أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم














المزيد.....

العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


تشهد الساحة المسرحية في بغداد ظهور انواع جديدة من الفن المسرحي يتولاها مجموعة من شباب المسرح قسم منهم هاجروا خارج الوطن وربما شاهدوا اعمالاً مسرحية من غير المألوف وعادوا الى العراق ليحاكوها او ليقنبسوا بعضاً من تقنياتها. والملاحظ ان معظم الأعمال الجديدة لم يؤلفها كتاب مسرح معروفون او مشهورون وانما من ألفها هم المخرجون انفسهم وكأنهم لا يعترفون بأهمية المؤلف المسرحي، وهو المبدع الأول . ويبدو ان احداً منهم لم يجرؤ على التصدي لنتاج شاعر كبير مثل شكسبير او مؤلف محدث مثل أونيل او كاتب مبتكر مثل كوكتو حيث تحتاج نصوصهم الى التحليل الدقيق والدراسة المعمقة والتفسير الصعب بواسطة ممثلين أكفاء. ولا اظن ان واحداً من المخرجين الجدد يكلف نفسه بتحليل عميق للنص الذي يتناوله ويقضي وقتاً طويلاً في ذلك التحليل قبل ان يطلب من الممثلين الصعود على خشبة المسرح. وقسم منهم قد اكتفى بقيام الممثلين باداء حركات جسمانية تميل الى فن الرقص او فن التمثيل الصامت وقسم آخر جمع مشاهد عديدة لا رابط منطقي بينها مع كونها مقتبسة من الحياة اليومية للمواطن. ويحار الناقد في تصنيفها الى أي المدارس النثرية تنتمي عروضهم وربما تكون خليطاً من مدارس متعددة جمعت بعشوائية واضحة وربما ايضا تظهر فيها ملامح الابداع والابتكار وربما كذلك فان اصحابها لا يفكرون في مدى تقبلها من قبل الجمهور الأوسع من اولئك المؤيدين بحجة التجديد والخروج على التقليد متهمين المخرجين السابقين او المخرجين الرواد بانهم ينتمون الى الصنف العتيق متناسين ان المسرح في الدول المتقدمة مازال يعتمد على العتيق ومازالت روسيا تعتمد على (جيكوف) ومازالت انكلترا تعتمد على (مارلو) ومازالت فرنسا تعتمد على (موليير) وغيرهم من العظماء الذين تكوّن نتاجاتهم الأدبية والفنية القسم الاكبر من البرنامج المسرحي سنوياً.كذلك مسرح الأمس في العراق بقي متمسكا بنتاجات المؤلفين العظام من العراقيين والعرب والاجانب . وكان المخرجون القدماء يفكرون في التجديد والجمع بين القديم والحديث ولم يكونوا يقتنعون بنوع واحد من المسرحيات وبنوع واحد من الاساليب الاخراجية فجمعوا بين الواقعية والرمزية والتعبيرية وحتى السوريالية ومسرح اللامعقول والمسرح الملحمي ، (ابراهيم جلال) يخرج (البيك والسائق) المأخوذة عن مسرحية بريخت (بونتيلا وتابعة ماتي) ، وجاسم العبودي يخرج المسرحية الوجودية (الحقيقة ماتت) لعمانوئيل روبلس وبعدها يخرج (حفلة سمر في خمسة حزيران) لسعد الله ونوس. وجعفر السعدي يخرج (بوليوس قيصر) لشكسبير باسلوب جديد وبدري حسون فريد يخرج المسرحية الواقعية (عدد الشعب) لهنريك ابسون باسلوب جديد وسامي عبد الحميد يخرج المسرحية الوثائقية (الخرابة) ليوسف العاني ثم يخرج المسرحية الشعرية عن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني (ثورة النرنج) للشاعر معين سيسو ويخرج (في انتظار غودو) من مسرح اللامعقول لساموئيل بيكيت. وقاسم محمد يخرج المسرحية الطليعية اللاتينية (الرجل الذي صار كلباً) الى جانب المسرحية الطبيعية (الشريعة) ليوسف العاني ومحسن العزاوي يخرج رائعة شكسبير (روميو وجوليت) وبعدها يخرج المسرحية الكوميدية العراقية (نديمكم هذا المساء) لعادل كاظم . وهكذا تتنوع المسرحيات بمؤلفيها القدماء والجدد وتتنوع الاساليب الاخراجية . بالامس لم تعتد الفرق المسرحية تقديم مسرحيات قصيرة لا يستغرق عرضها اكثر من خمسين دقيقة كما هو الحال هذه الايام بل لابد ان يكون زمن المسرحيات التي تنتجها تلك الفرق الخاصة والحكومية اكثر من ساعتين تتخللهما فترة استراحة وهذا هو التقليد المسرحي الساري في معظم دول العالم . نعم لا يمكن للمتفرج ان يحضر لمشاهدة عرض مسرحي يدوم لاقل من ساعة إلا في مناسبات خاصة او في المسارح الهامشية ، وفي مسرح صغير في الحي اللاتيني في باريس لا يكتفي المنتج بعرض مسرحية قصيرة واحدة للكاتب الطليعي (يونسكو) بل لابد من ان يتكون البرنامج في الليلة الواحدة من مسرحيتين او ثلاث من مسرحياته مثل (الكراسي والمغنية الصلعاء والدرس).



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2
- (أرامل).. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم