أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كأن (آرتو) يعيش بيننا!!














المزيد.....

كأن (آرتو) يعيش بيننا!!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 05:34
المحور: الادب والفن
    


نعم فكأن (انطونين آرتو) الفرنسي الثائر يعيش بيننا هذه الايام ويراقب احوال بلدنا ومجتمعاتنا من خلال نظرياته المتفجرة عن المسرح ووظيفته فقد راح يبحث عن مسرح بديل، مسرح يهز مشاعر المتفرجين ويحركهم نحو البحث عن كيفية تغيير مجتمعاتهم الى حال افضل مما هي عليه، لامسرح يخدر المتفرجين ويجعلهم مستكينين للحال الذي هم عليه حيث (الظلم والقهر والاستبداد والتقسيم والعنف والتعاسة والكوارث).
اعتبر (آرتو) ان مشاكل الانسان الكبيرة مدفونة في داخله ولايمكن للعقل ان يصل اليها لكي يحلها، وان تلك المشاكل هي التي تؤدي الى تقسيم ذات الانسان والى تجزئة نفسه وكذلك الى تقسيم البشر الى اصناف وفئات وطبقات في اسلوب الحياة وفي المعتقد وهذا مايحدث هذه الايام في عدد من البلدان العربية وبلدان اخرى على وجه البسيطة، الانسان مقسم الى جزءين: احدهما خيِّر والآخر شرير، احدهما يظهر الصدق والحقيقة مهما كانت مُرة والآخر يكذب ويزيف الحقيقة، احدهما يندد بالعنف والآخر يؤيده ويشجعه، احدهما يظهر محاربته للتمييز والآخر يوغل في التمييز، احدهما يظهر الاعتدال في الاسلوب وفي التنكير والآخر يتطرف في التفكير ويتعصب في سلوكه.
اعتقد (آرتو) بضرورة عودة المسرح الى بداياته حيث الطقس الذي يوحد المشاركين فيه من اجل ان يظهروا من الارجاس، وكما في التجربة الدينية لا ان تتحول هذه التجربة الى ما يخالف اهدافها النبيلة ومن تلك الاهداف اقامة العدل بين الناس لا ان يتخذها البعض غطاءً لتمرير مآربه الشخصية كا يفعل (طرطوف) في مسرحية موليير، دعا (آرتو) الى عدم الرجوع الى الاساطير القديمة التي اصبحت ظلماء ولايمكن تخيلها ولم تعد تعمل على تخليص البشرية من المذابح والتعذيب وسفك الدماء وقد اصبحت مجرد خرافة. بدلاً من ذلك لابد من الرجوع الى اساطير جديدة لها تأثيرها مثل تأثير مرض الطاعون الذي ينتشر بسرعة وعلى نطاق واسع ويدمر. اساطير جديدة تدمر كل الصبغ الحياتية الضاغطة ليشفى البشر منها ويعودوا احراراً وانقياء كما ولدتهم امهاتهم لايعرفون العداوة ولا البغضاء ولاالعنف ولا التجبر. وهكذا اعتقد (آرتو) ان مهمة المسرح هي تنظيف المجتمع من ادرانه، تنظيفه من البربرية والتوحش والحيوانية لكي يتمتع البشر بالفرح الذي اجبرته بعض الاعراف والتقاليد وتراكمات الحضارة على قمعه او كبته. واعتقد آرتو ايضاً ان مهمة المسرح كمهمة المرآة حيث يواجه الفرد امامها نفسه ليرى عيوبه وهي مرآة اوسع يرى فيها الجميع انفسهم ويتعرفون على ذنوبهم واخطائهم وباسقاط الاقنعة التي على وجوههم ، تلك التي تغطي الكذب والنفاق والتزلف والتدني وكل ماهو سلبي في التفكير وكل ماهو معيب في السلوك ليستبدلوه بالوجه الحقيقي الصريح الاصيل النظيف. يجب ان يحتوي المسرح جميع انواع العلاجات التي تخلص البشرية من امراض الانقسام ليتحقق الانسجام التام بينهم، فلا نزاعات ولاحروب ولامذابح، ولكن آرتو وجد العلاج بالصدمة التي يحدثها التيار الكهربائي المستخدم في علاج المريض نفسانياً، وبرأيه فان العلاج يأتي بالضرب على الحواس – حواس الانسان ونظامه العصبي وليس على الدماغ ونظامه العقلي ويتم ذلك في المسرح اما خارجه فلا ادري كيف يمكن ذلك ، كيف يمكن توظيف مثل ذلك العلاج على مجتمع باسره وكيف يمكن اجبار الناس على مواجهة انفسهم ، كيف يمكن اجبار الناس على ازالة الاقنعة من على وجوههم، كيف يمكن تنفيذ القسوة الاخلاقية وليس القسوة الجسدية كما ارتأى آرتو في نظريته (مسرح القسوة). وهكذا وكما اعتقد العديد من الدارسين ونقاد المسرح بأن آرتو كان تنظيرياً اكثر من كونه تطبيقياً. ومع هذا فهو بالنسبة لنا قد كشف الكثير من المساوئ التي تحدث في مجتمعاتنا والتي من واجب الفنانين العمل على ازالتها بابداعاتهم وان كانت تلك من مسؤولية المسؤولين عن ادارة المجتمع بالدرجة الاولى.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون
- (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!
- إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد
- (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي
- الصوت والصمت في العرض المسرحي
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
- رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كأن (آرتو) يعيش بيننا!!