أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا (المونودراما)؟!














المزيد.....

لماذا (المونودراما)؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 22:22
المحور: الادب والفن
    


قبل أيام قدمت الممثلة (ليلى محمد) مسرحيتها المونودراما (نورية) التي اخرجتها بنفسها مع الممثلة (هناء محمد) وقبلها بأشهر قدمت مسرحيتها المونودراما (حرير) اخرجها لها (فلاح ابراهيم) ومثلت هي الشخصية. وعرفت المونودراما في العراق منذ الخمسينات من القرن الماضي حينما قدم يوسف العاني نموذجاً لها وقدم ابراهيم جلال (اغنية التم) لانطون جيكوف والتي مثلها ،مع سامي عبد الحميد، عدد من الممثلين العراقيين لمخرجين مختلفين . وتقام في عدد من الدول العربية مهرجانات خاصة بالمونودراما كما هو الحال مع مهرجان الفجيرة في دولة الامارات ، فلماذا هذا الالحاح على تقديم هذا الفرع من الدرامات التي تعتمد على اداء شخصية واحدة بمفردها واحيانا مع شخصيات اخرى مساندة. ويعرف المخرج الروسي الشهير (افريمون) المونودراما على انها دراما الذات، قبل الاجابة على السؤال دعونا نتعرف اكثر على تاريخها وعلى طبيعتها.
يذكر معجم اوكسفورد للمسرح ان (المونودراما) والتي تسمى احياناً (ميلودراما) بسبب مرافقة الموسيقى لاحداثها وهي مقطوعة درامية انفرادية لممثل واحد او ممثلة واحدة تسندها شخصيات صامتة او جوقات صامتة، وقد اشيعت في المانيا بين عامي 1775 و 1780 من قبل الممثل (برانوف).
وتعرفها كل من (ماري الياس وحنان قصاب حسن) في معجمهما المسرحي على انها "دراما الممثل الواحد والمصطلح منحوت من الكلمتين اليونانيتين (مونو بمعنى وحيد) و(دراما بمعنى فعل)" وقد دفعت الباحثتان السوريتان بخطابين اولهما ان المونودراما ليست دراما الممثل الواحد بل دراما الشخصية الواحدة. وثانيهما ذكرتا ان المونودراما تستعمل احيانا بمعنى عرض الشخص الواحد one man show في حين ان الصحيح هو عرض الممثل الواحد وليس الشخص الواحد.
وتؤكد الباحثتان على ان تسمية (مونودرما) قد اطلقت على مسرحيات قصيرة انتشرت في المانيا وفي انكلترا بين 1775 و1780 وكان يؤدي الادوار فيها ممثل واحد او ممثلة واحدة بالاضافة الى عدد من (الكومبارس) وجوقة مع مرافقة الموسيقى احيانا. وفي هذا النشر خطأ واضح حيث ان هناك مونودرامات حديثة ليس فيها (كومبارس) ولا (جوقة) كما هو الحال مع (اغنية التم) و(حزر التبغ) لانطون جيكوف ولا حاجة لان ترافق اداء الشخصية في المونودراما اية موسيقى بل يعتمد اداء الممثل على السرد والوصف والحوار مع آخرين غير موجودين على خشبة المسرح وذلك تعبيرا عن خلجات نفس الشخصية التي يمثلها ممثل واحد وربما اكثر من واحد.
المونودراما ليست الا افرازات لكوامن العالم الداخلي للشخصية والتي قد تحتوي على معاناتها او ذكرياتها او علاقاتها مع آخرين او افكارها ومشاعرها تجاه احداث تمر بها ، او تعليقات حول ما يحدث حولها من احداث قد تمسها او قد تمس آخرين. وهكذا يعتمد اداء الممثل في هذا النوع من المسرحيات على الخطاب السمعي بالدرجة الاولى وعليه ان يرسم الصور المختلفة بصوته وبكلماته ولا يأخذ التعبير الجسدي إلا القسط الضئيل وكذلك تكون حركة الممثل محددة . وليس كما يفعل مخرجو المونودراما حين يحركون الممثلين باتجاهات مختلفة على خشبة المسرح من غير ان تكون هناك اية مبررات للحركات التي يقوم بها الممثل وخصوصاً الحركات الانتقالية وقد يكون لبعض الحركات الموضعية مبرراتها وهكذا ايضاً يكون من الصعب على المخرج اخراج المونودراما وفقاً لطبيعتها وفعلها الدرامي حيث ليس هناك من علاقات مع الممثل مع ممثلين آخرين حاضرين بعد كل خشبة المسرح، ولذلك نجد ان المخرج يكون مضطراً لان يحرك الممثل بلا تبريرات منطقية او نفسانية او فنية وانما لأجل الحركة ليس إلا، وبالتالي يعتمد اخراجه على التأكد من تنويع الخطاب السمعي على وفق الحالات والافكار والمشاعر التي تمر بها الشخصية خلال مسار المسرحية وهنا نؤكد على ضرورة ان تكون المونودراما متطورة في احداثها متصاعدة في ايقاعاتها وان تصل الشخصية الى هدف او غاية معينة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2
- (أرامل).. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة
- لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!
- مرة أخرى نناقش (السينوغرافيا)
- الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير
- الوحدة في العمل المسرحي ومعارضوها
- القناع والتقنع
- المسرح العربي ومواكبة العصر!!
- أساليب الإنتاج المسرحي وأنظمة التمثيل
- التنوع واللاتنوع في التمثيل
- بيتر شافير في العراق
- المسرح والسيموطيقا
- تبقى (السينوغرافيا) مصطلحاً مشوشاً!!
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير)
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 2
- لابد أن نعتذر للكبير (شكسبير) 3


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا (المونودراما)؟!