أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - نافذة على حلم














المزيد.....

نافذة على حلم


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


منذ أن جمعتهما هذه الغرفة .. لم يتبادلا كلمة واحدة .. ماذا يمكن أن يدور بين مشلول عاجز عن الحركة اكتفى بالصمت ملاذًا له .. وبين مريض بالسرطان أدرك أن الكلام مضيعة للوقت ..
الساعةُ الجدارية وصوت عقاربها وهي تقتل في كل ثانية ثانية أخرى .. هي الوحيدة التي تشير إلى أن هناك شيء يمضي ..
الهواء أصبح ثقيلًا محملًا بأنفاس مختنقة .. فقط هي النافذة الصغيرة المطلة على الحياة تمنح لحظات من النسيان تقابلها لحظات من العمر ..
أصبحت لمريض السرطان عادة الوقوف كل يوم قرب النافذة يستنشق الهواء فدفع الفضول المشلول إلى سؤاله :
ـ ماذا يوجد خلف النافذة ؟
ـ البحر .. هل رأيته من قبل؟
- لا !!
هل تود أن تراه؟
بدا عليه الاستغراب قبل أن يقول له :
- لا لا !!
ـ حين ترغب بذلك أخبرني .. لن تندم .. سترى البحر وهو يسامح أمواجه المتمردة الهاربة حين تعود ترتمي في أحضانه .. وكيف تهرب ثانية لتحظى بمسامحته .. كأنها أدمنت الهرب وأدمن هو المسامحة ..
و النوارس المحلقة تتهامس فيما بينها وتصفه بـ المارد الحنون .. وتلك القوارب الصغيرة .. ترتجف من غضبه فتحرص على ألا تثيره .. هل تود رؤيته ؟
- ليس الآن ..
لا بأس .. حين ترغب بذلك سترى الشمس وهي تخبئ بقايا الليل قبل أن تعلن مولد فجر جديد يحمل السحر والبهاء .. أخبرني حين ترغب بذلك ..
تلك كانت آخر كلمات يسمعها منه قبل أن يسلّم نفسه للممرضة فيغط بعدها في نوم عميق ..
في صباح اليوم الثاني ..
النافذة مغلقة .. تشير إلى أن يداً لم تفتحها .. بحثت عيناه عن زميل الغرفة .. فراشه كان فارغًا كأن أحدًا لم ينم عليه .. فكر في النزول من السرير ليسأل عنه .. لكن تذكر ساقيه العاجزتين .. لم ينقذه سوى صوت الطبيب حين أخبره عن زميله الذي فارق الحياة ليلة الأمس ..
كما تسري النار في الهشيم .. سرت فيه جيوش الغضب والحزن لتشعل النار في النهر المتجمد .. حينما وضع قدميه على الأرض وسار لم يشعر بشيء مما حوله .. شيء ما يناديه من بعيد ..
عيناه كانتا تحدقان باتجاه النافذة ليرى ذلك البحر العظيم وأمواجه المتمردة وهي تحمل تلك الزوارق ..
بأصابع مرتجفة فتح النافذة .. لم يكن ثمة بحر .. فقط حديقة حزينة ذات أسوار عالية ••



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إغراء بالمطاردة
- والتقينا
- تحت الموج
- تعالي لنرقص الفالس
- مذكرات امرأة في سلة المهملات
- استغرب
- حواء وآدم
- أنا وظلي
- يحدث أن تكون مع غيري
- ليتني ..
- طائر السامون
- غمازة ع اليمين
- قمر منتصف الحلم
- الورقة الأخيرة
- مسافة أمان
- إلى الحسناء جارتي
- نومها المقدس
- ماذا احتاج لأكتب عنك ؟
- في غابات القلب
- رسالة من طليقي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - نافذة على حلم