أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟














المزيد.....

هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7087 - 2021 / 11 / 25 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


في لقاء تلفزيوني مع مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح سمى المسرحيات الكوميدية او (الفارس) التي تقدمها بعض الفرق او المجموعات وبالعامية الدارجة شعبية وكأن مسرحية مثل (هذيان الذاكرة) التي اخرجها هو بنفسه اومسرحية (المومياء) التي اخرجها هو ايضاً ليست شعبية. لا اريد ان ادخل في التعريف العلمي للمسرح الشعبي واكتفي فقط بالقول ان المسرحية الشعبية هي التي تعكس معاناة وطموحات ابناء الشعب وتطلعهم نحو مستقبل افضل من جهة ومن جهة اخرى اجتذابها لأعداد غفيرة من محبي الفن المسرحي سواء كتبت المسرحية باللغة القياسية ام باللغة العامية او حتى بالشعر فمسرحية عراقية مثل (بغداد الأزل بين الجد والهزل) والتي قدمتها فرقة المسرح الحديث اوائل السبعينات من القرن الماضي والتي ألفها (قاسم محمد) واخرجها هو وباللغة الفصحى والمعتمدة على التراث الادبي العربي، انما هي مسرحية شعبية مائة بالمائة وهي ايضاً تجمع بين الجد والهزل وتعبر عن الام الشعب المقهور في زمن مضى وفي بغداد العامرة. ومسرحية مثل (البيك والسايق) التي اعدها الشاعر (صادق الصائغ) وباللهجة العراقية عن مسرحية بريخت الالماني (برتولد بريخت) بعنوان (السيد بونتيلا وتابعه ماتي) واخرجها للفرقة القومية للتمثيل اوائل السبعينات ايضاً هي الاخرى شعبية وليس فيها ما يضحك الجمهور بل يدهشه عامل (التغريب) الذي يسود شكلها ومضمونها.
ومسرحية مثل (ثورة الزنج) التي كتبها شعراً الشاعر الفلسطيني الراحل (معين بسيسو) واخرجها (سامي عبد الحميد) لطلبة اكاديمية الفنون الجميلة اواسط السبعينات وفيها مقارنة بين اسباب ونتائج ثورة الكادحين الزنج وثورة الشعب الفلسطيني المقهور واستلاب ارضه، انما هي مسرحية شعبية بحق وحقيق لكونها تعكس صراع الثوار مع الفئة الباغية وتستجيب لمطامح ابناء الشعب في التحرر ورفع الظلم. وماذا عن مسرحية عواطف نعيم (دائرة العشق البغدادية) المأخوذة عن مسريحة بريخت (دائرة الطباشير القوقازية)؟
لا يا سيدي مدير المسارح ، ارجوك لا تسمي تلك المسرحيات التي لا هدف لها سوى اضحاك المتفرجين مسرحاً شعبياً وان اجتذبت اعماله جماهير غفيرة ، ومثل هذا الاجتذاب لوحده لا يمكن ان نسميه مسرحاً شعبيا بل سمه ما شئت، سمها مسرحيات كوميدية او مسرحيات هزلية او سمها تسليات مسرحية حيث التسلية تصبح وسيلة وهدفاً لصانعيها ولا ضير في ذلك حيث انها صنف من اصناف فنون العرض ومثلها موجود في شتى انحاء العالم الى جانب المسرحيات الشعبية ذات الشكل الممتع والمحتوى الهادف.
مرة اخرى اكرر القول ان الفن المسرحي الاصيل لا يمكن ان يكون لفئات كبيرة من المتفرجين بل هو ذلك الذي يتوجه الى متذوقيه وقد يكونون في هذا البلد فئة قليلة بينما يكونون في بلد آخر فئة اكبر وكلما كان البلد متقدماً في حضارته وثقافته كلما ازدادت اعداد متذوقي مسرحه حيث يقومون على مشاهدة هذه المسرحية او تلك سواء أكانت شعبية ام غير شعبية، سواء أكانت موجهة لفئة كبيرة من الناس ام موجهة للنخبة ، سواء أكانت فيها عناصر كوميدية ام لا.
مرة اخرى اكرر القول ان المسرح الشعبي هو غير المسرح التجاري فهذا الاخير لا يهمه إلا رصيد الشباك مستخدماً شتى الوسائل لزيادته ، في حين ان المسرح الشعبي لا تهمه الزيادة في رصيد الشباك بل الزيادة في اعداد متذوقيه ، والمسرح التجاري غالباً ما يتخلى عن القيم الفنية لصالح اجتذاب الجماهير الغفيرة حتى لو تنازل في عروضه الى مستوى رغباتهم بدون ان يفكر في رفع مستوى ذائقتهم.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
- رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها
- العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن


المزيد.....




- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...
- كيف نكتب بحثا علميا متماسكا في عالم شديد التعقيد؟
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟