أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي














المزيد.....

(فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


دفعتني اقامة مهرجان "مسرح ضد الارهاب" الذي تعهدته دائرة السينما والمسرح واحسنت صنعاً ومساهمة في دعم قواتنا المسلحة في محاربتها للدواعش الدخلاء ان اكتب هذه السطور عن مسرحية اميركية بعنوان (فيت روك) ويجمع عنوانها بين مختصر فيتنام ورقصة الروك اند رول الاميركية. كتبت المسرحية كاتبة اميركية معروفة في مواقفها ضد الحروب ومآسيها وهي (ميغان تيري)، وفي بلدنا قام الراحل (جعفر علي) بترجمة المسرحية عن الانكليزية واخرجها لطلبة كلية الفنون الجميلة ببغداد وعرضت في مسرح الكلية وفي قصر الاخيضر قرب كربلاء المقدسة.
وتنتمي المسرحية الى ما يسمى بـ (مسرح الشارع) حيث يمكن عرضها في مكان عام كالشوارع والساحات العامة وملاعب الكرة وغيرها . تتعرض المسرحية والتي كتبت عام 1966 الى التجربة التي مرت بها مجموعة من الجنود الاميركان ايام الاحتلال الاميركي لفيتنام كاطار للعمل المسرحي الاحتجاجي وما تعرضت له تلك المجموعة من الجنود لسلسلة من التحولات بصياغة دراماتيكية لما تجره الحرب من هلع وفزع . وفي مجرى احداث المسرحية تتعرض تلك المجموعة من الجنود الى انفجار عبوة ناسفة ويموتون جميعاً ثم يعودون الحياة بعد حين لينزلوا من خشبة المسرح ويتوغلوا بين المتفرجين يسألونهم عن موقفهم من مشاركة اميركا في الحرب ضد الفيتناميين وماجرّته عليهم من نكبات ومصائب وهزائم بفعل اصرار الشعب الفيتنامي على الصمود والعزيمة الصادقة على طرد المحتلين الاجانب وبذلك سحبوا الجمهور الى المشاركة في الحدث الدرامي وحرضوهم على الوقوف ضد تلك الحرب الطاحنة والعمل على ايقافها.
اذكر ان اعمالاً مسرحية اخرى كتبت واخرجت حول الحرب الفيتنامية ومنها المسرحية المشهورة التي كتبها (بيتر فايس) بعنوان (خطاب فيتنام) وهي بجزءين: الاول يستعرض فيه الكاتب تاريخ فيتنام، والجزء الثاني يتعامل مع التطورات التي حصلت منذ انسحاب الفرنسيين من تلك البلاد وحتى دخول الاميركان الذين ارادوا ايقاف هيمنة الشيوعيين على فيتنام فاشعلوا حرباً ضروسا وواجهوا مقاومة شرسة من الشعب الفيتنامي الذي اراد ان يدافع عن حريته واستقلاله الى ان تمكنوا من دحر الغزاة. وفي ذلك الزمن وقفت شعوب العالم كلها ضد التدخل الاجنبي في بلاد يريد شعبها ان ينعم بالاستقلال والحرية والتقدم، وكما اسلفت كان للمسرحيين في العالم دورهم في الاصطفاف مع الشعوب التواقة الى الحرية والسلم وفي محاربة الاحتلال والقهر والظلم والارهاب، فذاك المخرج المسرحي الانكليزي الكبير (بيتر بروك) يدعو اعضاء فرقة شكسبير الملكية الى ان يشاركوا في الحملة العالمية ضد الحرب في فيتنام والويلات التي يمر بها الشعب الفيتنامي جراء بطش الجيش الاميركي والويلات التي تصيب الاميركان انفسهم في حرب خاسرة ضد شعب يرفض الاحتلال والقهر والاستبداد والارهاب، فقد طلب (بروك) من الممثلين ان يسارعوا في مشاركته بتأليف مسرحية احتجاجية تحريضية ضد تلك الحرب الطاحنة وبالفعل فقد تم له ذلك وكتبت مسرحية وعرضت على الجمهور وكانت تحت عنوان (US).
لو عدنا الى مسرحنا العراقي لنكشف مساهمته في الاحتجاج ضد قهر الانسان والظلم الذي تعرض له عبر التاريخ لوجدنا الكثير من النماذج بهذا الخصوص فمسرحية مثل (الخرابة) ليوسف العاني التي قدمتها فرقة المسرح الفني الحديث عام 1970 ومسرحية (غيفارا عاد افتحوا الابواب) لجليل القيسي والتي قدمتها الفرقة نفسها بعد الخرابة، و(الغزاة) لعلي الشوك التي قدمتها الفرقة القومية و(الحصار) لعادل كاظم التي قدمتها الفرقة نفسها وامثلة كثيرة قديمة . و(حروب) لابراهيم حنون و(نون) لكاظم النصار و(الاسكافي) لعقيل مهدي وامثلة جديدة اخرى تثبت ان المسرحيين العراقيين كانوا ومازالوا يتصدون للمحتلين والغاصبين والارهابيين لانهم دعاة حرية ومطالبو سلام ومتشوقو ازدهار تقدم لشعبهم وللشعوب الاخرى.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت والصمت في العرض المسرحي
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
- رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها
- العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي