أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها














المزيد.....

(الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


في الآونة الاخيرة حاول البعض من دارسي الفن المسرحي تطبيق نظريات وتقنيات عليمة في الاعمال الفنية والمسرحية بالذات . صحيح ان الفن المسرحي يشمل مختلف الفنون : الشعر والموسيقى والرسم والنحت والعمارة والرقص ومختلف العلوم – الفيزياء والكيمياء والتاريخ والجغرافيا والانثرويولوجي والسوسيولوجي والسايكولوجي ، ولكن من غير ان تفرض نظرياتها وتقنياتها بل تدخل تلقائياً او تنعكس انعكاساً من النتاج المسرحي . صحيح ان الفن يتحرك بالالهام وبالوحي وبالموهبة كذلك العلم لا يتحرك الا بالالهام وبالوحي وبالموهبة ولكن الفرق بين الفن والعلم هو ان قوانينهما تختلف ، قوانين العلم تستوجب الانضباط والدقة والتفريق بين الصحيح والخاطئ . اما قوانين الفن فتقتضي التحرر والاحتمال وعدم التفريق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ . والنتائج العلمية لا تحتمل النسبية بوقتها اما النتاج الفني وقتة فلا يحتمل مثل هذه النسبية وفي مجال تلقي العمل نادراً ما تتحكم النسبية اما في مجال الفن فنسبية التلقي حتمية فهناك من يتذوقه وهناك من لا يتذوقه.
نعم يكن استخدام التقنية الرقمية بالكومبيوتر في البعض من عناصر الانتاج المسرحي كالازياء حيث يمكن تعميمها بواسطة الكومبيوتر ويمكن استبدال تصاميمها بالطراز والشكل واللون بتصاميم اخرى متعددة وبالتالي يختار المصمم والمخرج ما هو انسب لهذه المسرحية او تلك. كذلك الحال بالنسبة لتصاميم المناظر المسرحية حيث يمكن للمصمم ان يقدم بدائل تصميمية عديدة للمخرج ويمكن لكليهما ان يجريا تعديلات او اضافات على هذا التصميم او ذاك مع الاخذ بنظر الاعتبار للكلفة المالية وللمواد المستخدمة وللتغييرات التي تحدث للمناظر خلال العرض. وهذا ما فعله المصمم (نجم عبد حيدر) عندما صمم مناظر مسرحية (كليوباترا) التي اخرجها (سامي عبد الحميد) لطلبة كلية الفنون الجميلة، حيث استخدم الكومبيوتر لتصاميمه للديكور بمفرداته المتحركة واشكالها المختلفة باختلاف مشاهد المسرحية وللاضاءة المسرحية يستخدم الكومبيوتر هذه الايام سواء في التصميم ام في التنفيذ ابتغاء للدقة والسهولة.
اما في مجالي الاخراج والتمثيل فلا يمكن للمخرج وللممثل ان يعتمدا على التقنية الرقمية وذلك للاسباب الآتية:
اولاً: يعتمد الابداع والابتكار في كلا الفنين على الالهام وعلى التلقائية ما يتعارض وتحديدات وتقيدات التقنية الرقمية.
ثانياً: للعوامل النفسية اثرها من تحقيق الابداع من الاخراج والتمثيل وكذلك خضوعهما للعديد من العوامل الاخرى الحسية والروحية والتي لا يمكن للتقنية الرقمية ان تستجيب لها وعندها سيتحول المخرج الى محرك دمى ولكنها غير مثالية بخلاف ما اراد (غوردن كريغ) وسيتحول الممثل الى دمية جامدة خالية من الروح .
ثالثاً: الابداع في الاخراج وفي التمثيل لحظوي حتى وان تم التخطيط له مسبقاً، حتى لو استخدم المخرج (كتاب التلقين) وما فيه من تعليمات وارشادات فان ما يحدث في التمارين المسرحية قد يغير ما يسجل في الكومبيوتر ام في كتاب التلقين، وفي الاخراج يمكن للمخرج ان يستخدم الكومبيوتر في تنظيم تكويناته للشخوص وتغيرها اثناء العرض ولكن يضطر المخرج الى تغيير تلك التكوينات اثناء التمارين لاسباب فنية. هكذا فان استخدام التقنية الرقمية في الانتاج المسرحي يحجم العملية الابداعية ويحدد اساليب الابتكار.
اما ما يخص مبدأ (الكوانتونم) وكيفية استخدامه في العملية الفنية عموماً وفي العملية المسرحية بشكل خاص فلا علاقة بنظرية (الكوانتونم) إلا من حيث علم الفيزياء الذي قد تدخل مبادؤه في جانب معين من تلك العملية كالاضاءة مثلاً والالوان ومتغيراتها.
(الكوانتونم) وحدة اساسية للطاقة حيث هناك مواد تعتمد متغيراتها على الكمية. الطاقة المخزونة التي لا تتدفق بسهولة واستمرارية واللتين تتوضحان بانبعاثها من ذرات الاجسام المشعة . وفي العملية المسرحية يبغي الممثل والمخرج والمصمم تدفق طاقاتهم المخزونة بسهولة وباستمرارية وبالضد من النظرية الفيزيائية للكوانتونم.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2
- (أرامل).. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة
- لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!
- مرة أخرى نناقش (السينوغرافيا)


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها