أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الحداثة والرؤية المسرحية














المزيد.....

الحداثة والرؤية المسرحية


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 01:43
المحور: الادب والفن
    


عبر التاريخ لم تدم الاعراف والتقاليد الفنية التي يتفق عليها المبدعون والمتلقون مدة طويلة من الزمن حتى يجد العاملون في حقول الفن المختلفة ان الضرورة تستدعي استحداث تقاليد واعراف جديدة تناسب حاجات العصر التي تغيرت. وحتى بداية القرن التاسع عشر والى النصف الاخير منه كان لكل من الادب المسرحي والعرض المسرحي اسلوبه الخاص والذي نسميه (الطراز) . ولكن بعد ان حدثت الثورة الصناعية وانتقل المجتمع من الريفية الى الحضرية، وانتقل الانتاج الصناعي من العمل اليدوي الى المعمل الآلي وحلت مجتمعات بشرية جديدة استلزمت متطلبات حياتية جديدة وظهور وعي جديد بمحركات المجتمع وعلاقات افراده بعيداً عن الغيبيات وتلمساً للواقع، كان لابد من احلال تقاليد واعراف جديدة بما يخص فن المسرح تكون اقرب الى تقبل الجمهور، وظهرت مظاهر تلك الاعراف في كتابة المسرحية اولاً حيث لمست المسرحيات الواقع الحياتي للناس وعلاقات افرادهم ببعضهم لا مع شخوص ابعد ما يكونون عنهم سواء أكانوا من الابطال أومن الآلهة، ومن حيث الشكل والاسلوب اقتربت المسرحيات الواقعية في بناء شخوصها واحداثها من محيط اقناع المتفرج وخصوصاً عندما استخدمت النثر في الحوار كما في الحياة اليومية، ولم يستقر العاملون على الواقعية مدة طويلة اذ سرعان ما راحوا يبحثون عن اتجاهات واساليب جديدة في الفن المسرحي وجدوها في الرمزية والتعبيرية وفروعها الروائية والمستقبلية والسوريالية والتي اختلفت اعرافها تماماً عن اعراف الواقعية وما قبلها وراح المسرحيون الجدد يتوغلون في اعماق النفس البشرية في لا وعي الانسان ويخمنون محتوياته التي قد تظهر في الاحلام والكوابيس.
كان لابد للمخرجين ايضاً ان يغيروا من ادائهم تجاه الانتاج المسرحي وحتى ما يخص المسرح القديم . وهكذا تنوعت رؤاهم عند اخراجهم لمسرحية شكسبير (هاملت)، فمنهم من اعتبر احداثها تقع في غرفة استقبال معاصرة ومنهم من اعتبر العلاقات بين شخوصها خاضعة للشذوذ الجنسي ومنهم من تعامل معها كما لو انها احتوت عقدة اوديب ومنهم من تناول انفصام الشخصية موضوعاً رئيساً لها، فهناك (هاملت) المصمم وهناك الآخر المتمرد، وهناك الأم الحنون والاخرى الخائنة، وافترضت انا شخصياً بأن احداثها تقع في احد سواحل الجزيرة العربية في زمن سابق.
واذا كان مؤلفو المسرحيات القديمة قد فارقوا الحياة ولا امكانية لاعتراضهم على ما يفعله المخرجون بانتاجهم الادبي فإن مؤلفي المسرحيات الحديثة الأحياء غالباً ما يعترضون على ما يجريه بعض المخرجين من تحويرات ومن حذوفات في نصوصهم الاصلية. وهذا ما حدث للكاتب الانكليزي المشهور (هارولد بنتر) حيث قام المخرج الايطالي (فيسكونتي) باخراج احدى مسرحياته واجرى فيها تغييرات كثيرة، فما كان منه الا ان ينكر ان المسرحية تعود له.
لم يقتصر التعدد في الرؤى الاخراجية للمسرحيات القديمة بل تعداه الى تعدد رؤى المؤلفين الجدد والنظر الى موضوعاتها نظرة تناسب عصرهم ، فمسرحية الاغريقي سوفوكليس (انتيغونا) عام 410 قبل الميلاد اعاد تأليف مثيلتها الكاتب الفرنسي الحديث (جاك انوي) عام 1943 وكذلك فعل الكاتب الفرنسي الآخر (جان كوكتو) وبنسخة سوريالية عام 1932، وفي عام 1916 كتب الالماني (والتر هاسنكلفر) مسرحية بالعنوان نفسه يعبر فيها عن رفضه للحرب وتأييده للحب بين البشرية وهو الطريق الوحيد للسعادة والتي لاتتحقق الا باسقاط الظلم والدكتاتورية واحلال الديمقراطية الحقيقية محلها.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون
- (ثورة الزنج) المسرحية التي تنبأت!
- إختيارات ومعالجات المخرجين المسرحيين الجدد
- (فيت روك) نموذج من المسرح التحريضي
- الصوت والصمت في العرض المسرحي
- غياب بعض الحروف عن لغتنا العربية
- المتنبي مسرحياً.. الأمس واليوم
- حول فرقة الزبانية
- هل لدينا ورش مسرحية؟!
- هل المسرحيات التي تضحك الجمهور وباللهجة شعبية لوحدها؟
- فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - الحداثة والرؤية المسرحية