الانكليزي (اوليفر ريد) بلف عقب السيكارة التي كان يدخنا باصابعه ويرميه على الأرض عندما كان يستقبل الثائر العراقي ضد الاستعمار الانكليزي (الشيخ ضاري) وكأنه يقول له وهو القائد العسكري المحتل سأفعل بك كما افعل بعقب السيكارة هكذا. اما المثال الثاني فهو من مسرحية (بستان الكرز) لانطون جيكوف والتي كان يتمرن عليها المخرج الكبير (ستانسلافسكي) في فرقة مسرح موسكو الفني فقد قامت ممثلة الدور الرئيس في المسرحية بابتكار شغل مسرحي فريد حين كانت تلقي مونولوغا طويلا اعتقدت بانه سيكون مملاً للمتفرج اذا لم تدعمه بشغل مسرحي. ولذلك فقد احضرت معها في احد التمارين ادوات حياكة يدوية لبلوزة صوفية وراحت تتعامل معها اثناء القائها للمونولوغ الطويل حيث جعلت كرة الخيوط تسقط على ارضية المسرح وتلتقطها وتعيد لف الخيوط لتسقط الكرة من يديها .وهكذا وقد يستخدم الممثل شغلاً مسرحياً اثناء قيامه بمكالمة تلفونية حيث يقوم بتنويع حركة استخدام (السماعة) وحركة يديه وساقيه اثناء المكالمة مدعومة بدلالات عن ردود افعاله لكلام الشخص الآخر.
- محور التمثيل الصامت (المايم) وهنا لابد من التفريق بين مصطلح (البانتومايم) ومصطلح (المايم Mime) فالاول كان يعني المسرحية الغنائية الراقصة وهذا ما يستخدم في المسرح الانكليزي هذه الايام، اما الثاني فيعني التمثيل بالحركة والايماءة وبدون كلام ملفوظ. ومع هذا فهناك اختلاف بين المنظرين لكلا الفنين مازال مستمرا ولا يهمنا هذا الاختلاف بقدر ما تهمنا علاقة لغة الجسد بفن التمثيل الصامت والذي يروي فيه الممثل حكاية او قصة بدون كلام ملفوظ. واصبحت لهذا الفن (المايم) قواعد وانظمة بلورها عدد من فناني المسرح وفي مقدمتهم الفرنسي (مارسيل مارسو) ومهد له (ايثيان دكرو). ويذكر (توماس ليبهارت) في كتابه (فن المايم والبانتومايم) : "ألهمت دراسة المايم الجسدي على ايدي (كوبو) في معهده (ايثيان دكرو) ان يكرس حياته للبحث في الامكانات التعبيرية للجسم الانساني بعد ان تحرر من طغيان ما يسميه (دكرو) بالفنون الدخيلة كالادب والمناظر والرقص والملابس وهلم جرا!
والملاحظ ان الكثير من الحركات والايماءات التي يؤديها ممثل المايم لها علاقة بلغة الجسد وذلك لكون دلالاتها مفهومة من اكبر عدد من المتفرجين.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2
- (أرامل).. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة
- لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!
- مرة أخرى نناقش (السينوغرافيا)
- الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير
- الوحدة في العمل المسرحي ومعارضوها
- القناع والتقنع
- المسرح العربي ومواكبة العصر!!
- أساليب الإنتاج المسرحي وأنظمة التمثيل
- التنوع واللاتنوع في التمثيل


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2