أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!














المزيد.....

إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


1
تشغل هذه الأيام أذهان المسرحيين العراقيين مصطلحات ونظريات مازالت موضع خلاف حول تواريخ بداياتها ونهاياتها ومدى التداخل في استخداماتها . ومنها على سبيل المثال (البنيوية والتفكيكية والشكلانية والظاهراتية والحداثوية ومابعد الحداثوية) . ونوقشت في الأيام الماضية القريبة أطروحة دكتوراه في كلية الفنون الجميلة بعنوان (السينوغرافيا في مسرح مابعد الحداثة) وستناقش بعد أيام رسالة ماجستير بعنوان (الإخراج في مسرح مابعد الحداثة) . وقد وجدت في كلتا المحاولتين قفزة او مغامرة تجيء قبل أوانها في حقول المسرح في العراق وكأننا استنفدنا مناقشة جميع المدارس والتيارات الفنية السابقة وطبقناها في أعمالنا المسرحية ولم يبق أمامنا الا الدخول من أبواب جديدة الى تيارات ليست لدينا معلومات عنها الا النزر اليسير وتجارب قام بها مسرحيون متمرسون تؤهلهم لممارسة تجارب جديدة في حركة المسرح العراقي.
لابأس ان يتطلع المسرحيون الجدد او الشباب الى ماهو اكثر جدة واكثر تطوراً في المسرح العالمي ، ومن المفيد ان يطلعونا على معارف قد تتأخر في مجيئها الينا . ولكن هل يحتاج مسرحنا في الوقت الحاضر الى مثل تلك النزعات او الإرهاصات التي يمر بها مسرحيون خبراء في هذا البلد أو ذاك من عالم له تأريخه العريق في فن المسرح؟ هل أصاب الجمهور المسرحي في العراق من الكلاسيكيات ومن الواقعيات ومن الملحميات ومن اللامعقول حتى تقدم له أعمال توصف بكونها مابعد حداثوية؟ هل لدينا بالفعل الخبرة الكافية في التمييز بين أعمال حداثوية واخرى مابعد حداثوية؟ هل ينبغي علينا ، نحن المسرحين العراقيين ، ان نجتذب جمهوراً أوسع لمسرحنا الجاد او الصحيح ام نبعد عن عروضنا المسرحية حتى ذلك العدد القليل من المتفرجين الذين يحبون الفن المسرحي؟ دفعتني هذه الأسئلة لان أراجع البعض من تلك المصطلحات والتنظيرات وان أتزود بمعرفة إضافية.
فهمت ان (الحداثة) ثورة متجددة وشاملة في شتى أنواع المعرفة والرؤى والاجتهادات، إنها ثورة ضد الأشكال والمضامين والرؤى السابقة، انها ثورة جذرية ضد القديم ورفضه والتطلع الى آفاق أخرى مختلفة، والحداثة ترفض القواعد والتقاليد المتعارف عليها وترفض الثوابت وهي لاتعني الجدة ولو ان الجدة ملمح من ملامحها وهي لاترتبط بزمن معين بل هي موجودة في كل الأزمان. وترتبط (الحداثية) بالتوجهات الطليعية والبوهيمية والتجريبية وكل ما يحرر الفنان من التراكمات القديمة، وتنمو (الحداثية) الى النزعة الفردية وارتبطت في مجال الفن والثقافة بكتابات (توماس مان) و (جيمس جوبس) و (تي اس اليوت) و (لويجي بيرانديللو) و (فرانز كافكا) و (مارسيل بروست) و (اندريه جيد) وآخرين، وينتقد المفكر (جورج لوكاس) الحداثية كونها عاجزة عن "رؤية الوجود الانساني باعتباره جزءاً من منظومة تاريخية متجددة" ويعيب عن أصحابها استغراقهم في التجارب الشكلانية والحيل السردية كالمونتاج والمونولوج وشطحات العقل الباطن، (الحداثية) حركة فنية تشير الى تلك المدارس التي برزت من عام 1880 حتى عام 1940 مثل (الانطباعية والتعبيرية والسوريالية والتكعيبية وغيرها).
هناك خلط بين (الحداثية) و (مابعد الحداثية) نتيجة الفوضى الفكرية والنقدية حيث يعتبر البعض (مابعد الحداثية) ظاهرة ثقافية وفنية وأدبية ترتبط بفترة تاريخية معينة ويعتبرها البعض الآخر نظرية تتعرض لخليط من الفنون كانت من نتاج تقدم الصناعة والمجتمع الرأسمالي المسيطر . وتدعو (مابعد الحداثية) الى الوقوف ضد مبادئ (الحداثية) في الفن والأدب والعمارة ومايتعلق بالعناصر الكلاسيكية في الحداثية في الاسلوب او في التطبيق. (مابعد الحداثية) كحركة فلسفية ترتبط بحركة (مابعد البنيوية) الفرنسية والتي برزت خلال الستينات والسبعينات من القرن العشرين، وترتبط ايضاً بالتفكيكية ولاتؤمن بوضع معايير، وغالباً ماتوصف (مابعد الحداثية) بكونها تكيف داخل الفلسفة العلمية والتي تنكر امكانية الوصول الى المعرفة الحقيقية عن العالم. ومانعرفه عن المجتمع انها صادرة من تركيبنا الخاص والذي يجب تفكيكه . السرديات العظيمة (التطور والعلم والحرية والرومانتيكية والحقيقية) ليست الا اساطير بطولية تمنح نظام الوجود الاجتماعي شرعيته، المابعد حداثية هي الاعتقاد بأن الوصايا والارشادات والنشوء والتطور والتقدم قد انتهت في التاريخ الاجتماعي وبدلاً عن ذلك فقد اعتمد المجتمع على تقهقر الحقيقة المطلقة وانتصار النسبية.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -1-
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -2-
- ماذا يعني (المسرح الحر) أو (المسرح المستقل)؟!
- مرة أخرى.. ماذا يعني (المسرح الشعبي)؟؟
- لنتذكر بدري حسون فريد
- مساهمة التجربة المسرحية الروسية/السوفيتية في تطوير المسرح ال ...
- فن التمثيل ولغة الجسد
- الشخصية النمطية المستهلكة في المسرح
- العراق خسر
- الحداثة والرؤية المسرحية
- كأن (آرتو) يعيش بيننا!!
- الأماكن البديلة للمسرح التقليدي
- حلم (صلاح القصب) الذي لم يتحقق بعد!!
- المسرحية التي تنتظر منتجها
- الواقعة وما أدراك ما الواقعة
- غياب كتّاب المسرحية العراقية عن الساحة الفنية
- حول مصطلح (ميز أن سين)
- مفهوم (المسرح البيئي) وتفسيراته
- حول مهرجان الكويت للمونودراما
- الف ليلة وليلة في المسرح الغربي وفي السينما والتلفزيون


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!