أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - القناع والتقنع














المزيد.....

القناع والتقنع


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7066 - 2021 / 11 / 3 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


يحمل مصطلح (التقنع) فكرتين: احداهما (التخفي) وثانيهما (تحوّل الهوية) . وتمتد القوة الكامنة في أي عرض من العروض وكيفية استخدامها من الطقس الديني الى التزيين المعماري. والقناع موجود فعلياً في جميع الحضارات، ويتم ادراكه وبشكل شائع على أنه مادة تغطي الوجه بأكمله أو جزءاً منه. وعادة ما ينظر الى القناع بمرافقته لزي من الازياء.
اصول القناع ووظيفته العبادية : كان اول استعمال للقناع قد حدث على اكثر احتمال في سياق السحر الروحي ، بارتداء جلد من الجلود او اية صفة حيوانية فإن الشخص الذي يرتديه يأخذ شيئا من صفات ذلك الحيوان . ومازالت الشخوص الحيوانية الكبيرة مستخدمة لدى المؤدين المتخفين في الشعائر الطقسية في (مالي) . يوظف الشامانيون ، وهم الكهان الذين يستخدمون السحر لمعالجة المرض ، الاقنعة لتكون من وسائط الروح . واليوم في بعض الحضارات الافريقية والآسيوية فإن ارتداء القناع يسمح لمرتديه أن يدخل في حالة من النشوة .
عندما دخلت عبادة الشخصية الى التمثيل المسرحي فقد القناع وظائفه الشامانية والموسمية او الطقسية ولكنه بقي قادراً على الاحتفاظ بحالته التعارضية . اقنعة مسرح (نو) الياباني مازالت اشكالا مثالية المقصود بها ان تكون من وسائط الوصول الى الروح وليس من وسائط تحقيق صور للشخصيات ويتم التعامل معها على هذا الاساس .
الانسان البدائي المتوحش ! الأنسان المتوحش هو المضاد القاسي للانسان المتحضر الذي يرتدي تجهيزات حيوانية ليهيج في سياق الكرنفال . تناولت مسرحيات الساتير الأغريقية اقنعة الانسان المتوحش والعبيد كونهم اناساً غير متحضرين واستوعبت الكنيسة المسيحية الروابط بين الأقنعة والممارسات الوثنية وقد يفسر ذلك تحريم التقنع في انكلترا في القرون الوسطى . كان (الهولووين) وهي السنة الجديدة للسلتيين - وهم الايرلنديون والويلزيون والاسكتلنديون ، عبارة عن احتفال بالموتى باعتقاد ان اولئك الذين في العالم السفلي يتجولون ويحثون مجموعات من الشبيبة لأن يدخلوا الريف وهم متنكرين بصورة الانسان المتوحش . هناك شخص شعبي من النمسا يدعى (هارلكين) او (هاليكين) وعندما ظهر على المسرح بوصفه خادماً في شمال ايطاليا في القرن السادس عشر كان الجمهور قد ادركوا مباشرة الروابط الحيوانية والشيطانية - الشريرة التي تتمثل في قناعة النصفي الأسود ، والمصنوع من الجلد.
في القرنين السادس عشر والسابع عشر كان لعروض التقنع في انكلترا والقريبة منها في فرنسا والتي سميت (باليه دي كور) واللتين شهدهما البلاط ، اصلٌ في التحنيط وفي التنكر، ولكن تم رفع مستواها الى ما يناسب البلاط واستعاراته.
وكانت عناصر (الغروتسك) أي التشويه المضحك والمضادة للتقنع تقدم غالباً من قبل المسافرين المحترمين وبما له علاقة بالكرنفالات وتقاليد الانسان المتوحش. تطلبت الابداعات الرائعة كحفلات التقنع في البلاد وبعدها في الأوبرا الى كمية من اقنعة الورق - الأقنعة التي تصنع من لصق الورق. وبعد ذلك اصبحت مثل تلك الأقنعة مبتذلة ومرفوضة تجارياً في المسرح الهزلي غير المألوف ولكنها بقيت مستخدمة في كرنفالات الشارع وخصوصاً في (ايبيريا) . وفي القرن العشرين فإن استخدامها في الكرنفالات وبسبب قوتها وظهورها المرئي فقد تبناها المسرح السياسي في روسيا من قبل مجاميع التحريض التي ظهرت في العشرينات من القرن، وتكررت مثل تلك الممارسة في الستينات والسبعينات من قبل (المسرح الخبز والدمى) في الولايات المتحدة الامريكية .



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح العربي ومواكبة العصر!!
- أساليب الإنتاج المسرحي وأنظمة التمثيل
- التنوع واللاتنوع في التمثيل
- بيتر شافير في العراق
- المسرح والسيموطيقا
- تبقى (السينوغرافيا) مصطلحاً مشوشاً!!
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير)
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 3
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم! 2
- المسرح في العراق بين الأمس واليوم!
- لكي تكون مخرجاً مسرحياً ناجحاً!!
- تربية خاطئة لجيل مسرحي جديد!!
- المسرح التحريضي في العراق
- لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!
- التكريم الذي يستحقه يوسف العاني بعد رحيله
- مسرح بغداد والوجه الحضاري لبغداد
- بيزي غروتوفسكي (1933-1999)
- الدراما الراقصة أصولها وتطوراتها


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - القناع والتقنع