أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحكومة الالمانية تمسك العصا من الوسط بخصوص نزاع الصحراء الغربية















المزيد.....

الحكومة الالمانية تمسك العصا من الوسط بخصوص نزاع الصحراء الغربية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7107 - 2021 / 12 / 15 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عممت وكالة المغرب للأنباء La MAP خبرا على المواقع الالكترونية ، والصحافة الورقية ، يؤكد اعتراف ودعم برلين ، لحل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام المغربي في سنة 2007 ، كمنفذ لإيجاد تسوية ، تمكن الصحراويين من تصريف وتدبير شؤونهم المحلية ، ضمن سيادة الدولة المغربية .. والحال انه بعد مراجعة موقع وزارة الخارجية الألمانية ، سنجد ان هذا الخبر ليس صحيحا ، لكن أهميته انه موقف تراجعي عن موقف الحكومة الألمانية السابقة ، التي شغلت فيها Angelina Merkel وزارة الخارجية ، التي نفت بالمطلق مغربية الصحراء ، ووقفت الى جانب اسبانية ، والاتحاد الأوربي ، وبما فيهم فرنسا سدا منيعا ضد اعتراف Donald Trump بمغربية الصحراء .. فللأول مرة تعترف برلين بانّ الحكم الذاتي الذي قدمه النظام المغربي في سنة 2007 ، يكون قد قدم مساهمة هامة في سياق البحث عن حل ..
فإشارة برلين الى الحكم الذاتي ، هو اعتراف منها كحل يجسد الواقعية ، والعدالة الدولية .. لكن بالنسبة لبرلين ، يبقى كمبادرة وكمساهمة ، من بين مبادرات اخريات ، تتراوح بين الاستفتاء وتقرير المصير ، وبين الانخراط في المغرب كباقي اقاليمه ، وجهاته المعروفة .. خاصة وان النظام المغربي عندما فشل حل الحكم الذاتي ، بسبب رفضه من قبل النظام الجزائري ، وجبهة البوليساريو ، اقترح كبديل عنه ، ولتغطية الفشل ، نظام الجهوية الموسعة الاختصاصات .. وبعد ان ظهر خطر هذا النظام على وحدة المغرب انْ حصلت هزة شعبية ، وعلى السلطة المركزية التي يمثلها النظام السلطاني ، حوّل نظام الجهة من الموسعة الاختصاصات ، الى الجهة المتقدمة الاختصاصات ، التي تزيد في تركيز سلطات القرار في الرباط العاصمة .
وبالرجوع الى النص الأصلي على موقع وزارة الخارجية الألمانية ، الذي يعكس الموقف الحقيقي الجديد بعد ذهاب Angelina Merkel ، نجده كما يلي " .. المانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، من اجل التوصل الى حل سياسي ، عادل ، دائم ، ومقبول من الجميع ، على أساس القرار 2602 لمجلس الامن .. وبمشروعها لحل الحكم الذاتي لعام 2007 ، قدم المغرب مساهمة هامة في سياق البحث عن هذا الاتفاق .. " ..
من خلال النص هذا ، كما جاء على موقع وزارة الخارجية الألمانية ، سنجد انه موقف ميكيافيلي يحتمل اكثر من شرح وتفسير .. فكل طرف من اطراف النزاع يعتقد انه في صالحه . وهنا تظهر فنية الاوربيين ، والامريكيين ، في ارسال اكثر من إشارة في النصوص لأطراف النزاع ، من جهة لتعويمهم ، ومن جهة للتحكم في الوضع ، ومن جهة لديمومة واستمرار الوضع ، كما كان عند بدأ النزاع .
فمن خلال النص ، نجد انه استلهم قوته ، من قرارات مجلس الامن التي اتخذها المجلس ، منذ اندلاع النزاع المسلح .. وهذا الإيحاء المقتبس من قرارات مجلس الامن ، يحمل في طياته عرقلة تطبيقها ، لاحتوائها على تناقض يجعل الانتقال من فقرة الى أخرى الواردة في القرار ، يبطل سابقاتها .. والنص الألماني المنشور في موقع وزارة الخارجية ببرلين ، تعمد ادراج هذا التناقض بين الأفكار ، وبين المصطلحات المستعملة في ديباجة النص ، لبث الغموض في النص ، شكلا وموضوعا ..
فانْ تعتبر المانيا مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في سنة 2007 ، قد قدم مساهمة فعالة / ركزوا على كلمة مساهمة ، وعلى كلمة هامة / ، فهذا تراجع موقفي واضح ، عن مواقف الحكومة السابقة التي كانت تعادي جهرا مغربية الصحراء . كما ان مجرد ذكر مصطلح الحكم الذاتي ، قد يخلط الأوراق داخل الاتحاد الأوربي ، الذي عارض اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، في افق انتظار تغيير في المواقف ، بعد كل انتخابات تفضي بمجيئ سياسيين جدد ، تكون لهم مصالح واهتمامات ، مخالفة لسابقيهم .. فتركيز النص الألماني عند اعتبار الحكم الذاتي مساهمة فعالة ، سيربك النظام الجزائري ، ومعه جبهة البوليساريو اللذين سيصبحان متخوفان من مواقف مماثلة قادمة ، من قبل دول داخل الاتحاد الأوربي .. فالصراع متواصل ، وسيتواصل ، ولن يعرف له نهاية . لان قرار التحكم ، هو بيد الدول الكبرى بمجلس الامن ، التي من صالحها ان يدوم ستاتيكو ، ويعلق الحل الى اجل غير مسمى ..
فالاعتراف بمغربية الصحراء ، سيكون مضرا بمصالح الدول الكبرى ، والاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، سيكون مماثلا كذلك .. لان السؤال في حالة الاعتراف بمغربية الصحراء ، او الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .. من سيشتري الأسلحة الفرنسية ، والأمريكية ، والروسية ، والصينية التي سينخرها الصدأ في قعر دارها ..
وبالرجوع الى النص الألماني الميكيافيلي على موقع وزارة الخارجية الألمانية ، نكاد نجزم انه في صالح دوام ستاتيكو ، مع تزكية الوضع الحالي ، ليس بما يدعو صراحة الى الاستفتاء وتقرير المصير ، لكن وكقرارات مجلس الامن ، يسير في اتجاه الواقعية التي ليس لها من تفسير ، غير حل الحكم الذاتي .. وهو ما تجسده العبارة الألمانية عندما اشارت ، الى ان الحكم الذاتي الذي قدمه النظام المغربي ، يشكل مساهمة فعالة / سطروا على فعالة / ..
وسنصل الى هذا الاستنباط بكل سهولة ، عندما نجد النص يؤكد على : " على تدعيم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة " .. والمغرب كان اول من قبل ورحب بتعيين السيد Stefan de Mistura من قبل الأمين العام للأمم المتحدة .. ثم ان التركيز على " الحل السياسي " وليس القانوني ، يعني تقديم اطراف النزاع لتنازلات ، للوصول الى الحل المقبول . واي حل لن يقبل به احد الأطراف ، يصبح عصي التنفيذ بنص قرارات مجلس الامن ، وبنص النص الألماني لوزارة الخارجية الألمانية ..
كما ان التأكيد على الحل " المقبول " ، يعني عدم اعتراض احد الأطراف على أيّ حل قد يطرح .. وهنا هل النظام المغربي سيقبل ، وسيوافق على حل النظام الجزائري ، وجبهة البوليساريو .. وهل النظام الجزائري والجبهة ، سيقبلان وسيوافقان على حل النظام المغربي ... شيء لا يمكن لعقل سليم تصوره .. لان من سيخسر المعركة ، وبعدها الحرب سيخسر نظامه ..
لذا فتركيز النص الألماني على القرار 2602 الأخير لمجلس الامن ، هو تركيز وتدعيم غير مباشر لحل الحكم الذاتي ، ويبقى وحده الحل الواقعي والعادل .. اما حل الانفصال ، فلا علاقة له بالواقعية ، وبعدالة الحل ، لأنه حل متطرف لن يقبل به النظام المغربي .. وفي عدم القبول ، سيبقى الوضع معلقا . لأنه متحكم فيه من قبل الدول الكبرى بمجلس الامن .. ولو كان مجلس الامن يملك حقا إرادة حقيقية لإيجاد الحل ، ما جرجر الصراع العبثي لأكثر من خمسة وأربعين سنة خلت ..
اجمالا فنص النص المنشور بموقع وزارة الخارجية الألمانية ، هو تراجع واضح عن موقف الحكومة الألمانية السابقة ، التي كانت Angelina Merkel وزيرة خارجيتها ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة العدل والاحسان ومشروع الخلافة الاسلامية / بمناسبة مرور ...
- جبهة البوليساريو غاضبة من استئناف الاتحاد الاوربي ، قرار الغ ...
- المدير العام للبوليس السياسي
- الملك محمد السادس ابن الحسن العلوي . هشام بن عبدالله العلوي ...
- أولى نتائج وبوادر التعاون ( الاستراتيجي ) بين البوليش الشياش ...
- هل التطبيع بين النظام السلطاني المغربي ، وبين الدولة الصهيون ...
- هل فشلت زيارة وزير خارجية السلطان ناصر بوريطة الى واشنطن ؟
- هل يتعرض النظام الجزائري لمؤامرة ؟
- الحزب السياسي
- جبهة البوليساريو خسرت الحرب ، فخسرت قضيتها ، وعليها ان تعترف ...
- هل بدأ الإلتفاف على قرار محكمة العدل الاوربية ..
- من كومونة باريس الى كومونة الرباط
- تحليل خطاب الملك بمناسبة مرور ستة واربعين سنة من انطلاق المس ...
- النظام الجزائري . استعراض للعضلات ، ام تحضير للحرب ..
- إسقاط النظام . إسقاط الدولة . إسقاط الاستبداد ، أم إسقاط الج ...
- تحليل قرار مجلس الامن 2602 حول الصحراء .
- الجميع يدعو الى التغيير من دون وجود مشروع للتغيير
- إسرائيل لا تعترف بمغربية الصحراء ، لكنها تعترف بالبوليساريو ...
- من يرفض النقد الذاتي بدعوى العصمة ، ويرفض النقد بدعوى الطهار ...
- من السهل ان تردد كالببغاء الصحراء ليست مغربية . لكن من المست ...


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحكومة الالمانية تمسك العصا من الوسط بخصوص نزاع الصحراء الغربية