أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2














المزيد.....

إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 22 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


خرجت (المابعد حداثية) من رحم الحرب العالمية الثانية ولتصل الى ذروتها في اوائل الثمانينات من القرن الماضي وكانت ومازالت مصطلحاً زئبقياً لايمكن الإمساك به وتحليل ملامحه بوضوح، وهي كسابقها (الحداثية) ثورة ضد جميع المفاهيم والنظريات السابقة بل انها راحت تقف بنفسها ضد نفسها، ومع ما ذكر عن ظهورها وذروتها فهناك استحالة في تحديد زمنها وعلي القول انها نشأت نتيجة الاضطراب الفكري والضياع الذي مر به الانسان منذ أواسط القرن الماضي حيث راحت تتضارب النظريات النفسية والاجتماعية والحركات السياسية والصراع بين الاحزاب الشيوعية واليسارية من جهة والأحزاب المحافظة واليمينية من جهة اخرى. وما ان تنامت الحركة الاشتراكية في معظم أنحاء العالم وطبقت أنظمتها في بلدان كثيرة بقيادة الأحزاب الشيوعية والسرعة التي انهارت بها الأنظمة الاشتراكية وصعود التيارات الدينية وماحصل من تقدم في التكنولوجيا وما ساد من فوضى في النظم الاقتصادية، كان لابد من ان ينعكس مثل ذلك التشويش الفكري في تنظيرات (مابعد الحداثية) وفلسفة اصحابها حيث العدمية والفوضوية وعدم تحكيم العقل والذاتية واتصفت تقنياتها في الأدب والفن بالتفكيكية والتشظي وخلط الأساليب والتسطيح وعدم الالتزام بالكلمة المنطوقة واستبدالها بلغة بصرية وحركية وإلغاء ماسمي بالمسافة الجمالية وإحلال المشاركة الفعلية للمتلقي بالعمل الفني والمحاكاة الساخرة (البارودي).
يقدم (ايهاب حسن) وهو أستاذ النقد في احدى الجامعات الأميركية، وفي مقالة له بعنوان (قضية مابعد الحداثية) نشرت عام 1980 خمس أفكار عن الأدب واللغة والثقافة من منظور مابعد الحداثية! أولاها، تجاوزت الصيغة الانسانية في عالمنا الحاضر الذي تتصارع فيه قوى الرعب والمذاهب الشمولية والتفتت والتوحد والفقر والسلطة! ثانيها، التبشير بظاهرة العولمة من حيث وحدة الكرة الأرضية واتحاد الفرد مع الجميع ولظاهرة اتساع الوعي مع التفجر التكنولوجي! ثالثها، إيجاد لغة بديلة عن اللغة المنطوقة، لغة ليست مجرد وسيلة للاتصال. رابعها، ايجاد نمط جديد من التقاء الفن بالمجتمع حيث تتميز مابعد الحداثية عن الحركات الطليعية السابقة مثل المستقبلية و الدادائية والسوريالية. خامسها، التطلع الى الأشكال المفتوحة والمتفائلة والطموحة والمتحررة من أية قيود.
وهكذا تسود ظاهرة التشظي في الخطاب الأدبي او الفني وايديولوجيا التصدع التي تقود الى التحلل واستنطاق الصمت، وفي المابعد حداثية تسود "فكرة استحالة التحديد والتشرذم والتشظي ونقص الأعمال الأدبية التقنية واللاعمق واللاتمثيلي واللاتقديمي والمفارقة والتهجين والاحتفالية والأداء واللامفارقة، وواضح جداً عامل التناقض في جميع تلك الأفكار كما واضح جداً التشويش والفوضى، وربما يعزوها البعض من أصحاب مابعد الحداثية الى الفوضى الخلاقة، وهكذا في الختام تؤكد الأفكار المتناقضة السابقة صفة الزئبقية والهلامية في تيار مابعد الحداثية.
وفي الحقل المسرحي لنستذكر اولئك الذين ينتمون الى تيار مابعد الحداثية، انهم مجموعة من المخرجين المخضرمين الذين تراكمت تجاربهم الفنية وراحوا يمارسون تجارب جديدة يعتقدون انها تناسب متطلبات العصر وتستجيب لمعطياته، انهم (روبرت ويلسون) و (ريجار فورمان) و (بيتر بروك) و (جوان اكالاتيس) و(ايريان مينوشكين) و (بيتر سيلارز) ومن حق هؤلاء وغيرهم من اصحاب الخبرة المتراكمة ان يجربوا أساليب جديدة في الانتاج المسرحي . وقد لاحظ الدارسون والنقاد ان مخرجي مسرح مابعد الحداثة قد اهتموا بالسميوطيقا وتركيب أعمالهم وعناصر انتاج المسرحية على وفق (الدال والمدلول) وتقنيات تقود الى تعدد المعاني والى التأويل والتخمين والحدس، ولذلك يصبح من الصعب تحليل أعمالهم المسرحية على وفق المعايير النقدية المألوفة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -1-
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل)؟!
- مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟
- لنتذكر بدري حسون فريد
- مساهمة التجربة المسرحية الروسية/السوفيتية في تطوير المسرح ال ...
- فن التمثيل ولغة الجسد
- الشخصية النمطية المستهلكة في المسرح
- العراق خسر
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2