|
من الخائن الحقيقي . هل محمد السادس ، أم محمود عباس ؟ سكيزوفرانية النظام الجزائري مع التطبيع .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2022 / 1 / 1 - 06:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الخائن الحقيقي . هل محمد السادس ام محمود عباس ؟ سكيزوفرانية النظام الجزائري مع التطبيع تناولت القناة الفرنسية " فرنسا 24 " ، ومواقع الكترونية كثيرة ، خبرا خطيرا مفاده ، انّ محمود عباس رئيس السلطة ، وليس الدولة الفلسطينية ، اجتمع مع وزير الدفاع الإسرائيلي Benny Gans بمنزل هذا الأخير ب " روش هعين " بالقرب من تل ابيب .. وكان جدول اعمال اللقاء الذي تم في وقت متأخر من الليل ، هو القضايا الأمنية ، والشؤون السياسية المغلفة بالشؤون " المدنية " .. والغاية منه ، ضبط الشعب الفلسطيني ، حتى ينقاد لما تمليه الدولة الصهيونية من سياسات ، وإجراءات تهويدية للقدس ، وللأراضي الفلسطينية المحتلة .. ان اول ملاحظة يجب ان تثار في هذا اللقاء ، انه جرى ببيت وزير الدفاع الإسرائيلي ، بالأراضي التي تعتبرها الدولة الصهيونية ، أراضي إسرائيلية .. أيْ ان عباس ، هو من انتقل الى بيت Benny Gans ، وليس وزير الدفاع الصهيوني هو من انتقل الى مقر حكومي ( فلسطيني ) ، فأحرى انْ يطأ رجل Gans بيت محمود عباس ، او بيت احد المتعاونين النجباء من قيادة رام الله ، مع الأجهزة البوليسية الإسرائيلية .. وهنا . هناك احتمالين لهذا اللقاء .. -- الاحتمال الأول ان يكون Gans ، هو من اصدر الامر لعباس بضرورة الحضور العاجل الى بيت وزير الدفاع الإسرائيلي ، وأمْر الاستدعاء هنا ، لا يختلف عن اعتبار محمود عباس موظفا ساميا يمثل السلطة بالدولة الإسرائيلية . وهنا فقد درج عباس وجماعته على خدمة الدولة الصهيونية ، عندما كان يسلم المقاومين ، والمجاهدين ، والمنتفضين من الشعب .. الى الأجهزة البوليسية ، والى الجيش الإسرائيلي .. والكل يتذكر دعوته الأخيرة للفلسطينيين ، بعدم إيواء الفلسطينيين الذي نجحوا في الفرار من السجون الصهيونية ، ودعوته للفارين بضرورة تسليم انفسهم للجيش الصهيوني .. كما لا ننسى اقباره لتقرير لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ، الذي يدين قتل الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين في محطات مختلفة . أيْ اقبار محمود عباس لتقرير اممي ، باتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ، كان سيعرف طريقه الى المحكمة الجنائية الدولية .. وهو هنا ، فان الخائن عباس ، يهين الشعب الفلسطيني ، ويسترخص دمه ، مادامت اعينه مفتوحة على الدولار الإسرائيلي ( الضرائب ) ، والمساعدات المختلفة ، والبقاء باسم فلسطين على رأس سلطة رام الله الخائنة .. -- او ان يكون محمود عباس ، هو من طلب لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي ، لأثارة احاسيسه بالتنسيق الأمني ، والسياسي مع الجيش ، والبوليس السياسي الإسرائيلي ، لضبط المقاومين ، والمجاهدين لفائدة الامن الصهيوني .. وهنا تبقى الاخبار التي تناقلت تقديم عباس لتقرير عن زيارته للجزائر ، مؤكدة وصحيحة .. فالتعاون بين السلطة الفلسطينية ، وبين الجيش ، والبوليس السياسي الإسرائيلي في الجانب الأمني الضيق ، مشهود بها منذ زمان .. فما ارتكبه جبريل الرجوب في حق المقاومين ، وفي حق المجاهدين ، ودوره في تسليم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات الى الجيش الإسرائيلي ، واضحة ولا تحتاج الى جهد في الاستنباط والتدليل .. وهنا نطرح السؤال عن الدور الذي قامت به القيادة الفلسطينية / الإسرائيلية في عملية تصفية عرفات بالسم ، وتواطئ دول غربية منها فرنسا وسويسرا ، مع قيادات فلسطينية ، في الالتفاف ، وفي دفن تقرير تسميم الرئيس عرفات . ( هنا يمكن الرجوع الى الدراسة التي نشرناها بالموقع العربي التقدمي / الحوار المتمدن بعنوان " من اغتال ياسر عرفات " ) ... وهنا نتساءل عن مصادر تزويد الجيش الإسرائيلي ، بالمعلومات التي كانت تؤَدي الى اغتيال مقاومين ، ومجاهدين كثيرين أمثال الشيخ ياسين ، أبو علي مصطفى ، الرّنتيسي ... وقائمة الشهداء تطول ولا تنتهي .. وفي خضم هذا الحدث الخياني ، نستخلص ان عباس هو من دعا للقاء Benny Gans ، بعد شعوره بالتهميش ، وبالورطة التي هو فيها ، والتي تزيد اكثر من ارتباطه بالأجندات الصهيونية كتلميذ نجيب ، حتى يستمر وابناءه ، والعملاء المحيطين به ، يجنون الدولار الذي يسيل لعابهم ، اكثر من اهتمامهم بالقضية الفلسطينية التي اقبرها هؤلاء الخونة الذين باعوا فلسطين .. والدليل انه لو كانت تل ابيب هي من استدعت عباس ، لكان سيكون اللقاء مع رئيس الوزراء ، او مع وزير العدل ، او حتى مع وزير الداخلية .. لكن ان يكون اللقاء مع وزير الدفاع ، وببيت هذا الأخير ، وبضواحي تل ابيب ، فعباس هو من دعا الى لقاء Benny Gans ، وليس وزير الدفاع الإسرائيلي من دعا لقاء عباس .. لان إسرائيل ذات النظام الديمقراطي الأول بالمنطقة ، تلتزم بالبروتوكول . أيْ بسلطة الاختصاص عند الشروع في معاجلة قضية ما .. اللهم ان يكون رئيس وزراء الدولة الصهيونية ، هو من اوكل مهمة لقاء عباس لوزير الدفاع الإسرائيلي .. ان التنسيق الذي اصبح منذ زمن ليس ببعيد ، بالعضوي ، بين سلطة رام الله برئاسة ، وقيادة محمود عباس ، وعملاءه كحسين الشيخ ، قريع ، عزام الأحمد ، محمد دحلان ، ياسر عبد ربه .. وقائمة العملاء تطول كذلك ولا تنتهي .. ليس وليد اليوم . بل يرجع الى ما يتعدى الخمسة وأربعين سنة خلت ، وتوسعت وتعمقت كثيرا ، منذ اوفاق مؤتمر مدريد في سنة 1982 ، وتطورت اكثر بكثير منذ اوفاق مؤتمر أسلو Oslo في سنة 1993 ، وانتهت اليوم الى ان تصبح سلطة رام الله من خلال تنسيقها البوليسي المحكم ، مع الأجهزة البوليسية ، ومع الجيش الإسرائيلي ، ضد المقاومين ، والمجاهدين ، جزءا من دولة إسرائيل ، لا ضدها ، ولا خارجها .. واصبحت السلطة هي من تشدد على التنسيق البوليسي ، والأمني مع الصهاينة ، معتقدة انها بتنسيقها هذا ، ستحظى برضا الأجهزة البوليسية ، وبرضا الجيش الإسرائيلي ، وتعتقد انها بتنسيقها الخياني هذا ، انها أضحت في نظر الإسرائيليين ، تتصرف تصرف الدولة الفلسطينية التي لن تكون ابدا ، ما دامت القيادة تلجم الشعب ، وتغرق في المؤامرات الصهيونية التي ستنتهي بإقبار حل الدولة الفلسطينية ، التي تنتظر منذ سنة 1982 .. والمخطط المرسوم بدقة من قبل تل ابيب ، وبعلم واشنطن ، وكل العواصم الغربية .. هو اللعب على الوقت ، لإقبار أيّ حلم بالدولة الفلسطينية ، التي اقبرتها بالمرة عملية بناء المستوطنات ، التي انهت مع أي حلم لاستيعاد القدس الشرقية ، التي أضحت عاصمة الدولة العبرية الموحدة ، وباعتراف واشنطن ، والدول الغربية ، والعربية قاطبة .. الآن سلطة رام الله الغارقة في مسلسل الخيانات المتعاقبة ، تدرك جيدا المآل النهائي الذي أضحت عليه القضية الفلسطينية ، التي لم تعد قضية ، وانّ ما اصبح يهمها ، هو الحصول على الدولار العربي ، والاوربي ، والامريكي ، والإسرائيلي ( الضرائب ) .. وعندما غرقت السلطة في اوساخ الدولار ، الذي كان ، ولا يزال يصب في صناديق محمود عباس ، وازلامه من المتعاونين ، الذين اصبحوا مافيا تقتات على مآسي ، وعذابات الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يشكل امل فلسطين .. غابت القضية . بل ماتت القضية الفلسطينية ، وأصبحت عبارة عن اطلال تدرس للتلاميذ كشيء كان ، ولم يعد كما كان .. والسؤال هنا . رغم افتضاح تآمر محمود عباس ، وكل أجهزة السلطة التي تسعى الدولار ، بتحولهم من مجرد التنسيق مع الدولة الإسرائيلية ، الى ان اصبحوا عضويّين بالأجهزة المخابراتية الصهيونية ، حين يشددون على خدمة الامن الإسرائيلي ، من خلال عرض خدماتهم باسم التنسيق المزعوم ... فان لا احد من الأنظمة العربية باستثناء النظام السوري ، قرع ، او انتقد هذا الدور القيادي للسلطة ، في خدمة الامن الإسرائيلي .. وكأن الامن الصهيوني أولى وأهم ، من الحقوق الفلسطينية التي بيعت بالدولار الوسخ ، الذي كان سببا في تسميم الرئيس عرفات .. وهنا . لماذا النظام الجزائري الذي يحتفظ بعلاقات خاصة مع الدولة الصهيونية ، وانْ كانت علاقات تبدو باردة ، لم ينتفض ، ولم ينزعج من تآمر عباس ، وقيادته مع الدولة العبرية ، وانتفض ، وثار ، واحتج ، عندما اخرج النظام السلطاني المغربي ، علاقاته مع الدولة الصهيونية الى العلن .. بل لماذا لزم النظام الجزائري المفتون بالمغرب ، الصمت ، وبلع لسانه من التقارير التي فضحت ما قام به محمود عباس ، عند انتهاء زيارته التّسوّلية الى الجزائر ، بتقديم تقرير مفصل عن نتائج الزيارة الى تل ابيب .. وهي نفس التقارير اشارت الى ان المائة مليون دولار التي قدمها رئيس النظام الجزائري الى محمود عباس ، سيضعها في صندوقه بإحدى الأبناء الإسرائيلية ... ثم لماذا نجد النظام الجزائري المفتون بالمغرب يلزم الصمت . بل يتعاون مع الأنظمة العربية التي طبعت مؤخرا مع إسرائيل / الامارات – البحرين - عُمان / ، ويتعاون مع الأنظمة التي تعترف بالدولة الصهيونية ، وتتبادل معها السفراء ، كمصر ، والأردن ، وسلطة رام الله .. ولماذا فقد اعصابه عند اخراج العلاقات بين النظام السلطاني المغربي ، وبين الدولة العبرية الى العلن .. ان مثل هذه الأشياء الغريبة ، لا تجدها سوى في العقل العربي المهزوم والمنافق ، الذي يغطي الحقيقة بثقب الغربال ، ويستعمل القضية الفلسطينية التي تلاشت وانتهت ، بخيانات قادتها المسترسلة عبر التاريخ .. في قيادة صراع جهوي باسم الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ... في حين ان استعمال القضية الفلسطينية التي انتهت ، كان بهدف خدمة اجندة النظام الجزائري الإقليمية التي هي الصحراء ، وليس التطبيع ، ولا فلسطين .. والسؤال . الا يعتبر تطبيعا اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري الراحل عبدالعزيز بوتفليقة ، ورئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك في المغرب اثناء جنازة الحسن الثاني التي حضرتها وفود كثيرة من العالم ... وحين يزور الخائن محمود عباس ، ومن معه من المتسولين ، المال العربي باسم القضية الفلسطينية ، النظام الجزائري ، والنظام التونسي ، ويرفض زيارة المغرب بدعوى خيانته القضية الفلسطينية ، التي كان اول من خانها ، هو محمود عباس المتورط في تسميم عرفات .. هنا تظهر سكيزوفرانية النظام الجزائري المندد بالعلاقات السلطانية المغربية الإسرائيلية ، والمصفق باحر من الجمر للعلاقات العضوية بين سلطة رام الله ، والدولة الصهيونية .. وهنا تظهر بلادة وخيانة عباس ، حين يجيز لنفسه ما يريد منع الاخرين منه .. أيْ حلال عليه ان يكون عضوا فاعلا يخدم الأجهزة البوليسية الصهيونية ، ويخدم الجيش الإسرائيلي ، لكنه لا يتردد في اصدار الاتهامات الرخيصة بالخيانة ، للأنظمة التي تحكم دول ذات سيادة .. ومع العلم ان جماعة رام الله المافيوزية مجرد سلطة ، وليست دولة .. ولن تكون ابدا دولة ، والتاريخ يشهد بيننا .. لانهم باعوا القضية بأوساخ الدولار ، وبسيطرة الاستبداد ، والطغيان العروبي ، على مقدرات الشعب الفلسطيني التي تنشد كل فلسطين ، ولا تنشد الخريطة المبرقعة التي أضحت عليها الضفة الغربية ، التي أصبحت إسرائيلية ، بفعل التوسع في بناء المستوطنات ... فهل ما قام به سلطان المغرب ، عندما اخرج العلاقات بين الدولة السلطانية ، وبين الدولة العبرية الى العلن .. خيانة ، كخيانة سلطة رام الله بقيادة قاتل عرفات محمود عباس ... ولماذا لا يجرأ عباس ، ولا جماعته المتسولة للدولار ، والمفقرين للشعب الفلسطيني ، على اطلاق نعت ووصف الخيانة ، على النظام الاماراتي ، والنظام البحريني ، والعلاقات مع النظام السوداني .. ولم يحتج على زيارة نتنياهو الرسمية كرجل دولة الى سلطنة عمان ؟ ولماذا لم ينعت ولم يصف عباس النظام المصري ، والنظام الأردني اللدين يعترفان بالدولة العبرية ، ويتبادلان معها السفراء ، بالخيانة للقضية الفلسطينية .. ان نفس الأسئلة نطرحها على النظام الجزائري الذي يصفق للإمارات العربية المتحدة ، وللبحرين ، ولسلطنة عمان ، ويصفق لسلطة رام الله الخائنة بزعامة محمود عباس ، ويصفق للنظام المصري ، وللنظام الأردني ، على الرغم من ان اتفاقية كمب ديفد ، قلصت من سيادة مصر العسكرية في الحدود مع إسرائيل ، واتفاقية وادي عربة ادمجت كل الدولة الأردنية ، ضمن السياسات الصهيونية التي تجري على الأرض ... أولا ان النظام السلطاني المغربي الذي يتهمه النظام الجزائري ، وتتهمه سلطة رام الله الخائنة بالتطبيع ، فهو لم يطبع مع تل ابيب كما يزعمون .. لكن ما قام به النظام ، وهو عمل مبرر ومشروع ، لنجدة نظامه من السقوط اذا ذهبت الصحراء ، وأصبحت بيد النظام الجزائري .. انه اخرج علاقات بينه وبين إسرائيل الى العلن ، بعد ان كانت تجري من تحت الطاولة . فإذا كان التطبيع مع الدولة الإسرائيلية ، وهي ابتلعت الجولان ، وابتلعت الأراضي اللبنانية ، وأصبحت تسطير على تسعين في المائة من أراضي الضفة الغربية .. يجسد الخيانة في اجلى صورها ، فان النظام السلطاني المغربي لم يطبع مع الدولة الإسرائيلية ، كما طبعت دول الخليج ، ومصر ، والأردن ، وطبع محمود عباس ، وجبناء سلطة رام الله التي تلهت كالجرو على الدولار .. بل ان العلاقات بين النظام السلطاني والدولة العبرية ، تعود الى استقلال " إيكس ليبان " في سنة 1956 ، وبالضبط الى بداية الستينات حين كان النظام السلطاني يرحل اليهود المغاربة الى إسرائيل ، التي اصبحوا يكوّنون فيها أكثرية عددية ، لكنها أكثرية اكثر متطرفة ، تؤثث أحزاب اليمين المتطرف بأسماء مختلفة .. لان كل الأحزاب الصهيونية هي أحزاب متطرفة عند تعاملها مع قضية الأراضي العربية المحتلة . وهنا لا يفوتنا الإشارة الى مرحلة تبادل السفراء ، بين الرباط وتل ابيب التي جمدها النظام السلطاني المغربي ، بعد الانتفاضة الشعبية الأولى .. فالعلاقات كانت موجودة منذ سنة 1956 ، وكانت حتى قبلها بالنسبة للدور الذي لعبه السلطان المغربي ، من حماية اليهود المغاربة الذين كانوا معرضين للألوكوست النازي .. وهو ما سهل ربط العلاقات مباشرة بعد استقلال 1956 مع الدولة العبرية التي كانت موجودة منذ سنة 1947 . والاتحاد السوفياتي المنحل ، كان اول دولة اعترفت بالدولة الإسرائيلية ، التي ضمت ما تبقى من الأراضي العربية في نكسة يونيو 1967 . وهي علاقات لا تزال مستمرة في اشكال مختلفة ، تخضع للظروف التي تمر منها وبها المنطقة .. والنظام السلطاني عند احتفاظه بالعلاقات السياسية والدبلوماسية مع الدولة العبرية ، فتصرفه هذا يبقى مشروعا ، طالما كان يوظف في عملية الصحراء ، التي وانْ كانت تل ابيب لا تعترف بها رسميا ، فهي تعمل بما يجعل الصحراء ، تبقى في موقعها الطبيعي ، والتاريخي ، والجغرافي .. ان النظام السلطاني الذي يدرك أهمية بقاء الصحراء تحت سيطرته ، يدرك خطر فصلها عنه ، الذي قد يصل الى سقوطه المدوي لفائدة النظام الجزائري عدو النظام السلطاني الأول ، وعدو الوحدة الترابية ، والشعبية للمغرب .. فكل الشر الذي أصاب النظام السلطاني ، كان من الأنظمة التي رفعت شعار فلسطين ، وغرست خنجر سم في ظهر فلسطين . ان عدد الفلسطينيين الذين سقطوا بسلاح الأنظمة العربية ، اكثر بكثير من عدد الفلسطينيين الذي قطوا في معارك مع الجيش الصهيوني .. والنظام الذي يحتفظ بعلاقاته الطبيعية ، والتي لا تعني التطبيع ، لن يضحي بإسرائيل لفائدة أنظمة تآمرت على اسقاطه ، في فترات ومحطات كثيرة .. ومِنْ هم نظام جمال عبدالناصر ، نظام حافظ الأسد ، نظام اليمن الجنوبي ، نظام صومال زياد بيري ، نظام الهواري بومدين ، عبدالعزيز بوتفليقة ، عبدالمجيد تبون ، نظام معمر القدافي ، نظام السلطة الفلسطينية التي تنكر مغربية الصحراء ، وتدعم أطروحة الانفصال التي يقف وراءها النظام الجزائري .. دون ان ننسى المواقف المتقلبة للنظام الموريتاني التي انتهت بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية .. فقضية الصحراء بالنسبة للنظام السلطاني ، وبالنسبة لوحدة الأرض المغربية ، ووحدة الشعب المغربي .. هي قضية حياة او موت ، وهي قضية وجود قبل ان تكون قضية حدود .. فاذا كان النظام السلطاني الواعي بهذا التآمر عليه ، كنظام فريد من نوعه في العالم من حيث الطقوس ، و على وحدة الأرض المغربية ، ووحدة الشعب المغربي .. يدرك ان المغزى من التآمر ، هو رأسه ، ونظامه السلطاني .. فماذا يمكن انتظاره منه ، غير الحفاظ على علاقاته مع الدولة العبرية ، ومع الأنظمة الغربية ، وواشنطن الذين يتلاعبون بهذا التناقض المفصلي ، بين النظامين السلطاني المغربي ، والنظام المخزني الجزائري .. ومنه الأنظمة التي ناصبته العداء ، وتآمرت لقلبه واسقاطه . وهي انظمة كلها سقطت ، باستثناء النظام الجزائري الذي تورط في قضية الصحراء ، التي ابتلعته ابتلاع يمّ لباخرة تائهة من دون ربان .. ان التطبيع مع الدولة الصهيونية ، وهي ابتلعت الجولان ، بحيرة طبرية ، الأراضي اللبنانية ، القدس الشرقية التي أصبحت مع القدس الغربية عاصمة إسرائيل ، وباعتراف الاتحاد الأوربي المحتشم ، واعتراف واشنطن الصريح ، واعتراف الدول العربية المطبعة ، من دول الخليج ، الى مصر ، الى الأردن ، الى السودان ، الى سلطة رام الله الخائنة ، الى سلطنة عمان .. هو خيانة لفلسطين وللفلسطينيين ... لكن النظام المغربي الذي يُتهم بالتطبيع ، فعلاقاته مع الدولة العبرية لم تكن نتيجة تطبيع / غدر .. بل كانت علاقات طبيعية تعود الى استقلال 1956 ، واستمرت في اشكلها المختلفة ، طبقا للظروف المستجدة بالمنطقة .. ولم يسبق لهذه العلاقات ان قُطعت بالمرة .. فالنظام السلطاني المغربي الماكر الذي يتقن معاملاته ، وعلاقاته مع أنظمة الشرق العروبية الستالينية التي سقطت ، ومع الدولة العبرية . يعرف ضبط مصالحه والدفاع عنها .. ولن تؤثر فيه شعارات أنظمة تدعي الدفاع عن فلسطين ، وهي من اغرق وانهى شيئا كان يسمى بفلسطين ... وهنا نتذكر ما قاله السلطان الحسن الثاني في تحدي لجمال عبدالناصر " لا يجب ان نرقص في المغرب ، كلما دُقت الطبول في الشرق " .. وهو هنا كان يؤكد على سيادة المغرب ، واستقلال قراره السياسي والدبلوماسي ... اذن من الخائن .. هل من طبع مؤخرا ( أنظمة الخليج ) ، ام من طبع سابقا ( مصر والأردن ) ، ام الزيارات المتبادلة مع النظام السوداني ، ونظام سلطنة عمان ، وسلطة رام الله الخائنة برئاسة محمود عباس الذي يلح ، ويشدد على التعاون العضوي مع الجيش الإسرائيلي ، والبوليس السياسي الصهيوني .. ام السلطان المغربي الذي لم يطبع ابدا مع الدولة الصهيونية ، لان العلاقات بين النظام السلطاني ، وبين الدولة الإسرائيلية كانت منسوجة قبل استقلال المغرب في سنة 1956 ، وتطورت عبر محطات مختلفة ، دون ان تعرف يوما ما القطيعة .. بل ماذا حين يزمجر النظام الجزائري المطبع الحقيقي مع الدولة العبرية ، من خلال لقاء يهود باراك ، وعبدالعزيز بوتفليقة في الرباط .. وحين يبلع لسانه الطويل عن تطبيع سلطة رام الله بقيادة محمود عباس مُسمم عرفات ، والمندمج العضوي مع الجيش الإسرائيلي ، والبوليس السياسي الصهيوني .. ويبلع لسانه من تطبيع دول الخليج مؤخرا ، تطبيع مصر والأردن سابقا .. وغض النظر عن زيارات مسؤولين إسرائيليين الى السودان ، وزيارة نتنياهو كرجل دولة الى سلطنة عمان ... ويتهم السلطان المغربي بالتطبيع ، وهذا لم يطبع مع احد ، لان علاقاته عادية مع إسرائيل قبل سنة 1956 .. ان الهستيرية التي اصابت النظام الجزائري المخزني ، من النظام السلطاني المغربي ، لا يعود سببها الى التطبيع ، ولا يعود الى القضية الفلسطينية التي انتهت بتآمر القيادة الخائنة الفلسطينية نفسها .. بل ان سبب طاعون النظام الجزائري ، هو خسارته لحرب الصحراء التي يرى انها عامل اسقاط النظام السلطاني المغربي ، وعامل تجزيئ المغرب شعبا وارضا ، وعامل تصغير المغرب المنافس الوحيد للنظام المخزني الجزائري بالمنطقة .. والسؤال . هل جائز ان يكون بجوارك جار غدار، يبطن لك الشر ، ويبذر أموال الشعب الجزائري المفقر، لاقتناء الأسلحة الروسية . امّا لتخويفك ، وامّا يحضر لحرب معك .. بسبب الصحراء ، وليس بسبب التطبيع ، والنظام السلطاني لم يطبع العلاقات .. ولا بسبب فلسطين التي تاجرت بها الأنظمة العربية العسكرية ، وكانت النتيجة ضياع فلسطين ... وانت تجلس جلسة القرفصاء مربع اليدين ، حتى يجرفك السيل الى النهاية الحتمية .. التطبيع خيانة .. فمن طبّع إذن ؟ وللتطبيع أوجه مختلفة .. اذن من هو الصهيوني الحقيقي الذي طبع مع تل ابيب عن قرب او عن بُعد ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمهورية الصحراوية بعد تصريح ( وزير الاراضي المحتلة والجالي
...
-
هل النظام السلطاني معزول ، أم ان الامر مجرد اعادة ترتيب الصف
...
-
معارضة الخارج .. هل سيعيد النظام الجزائري ، ضبط آليات تعامله
...
-
الحكومة الالمانية تمسك العصا من الوسط بخصوص نزاع الصحراء الغ
...
-
جماعة العدل والاحسان ومشروع الخلافة الاسلامية / بمناسبة مرور
...
-
جبهة البوليساريو غاضبة من استئناف الاتحاد الاوربي ، قرار الغ
...
-
المدير العام للبوليس السياسي
-
الملك محمد السادس ابن الحسن العلوي . هشام بن عبدالله العلوي
...
-
أولى نتائج وبوادر التعاون ( الاستراتيجي ) بين البوليش الشياش
...
-
هل التطبيع بين النظام السلطاني المغربي ، وبين الدولة الصهيون
...
-
هل فشلت زيارة وزير خارجية السلطان ناصر بوريطة الى واشنطن ؟
-
هل يتعرض النظام الجزائري لمؤامرة ؟
-
الحزب السياسي
-
جبهة البوليساريو خسرت الحرب ، فخسرت قضيتها ، وعليها ان تعترف
...
-
هل بدأ الإلتفاف على قرار محكمة العدل الاوربية ..
-
من كومونة باريس الى كومونة الرباط
-
تحليل خطاب الملك بمناسبة مرور ستة واربعين سنة من انطلاق المس
...
-
النظام الجزائري . استعراض للعضلات ، ام تحضير للحرب ..
-
إسقاط النظام . إسقاط الدولة . إسقاط الاستبداد ، أم إسقاط الج
...
-
تحليل قرار مجلس الامن 2602 حول الصحراء .
المزيد.....
-
ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو
...
-
سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا
...
-
زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب
...
-
جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال
...
-
هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
-
مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب
...
-
الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش
...
-
-احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين
...
-
زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل
...
-
في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|