أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - العراق خسر














المزيد.....

العراق خسر


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


نعم خسرناك يا أبا مي وأبا فارس خسرناك نحن اصدقاءك ومحبيك اعضاء فرقة المسرح الفني الحديث التي كنت احد اعمدتها ، بل خسرك جميع فناني المسرح والسينما والتلفزيون ، لا بل واكثر خسرك العراق كله إذ كنت رمزاً بل نموذجاً لمبدعيه. كنت فنانا شاملاً ابدعت في مختلف الحقول الفنية وتفوقت في جميع اعمالك بل واجتذبت جماهير غفيرة من المتلقين وستظل ذكراك وذكرى ابداعاتك عالقة في الاذهان لسنوات طوال.
خسرنا (خليل شوقي) لا يوم وفاته بل قبل ذلك بسنين يوم اضطر الى الهجرة خارج وطنه تفادياً لقهر السلطة الغاشمة وابتعاداً عن ملاحقة رجال الأمن ومراقبته ومضايقته هو وابنائه وبناته وكلهم من المبدعين فنذكر (مي) في أدوارها المسرحية ونذكر (فارس) في ادواره التفزيونية. كان (خليل شوقي) يحب عمله حباً جماً ويتفانى في تنفيذه. ومن حسنات اعماله موافقته على دمج مجموعته الفنية (المسرح الفني) التي اسسها بعد الثامن من شباط عام 1963 لكي يقدم معها سهرات درامية تلفزيونية، بعد ان كانت السلطة آنذاك قد الغت تراخيص جميع الفرق المسرحية الاهلية لاعتقادها بان تلك الفرق تقف بالضد منها ، وبعد حين تم الدمج مع اعضاء فرقة المسرح الحديث التي منع عملها انذاك وتشكلت حينئذ (فرقة المسرح الفني الحديث) والتي بقيت احدى ابرز الفرق المسرحية الخاصة في العراق والتي حققت حضوراً متميزاً في اوساط المسرح العربي حتى عام 2003 عندما توقفت عن العمل بسبب الظروف الأمنية المتدهورة.
في مجال التلفزيون فقد بدأ (خليل شوقي) عمله مخرجاً لسهرات تمثيلية اسبوعية يتعرض فيها لأحوال العراقيين ومعاناتهم وتطلعاتهم نحو حياة افضل ، وكانت تلك التمثيليات اكثر جذباً للجمهور من غيرها بسبب شعبية موضوعاتها وتلقائية ادائها وصدقية طروحاتها وكان عنوان تلك التمثيليات (من نافذة الحياة) مطابقاً لمحتوياتها.
في مجال السينما كان اداؤه متميزاً وجذاباً في الفيلم العراقي (الضامئون) من اخراج (محمد شكري جميل) ولم يكن المتفرج يصدق ان (خليل شوقي) يمثل الدور بل يعيشه وكذا الحال في الفيلم الآخر (الفارس والجبل) حيث اقف الى جانبه امثل دوراً آخر في الفيلم.
وفي التلفزيون ايضاً كان (خليل) في دوره (عبد القادر بيك) في المسلسلين (الذئب وعيون المدينة والنسر وعيون المدينة) الشخصية المعقدة صاحب العاهة والمتجبر والبخيل والظالم وكلها امثله لما هو موجود في المجتمع العراقي فقد كان طبيعياً في ادائه الى حد التصديق. وما زال أبناء الشعب يستذكرونه ويقارنون بين المستوى الفني المتقدم للمسلسلين مع مستوى الاعمال الدرامية التلفزيونية في ايامنا هذه ويقولون اين تلك من هذه في موضوعاتها اللصيقة بالمجتمع العراقي وفي فكرها التقدمي وفي شكلها الفني المتميز.
وفي الفن المسرحي كان لخليل شوقي الباع الطويل ، فبالاضافة الى كونه تقنياً جريئاً فهو ممثل متميز ومخرج متقدم ويكفي ان نستذكر بعض ادواره المسرحية البارزة. في مسرحية (بغداد الازل بين الجد والهزل) من تأليف واخراج الراحل (قاسم محمد) وانتاج (فرقة المسرح الفني الحديث) مثل دور احد البخلاء القدماء بكل اتقان وباقناع تام. ودوره (مصطفى الدلال) في المسرحية الشعبية (النخلة والجيران) لقاسم محمد لا يمكن ان ينسى. مثل (خليل شوقي) دور (يوليوس قيصر) في مسرحية شكسبير الشهيرة بكل دقة وكانت من اخراج استاذنا (حقي الشبلي). وكان تمثيله في مسرحية (الرهن) من اخراجي متميزاً.
وهكذا (خليل شوقي) كونه فناناً شاملاً قد لا يتكرر وفقدانه خسارة كبيرة لا يمكن ان تعوّض.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون
- (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!
- إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد
- (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي
- الصوت والصمت في العرض المسرحي
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - العراق خسر