أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - ريح الجنة














المزيد.....

ريح الجنة


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


عندما بلغت الثالثةَ عشرة .. قررت قتل أمي ؟!..
المشكلة التي واجهتني أنني لم أكن أملك النقود لاشتري بها مسدسًا .. لهذا فكرت في طريقة لا تكلفني الكثير .. استلهمتها وأنا أشاهد أحد الأفلام ..
سأضع لها السّم في الطعام .. فهي لا تستحق العيش .. منظرها وهي في أحضان رجل آخر لمْ يفارق مخيلتي .. لمْ يغادر كوابيسي .. لم يتركني أهنأ باللعب مع أقراني من الصبيان ..
هان عليها خيانة ذكرى أبي الذي فُقد في إحدى الحروب وأنا لم أزل رضيعًا لهذا جدتي لأبي أطلقت علي لقب وجه الشؤم .. كانتْ تردد إن مجيئي إلى الدنيا ثمنه حياة أبي ..
لم تحبّني قطّ .. ومن قبل لم تحب أمي .. بل كانت تعدها مصدر كل مصائب العائلة .. فاذاقتها الأمرين حتى إنها منعتها من الزواج مرة ثانية وهددتها بأنها ستحرمها مني إن هي قررت الزواج .. فخضعت أمي لأجلي .. ورضيت أن تُعامل معاملة الخادمة في بيت جدي حتى لا تفقدني .. لكن هذا لا يشفع لها .. لا يحق لها أنْ تحب أو تتزوج بآخر .. فهي أمي ..
كما تأكل النار الحطب .. أكلني الحقد .. استشرى في كل خلية من خلايا جسدي .. استعمرني الكره .. لم يترك فيّ موطنًا للسلام .. نظرات الناس باتت تخيفني .. همسهم يوحي إلي إنهم يعرفون كل شيء عني وعنها ..
تركت المدرسة .. أصبح الشارع هو ملاذي ..
أما أمي .. ما زالت بين فترة وأخرى تختلق الأعذار لتخرج بضع ساعات ثم تعود بعدها لتدخل غرفتها دون كلام .. كبرت الهوة بيننا ومعها كبر كرهي لأمي .. لا زلت أتحين الفرصة المناسبة لأنفذَ خطتي ..
أنا الآن على مشارف العشرين من عمري .. وهاي هي حرب أخرى تلوح بيديها السوداويتين .. لتنهش السلام المقنع الذي تنعم به البلاد .. انقسم الناس بين مصدق وغير مصدق وعيونهم تترقب غد بلا ملامح ..
أتى الغد محملًا بالمجهول الأسود الذي كشر عن أنيابه ليغرسها في أيامنا الحاضرة لتنزف فوضى وانفلاتًا .. كم هي رائعة الفوضى ؟ ! .. كم هو جميل الانفلات ؟!.. أية حرية أنعم بها الآن ؟! ..
بعض الوجوه غير مصدقة كأنها تعيش اللحظة بين الاستيقاظ والحلم .. البعض شعر بالسعادة والبعض الآخر ظل يترقب ما سيحدث .. فالأيام حبلى بالأخبار.. كل شيء أصبح مباحًا والدرب سالكة .. تستطيع ملأ جيوبكَ بالمال أو تسرق السلاح دون أن تفكر ولو للحظة واحدة إن هناك مَنْ يحاسبك ..
وأخيراً ابتسمت الحياة لي .. شمرت عن ذراعيها لتضمني في اِحتضانة دافئة .. فلن أجد أفضل من هذه الفرصة لانتقم ممن ظلمني وممن لم يظلمني أيضًا .. لاسحق كل من يفكر في رفع رأسه أمامي .. سأدع المارد يخرج من قمقمه .. حتى لو اقتضى الأمر قتل من يقف في طريقي .. لن يوقفني أحد .. بهذا السلاح الذي في يدي والأسناد الذي أحظى به من أسيادي في الخارج .. لن يتجرأ أحدا للوقوف في وجهي .. سيخافني الجميع وبالمال الذي في جيبي سأشتري من له ثمن .. فأنا قادم ..
نسيت إخباركم .. بعد أن أصيبت أمي بمرض عضال .. نهش أعضاءها وتركها جثة لا تقوى على الحركة .. تراجعت عن فكرة قتلها ..
عملي نائب في البرلمان سرقني من كل شيء .
•••••••••••••••••••••••••••••••••••



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتماً سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- حتمًا سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- نافذة على حلم
- إغراء بالمطاردة
- والتقينا
- تحت الموج
- تعالي لنرقص الفالس
- مذكرات امرأة في سلة المهملات
- استغرب
- حواء وآدم
- أنا وظلي
- يحدث أن تكون مع غيري
- ليتني ..
- طائر السامون
- غمازة ع اليمين
- قمر منتصف الحلم
- الورقة الأخيرة
- مسافة أمان
- إلى الحسناء جارتي
- نومها المقدس


المزيد.....




- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - ريح الجنة