أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2














المزيد.....

لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7065 - 2021 / 11 / 2 - 03:20
المحور: الادب والفن
    


2-3
قام (شكسبير برسم شخصيات مسرحياته بدقة وعناية فائقة وبابعادها الثلاثة: العضوية والاجتماعية والنفسية.
(كليوباترا) مثلاً في (انطوني وكليوباترا) ملكة مصرية جميلة محبة لوطنها ومخلصة له ويحبها اناسها ولكنها تقع في غرام عدوها ومحتل بلادها (انطوني) والحب عاطفة إنسانية تتغلب احياناً على جميع العواطف وينتهي بالملكة الحال الى ان تموت بسم افعى اخلاصاً لحبيبها وتضحية لوطنها في هزيمته في معركته مع جيش الرومان. (عطيل) المغربي الأصل والقائد المحنك والمؤتمن من قبل حكومته الإيطالية التي تختلف عنه في العنصر وفي الدين والموطن والمحبوب من قبل اهل وطنه الثاني ايطالياً حيث لم يعترض على زواجه من فتاة جميلة إيطالية إلا غريمه الحاقد (ياغو) الذي يوغل في دس سم الغيرة في نفس ذلك البطل الى درجة تقوده الى خنق زوجته البريئة وهي في سرير نومها. و(ريجارد الثالث) الذي دفعه عيبه الجسماني (حدبته) الى سفك دماء من اعتقد انهم يقفون في طريقه الى العرش.
ثالثاً- بلاغة حواراته حيث راح يرسم الصور بواسطة الكلمات فلا حاجة لأي مخرج لأن يرسم الصور المسرحية بواسطة الاشكال والكتل والألوان ولدينا امثلة كثيرة على ذلك نختار منها ما يلي:
من (عطيل) نأخذ الجمل التالية: "يا لها من شاطرة آخذه بالالباب، احبك ولو سامني حبك عذاب الاخرة. فاذا انصرفت عن هواك يوماً، فهناك تعاودني الفوضى والظلمات" و"لو كانت تلك المرأة بازياً عالقة به الياف قلبي لاطلقته وتركته تحت العواصف يبحث عن صيد يتصيده" و"تلك هي العلة، تلك هي العلة يانفسي، علة اعتذر اليك عن تسميتها ايتها النجوم الطاهرة، ومع هذا لست عازماً على سفك دمها ولا على تمزيق بشرتها النقية كالثلج الصقيلة كمرمر القبر، غير ان موتها متحتم والا خانت رجالاً اخرين. لنطفئ المصابيح، وبعد ان اطفئك يا وزير النور ثم ندمت اعدتك الى اضاءتك الأولى، ولكن متى اطفئ منك النور يا ابدع مثال من صنع الطبيعة الماهرة فما اعلم أي ضرب من المذكيات التي يدخرها إله النار يستطيع ان يعيد اليك ذلك الرونق والبهاء".
ومن (هاملت) نقتطف الجمل البليغة التالية: "ليت هذا الجثمان ، وما اصلبه على الرزايا والكوارث ليته يذوب ويسيل وينحل الى ندى، بل ليت بارئ الانسان لم يُحرم عليه قتل نفسه.. قبحا لهذه الدنيا وتباً لها. انها لحديقة غير مهذبة، ينمو فيها النبات فطرياً، وتستولي عليه الأعشاب السمجة". و"ويحي من هزأة بليد اليس عجيباً ان ذلك الممثل الذي كنت اختبره منذ هنيهة يستطيع على كونه انما يصوّر حادثا مكذوباً، ويهيئ احساساً ليس من الحقيقة في شيء ان يضيع وجهه ويشكل حركاته على النحو الذي يوحيه اليه خاطره فهو يمتقع حزناً ويستدر جفنيه دمعا ويظهر الندلّة ويجهش بصوته في التوله. كل ذلك في سبيل حسناء لم يرها ولم يعرفها فما الذي كان يفعله لو كان مكاني؟ اذن لاغرق مسرحه بعبراته ، وصدّع اذان الجمهور بكلماته الرهيبة.."
وهل هناك ابلغ من المقطوعة الشهيرة "اكائن انا ام غير كائن؟ تلك هي المسألة، أي الحالتين امثل بالنفس؟ اتحمل الرجم بالمقاليع وتلقي سهام الخط الانكد ام النهوض لمكافحة المصائب ولو كانت بحراً عجاجاً وبعد جهد الصراع إقامة حدٍ دونها، الموت، الموت نوم ثم لا شيء..".
ومن (ماكبث) نقتطف "أي يدين هنا؟ انهما تقلعان عيني، او هل تغسل بحار نبتون العظيمة كلها هذا الدم عن يديّ فتنظف؟ لا، بل ان يديَّ هذه لسوف تضرّج البحار العارمة وتجعل الأخضر احمر قانياً"، "اخنجر هذا الذي اراه امامي ومقبضه تجاه يدي؟ تعال، دعني امسكك! لم انلك ولكني مازلت اراك.. وعلى شفرتك ومقبضك قطرات دم لم تكن من قبل ليس ثمة شيء كهذا، انما الفعلة الدموية هي التي تتخذ شكلاً كهذا امام عيني". و"هنا مازالت رائحة الدم، عطور بلاد العرب كلها من تطيّب هذه اليد الصغيرة.. آه.. آه".



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 2
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم!
- لكي تكون مخرجاً مسرحياً ناجحاً!!
- تربية خاطئة لجيل مسرحي جديد!!
- المسرح التحريضي في العراق
- لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!
- التكريم الذي يستحقه يوسف العاني بعد رحيله
- مسرح بغداد والوجه الحضاري لبغداد
- بيزي غروتوفسكي (1933-1999)
- الدراما الراقصة أصولها وتطوراتها
- العرض المسرحي شبكة علامات
- تطورات القرن الجديد ومستقبل المسرح في بلادنا 2
- مسرح الإثارة التحريضي في العراق
- تطورات القرن الجديد ومستقبل المسرح في بلادنا
- شكسبير في المسرح العراقي 2
- ليس دفاعاً عن المسرح التجاري بل هجومٌ على المسرح الصحيح
- شكسبير في المسرح العراقي
- لا (خريف) ولا (في انتظار الموت) ولا (رقابة عليا) بل (رقيب ال ...


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2