أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - التنوع واللاتنوع في التمثيل














المزيد.....

التنوع واللاتنوع في التمثيل


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 21:26
المحور: الادب والفن
    


يبدو لي ان الممثلين الكوميديين في مختلف البلاد يتحولون الى شخصيات نمطية حيث يكررون التقنيات التي يستخدمونها في تمثيلهم لغرض اضحاك الجمهور. ويحدث مثل ذلك التكرار حتى وان اختلفت مضامين واشكال المسرحيات او الافلام التي يشاركون فيها ولأذكر هنا الممثل الانكليزي العبقري (شارلي شابلن) في افلامه الصامتة وكذلك (لوريل وهاردي) من الماضي. ومن الماضي القريب اذكر المصري (اسماعيل ياسين) والمصرية (ماري منيب) ومن العراق اذكر (ماجد ياسين) و(أمل طه) و(جاسم شرف) واخيراً وليس آخراً الاميركي (جيم كيري) تراهم كلهم يستنسخون شخصية واحدة في جميع الاعمال التي يشاركون بها. فلماذا؟ بالتأكيد فان طبيعة هذه المسرحية الكوميدية او هذا الفيلم السينمائي الكوميدي واحداثه وشخصياته تختلف بدرجة او اخرى عن المسرحية الاخرى او الفيلم الآخر بمعنى انها ليست نسخاً لعمل واحد، ومع ذلك نرى الممثل الرئيس فيها يستنسخ تقنياته وذلك لاعتقاده بانه بدون مثل هذا الاستنساخ سوف يفقد جمهوره لانه بالشكل الذي يقدم دوره يكون مضحكاً ومحبوباً من قبل الجمهور.
قد يكون سبب مثل ذلك الاستنساخ يرجع الى ان شخصيات المسرحيات الكوميدية هي نماذج لفئات كبيرة من الناس يتشابه افرادها في صفاتهم وفي سلوكهم، ففي مسرحية مثل (البخيل) لمولير فان شخصية البخيل نفسه (هرباغون) يمثل صنف البخلاء في كل زمان ومكان. وشخصية (طرطوق) في مسرحية مولير ، يمثل جميع الدجالين اولئك الذين يتجلببون بجلباب الدين من اجل تنفيذ نوايا سيئة. ولكن الا يمكن ان تكون هناك اختلافات ولو صغيرة او بسيطة بين هذا الدجال او ذاك وهذا البخيل او ذاك؟
ثم ألا يكون استنساخ الاداء وتكرار التقنيات نفسها مدعاة للملل؟ والانسان يجب التجديد على الدوام. ثم ألا يدل التكرار والاستنساخ لدى هذا الممثل او ذاك على الشحة في مخيلته وعلى القصور بامكاناته في الابتكار والتجديد والتنوع؟ وهنا لا بد لي من ان اعرج على (الكوميدي دي لارنا) الايطالية وشخصياتها النمطية واداء الممثلين في تشخيص الشخصيات وتمثيلها.
تميزت عروض (الكوميديا دي لارنا) بعدد من الملامح ابرزها:
1) وضع سيناريو اولي للعرض المسرحي يكمله الممثلون بارتجال الاحداث التفصيلية والحوار، 2) تقسم شخصيات المسرحيات الى سادة وخدم، والسادة ثلاثة انماط تتكرر في جميع العروض وهم (الكابيتافو) وهو الضابط الشاب العاشق والاعتيادي بملابسه وسلوكه، و(الباغتالونا) وهو التاجر العجوز والذي يتكلم باللهجة الفينيسية والمعجب بالامثال والحكم ويتظاهر على الدوام بانه شاب ويرتدي لباساً خاصاً، و(الدولورا) وهو اما ان يكون دكتوراً بالقانون او بالطب، وهو ايضاً الصديق للبانتالونا ويتكلم باللهجة البولونيزية ويمزجها بكلمات وعبارات لاتينية وغالباً ما يتظاهر بالمعرفة والعلم. اما الخدم فيمثلهم (ارلكينو) الذي يجمع في سلوكه الغباء والبراعة وفي الغالب يكون شاباً يجيد الرقص والالعاب البهلوانية وله لباسه الخاص وقناعه النصفي الخاص. 3) غالباً ما تكون احداث المسرحية مأخذوة من الحياة اليومية وملاحقة النساء والصراع السطحي بين الشخصيات الرئيسه حول استمالة امرأة او فتاة معينة.
ومن الجدير بالذكر أن بعض فرق الكوميديا دي لارنا وبعد ان استنفدته موضوعات مسرحياته وبعد ان اصاب الممثلين الملل من تكرار تقنياتهم وتمثيل شخصياتهم النمطية اضطرت إلى اللجوء الى مؤلفي الدراما وفي مقدمتهم (كارلو كوتزي) لأن يؤلفوا لهم نصوصاً مسرحية لتحل محل الارتجال، نعم سينفر الجمهور من الممثلين الكوميديين الذي يكررون او يستنسخون تقنيات ادائهم بعد مرور مدة زمنية معينة ويصبح التكرار والاستنساخ مملاً ومقرفاً احياناً واكبر دليل على ذلك ان الممثل الكوميدي المصري (عادل امام) الذي كان مسراً وجذاباً في المسرحيات الأولى التي شارك فيها ومنها (شاهد ما شافش حاجه) و(مدرسة المشاغبين) واصبح اليوم وخصوصاً في المسلسلات التلفزيونية، ممجوجاً ومنفراً احيانا، لا الوم الممثلين الكوميديين على نمطية ادائهم ولكن الافضل لهم ان ينّوعوا.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتر شافير في العراق
- المسرح والسيموطيقا
- تبقى (السينوغرافيا) مصطلحاً مشوشاً!!
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير)
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 2
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم!
- لكي تكون مخرجاً مسرحياً ناجحاً!!
- تربية خاطئة لجيل مسرحي جديد!!
- المسرح التحريضي في العراق
- لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!
- التكريم الذي يستحقه يوسف العاني بعد رحيله
- مسرح بغداد والوجه الحضاري لبغداد
- بيزي غروتوفسكي (1933-1999)
- الدراما الراقصة أصولها وتطوراتها
- العرض المسرحي شبكة علامات
- تطورات القرن الجديد ومستقبل المسرح في بلادنا 2
- مسرح الإثارة التحريضي في العراق


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - التنوع واللاتنوع في التمثيل