أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!














المزيد.....

لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7087 - 2021 / 11 / 25 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


نعرف أن الممثلين في المسرح وفي التلفزيون وفي السينما يشتهرون بشكل اوسع من شهرة المخرجين ، ويتزاحم الجمهور ويتراكضون لأخذ تواقيعهم او لالتقاط صور معهم او للتعرف عليهم.
ويظل المخرجون مختفين خلف الكواليس لا تستذكرهم الا اقلام النقاد والدارسين ثم يحتلون الصدارة في المنشورات وفي الدوريات وفي الكتب المتخصصة لكونهم اول المبدعين الذين يقدمون ابداعاتهم الى جمهور المتلقين ولانهم يزيجون المؤلفين من مواقعهم الابداعية الاولى. إذن لماذا يميل عدد من الممثلين والممثلات عندنا الى التحول من فن التمثيل وممن اشتهروا فيه الى فن الاخراج الذي يحتاجون فيه الى مدة اطول للوصول الى الشهرة الواسعة والاعتراف الكامل بانجازاتهم الفنية؟ وهنا اضرب مثالاً في الممثلة البارعة (ليلى محمد) التي تولت اخيراً اخراج مسرحية لها، فماذا كان السبب؟
هل كانت (ليلى) غير مقتنعة بالمخرج العراقي الذي يمكنه اخراج مسرحيتها على الوجه الأمثل؟ ام انها لم تجد ذلك المخرج الذي يقبل اخراج مسرحيتها؟ الا تعتقد (ليلى) بان الجمع بين الاخراج والتمثيل في عمل واحد يؤدي الى الاخفاق احياناً وذلك لأن الممثل سينغمس في عمله ولا يستطيع ان يقيّمه وهو في داخله بمعنى انه سيفقد المسافة الجمالية التي تساعده على تقييم العمل فيما اذا كان مخرجاً . هناك ممثل آخر وممثلين آخرين تركوا التمثيل وكانوا بارعين فيه وانشغلوا بالاخراج هو (صلاح القصب) وكان مشهوداً له بمهارته في اداء جميع الادوار المسرحية وخير امثلة لذلك دوره في مسرحية (تموز يقرع الناقوس) لفرقة المسرح الحديث عام 1969 ودوره في مسرحية (البخيل) في معهد الفنون الجميلة قبل ذلك ودوره في (الشريعة) و(بغداد الاول بين الجد والهزل) مع المخرج الراحل قاسم محمد.
عدد من المخرجين لدينا تحوّلوا من التمثيل الى الاخراج استنكافاً او درءاً لنظرة الناس المتدنية لمهنة التمثيل وكأنها عيب من عيوب المجتمع. في حين يتبوأ المخرج مكانة اجتماعية عالية ومرموقة وينظر اليه الناس نظرة احترام وتقديرلا نظرة احتقار وتدنّ. وعدد آخر من المخرجين المسرحيين عندنا تحولوا من التمثيل الى الأخراج لأنهم يميلون الى السطوة والتحكم والقيادة ويعتبرون الممثل تابعاً منقاداً.
الممثلون في البلاد المتقدمة مسرحياً لا يتعجلون الانتقال من فن التمثيل الى فن الاخراج بل ينتظرون تراكم خبراتهم في تخصصهم. نعم ، لم يلجأ الممثل الانكليزي الكبير (لورنس اوليفيه) الى الاخراج الا بعد مرور سنوات عديدة من التجربة والخبرة. وكان قد فاز بلقب (السير) اي (سيّد) منحته اياه ملكة بريطانيا عندما وصل الى قمة الابداع في فن التمثيل . والكثرة من الممثلات الشهيرات في العالم امثال (سارة برنار) و(ناتالي وود) و(اليزابيث تيلور) و(فاطمة رشدي) و(سميحة ايوب) لم يتركن التمثيل ليتحولن الى الاخراج لا لعدم اقتدارهن بل لانهن يشعرن بالاعتزاز والفخر وهن يمثلن شخصيات شهيرة على المسرح او على شاشة السينما، ولا يخجلن ابداً من مهنتهن الاصلية المبدعة.
انني اشبّه تحّول الممثل الى الاخراج مثل تباهي بعض الفنانين بشهادة الدكتوراه التي يحصلون عليها ويصرون على تقديم انفسهم بشهادتهم لا بفنهم. وذلك يعني انهم لا يحترمون فنهم بقدر ما يحترمون الشهادة العلمية بعكس الفنانين في الدول المتقدمة فأولئك لا يعيرون للشهادة اهمية بل يفتخرون بكونهم فنانين يعتزون بابداعهم وليس بدراستهم.
الفنان الحقيقي ليس بحاجة الى لقب (دكتور) كي يكون محترماً في مجتمعه، فهل سمعتم او شاهدتم فناناً عظيماً مثل (بيكاسو) او مثل (غروتوفسكي) او مثل (جايكوفسكي) او مثل (ماريا كالاس) يتباهى بشهادته. يكفي القول بان العديد من الدارسين الذين يبغون الحصول على الشهادات العليا يتصدون لدراسة اعمال الفنانين الكبار وابداعاتهم ولولا تلك الابداعات لما تيسر للدارسين الحصول على الشهادة العليا.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2
- (أرامل).. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة
- لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!
- مرة أخرى نناقش (السينوغرافيا)
- الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير
- الوحدة في العمل المسرحي ومعارضوها


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!