أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته














المزيد.....

مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 00:17
المحور: الادب والفن
    


من الابتكارات المسرحية التي ظهرت في اميركا خلال الستينات من القرن الماضي ما سمي (المسرح البيئي) والذي اشاعة (ريجارد ششنر) وهو محرر في المجلة المتخصصة (استعراض الدراما) وهي اكثر الدوريات المسرحية اهمية في العالم. وقد وقع العديد من المسرحيين العراقيين وربما العرب ايضاً في خطأ تفسير ذلك النوع من المسرح وفسره البعض منهم انه يعكس ما في البيئة من ظواهر، وفسره آخرون بان المسرح المتلائم مع هذه البيئة او تلك ولكن بعد تقصي الحقيقة وجدنا ان المصطلح يعني غير ذلك.
يشتمل مسرح ششنر البيئي على عناصر فنية من مختلف الانواع الفنية ومن مختلف الفرق التجريبية فهو يأخذ البعض منها من (فرقة المسرح الحي) وعملها التجريبي ومن فرقة الخبز والدمى، ومن (غروتوفسكي) ومن (المسرح المفتوح) لشابلن ومجموعات مسرحية اخرى. ويهدف المسرح البيئي بالدرجة الاولى الى ايجاد طريقة جديدة بالتعامل مع الفضاء المسرحي – فكان العرض وعلاقات الجمهور بالعرض ووسيلته التمرد ضد المسرح التقليدي المحافظ المتصف مشهدياً بالصفات الاتية:
1- عزل الجمهور عن الممثلين.، 2- موقع جلوس الجمهور الثابت والمنتظم.، 3- بناء المناظر ووضعها في جزء احد من المسرح فقط. وكانت اوضح بيانات ششنر فيما يخص المسرح البيئي قد نشرت عام 1968 وفيها طرح ست حقائق او بديهيات تميز وتحدد معالجته وهي كالاتي:
اولاً- يتكون الحدث المسرحي من وضع مجموعة من الاجراءات ذات الصلة مما يوتر السياق العام للعرض المسرحي، واوضح ششنر بضرورة وضع الاحداث المسرحية وفق سلسلة متصلة من الفن النقي من جهة والحياة غير النقية من جهة اخرى، وامتداداً من المسرح التقليدي من جهة ومروراً بالمسرح البيئي الى الواقعات وانتهاءً بالاحداث العامة والتظاهرات من جهة اخرى. وهكذا فهو يموضع مسرحه بين ماهو تقليدي وما هو واقعة.
ثانياً: يستخدم الفضاء من قبل جميع الممثلين ويستخدم من قبل جميع المتفرجين وهؤلاء هم صنّاع المشهد ومشاهدو المشهد في آن واحد، كما هو اي مشهد يقع في الشارع من الحياة اليومية فأولئك الذين يشاهدون هم جزء من الصورة الشاملة حتى لو اعتبروا انفسهم مجرد مراقبين.
ثالثاً- يمكن ان يحدث الحدث المسرحي في فضاء متحول بالكامل او في فضاء مكتشف، بمعنى ان الفضاء يمكن تحويره الى بيئة تناسب هذا الانتاج المسرحي او ذاك، او مكان يقبل على علاقة وان الانتاج المسرحي قد تم اعداده لذلك المكان وعلى سبيل المثال استخدام احد الملاعب الرياضية لتقديم مسرحية تتعامل مع الحرب على انها لعبة رياضية.
رابعاً- البؤرة والتركيز مرنان ومتغيران اي ان هناك تعوداً في بؤر العرض، تغير في موقعها اي ليس هناك ثبات في التركيز على نقطة واحدة.
خامساً- لكل عنصر من عناصر الانتاج المسرحي لغته لا ان تساند تلك العناصر كلمات النص فقط.
سادسا- لا يكون النص المكتوب لا نقطة انطلاق لنص العرض ولا يكون ذلك النص هدفاً للانتاج المسرحي وربما لا يحتاج المسرح البيئي الى نص مكتوب اطلاقاً.
من كل ذلك نخلص اولاً الى ان المسرح البيئي قريب من (واقعات) كابراو وثانياً الى ان بعض العروض العراقية التي قدمت في الايام الاخيرة تنتمي الى ذلك النوع من المسرح – المسرح البيئي – او الواقعة وكلها تقف بالضد من عروض المسرح التقليدي، ونذكر منها على سبيل المثال (المقهى) و(اعزيزه) و(سجادة حمراء) وفي جميع تلك العروض كان المتفرج متفرجاً ومشاركاً في العرض في آن واحد، ومن هذا نستنتج بان البعض من مسرحيينا الجدد جاءوا متأخرين عن الابتكارات المسرحية التي تحدث في العالم وتخلص الى القول بان (المسرح البيئي) و(الواقعة) والعروض العراقية التي تنتمي الى فنون العرض المختلفة لا يمكن ان تزيح المسرح التقليدي من الساحة المسرحية بل تبقى على الهامش واذا لم تصدقوا هذا القول فاذهبوا الى (برودوي) في نيويورك والى (الويست اند) في لندن والى (الشانزلزيه) في باريس لتتأكدوا من صحة ادعائي وكل تلك الاماكن مواقع مسرحية مركزية في بلدانها.. ولتتأكدوا ان الجمهور المسرحي الأوسع هو ذلك الذين يرغب بمشاهدة عروض المسرح التقليدي وهو اوسع بكثير من جمهور المسرح البيئي او الواقعة او ما شابه.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون
- (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!
- إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد
- (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي
- الصوت والصمت في العرض المسرحي
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
- رسائل وأطاريح الدراسات العليا في المسرح ومدى فائدتها
- العمل المسرحي في العراق بين الأمس واليوم
- منتدى المسرح في حلته الجديدة
- (الكوانتونم) و (التقنية الرقمية في الفن) ما لها وما عليها
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!! 2
- لماذا يتحّول الممثل الى مخرج؟!
- الأسلوب والأسلبة والأسلوبية!!
- نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته