أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - مسؤولية المثقف














المزيد.....

مسؤولية المثقف


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7081 - 2021 / 11 / 19 - 00:41
المحور: الادب والفن
    


قال سارتر مرة ما معناه, أن المثقف مسؤول عن بكاء طفل في أقـصى العالم، وكان يعني بقوله هذا أن مسؤولية المثقف مسـؤولية جسـيمة وعسيرة وملزمة, تتعدى الرقعة الجغرافية التي يقـطنها, كون (المأسـاة البشرية, متشابهة في كل مكان) حسـب قول جـابـريل مارسيل، وأن الدور الحقيقي للمثقف, يتحدد بمدى اسهامه في حـركة المجتمع وموقـفه من قضايا عصره وصراعاته واشكالياته, وتبـنيه ارهاصات التغيير والتثوير والتحديث على جميع الصعد والمستويات.

وكان سارتر أحد كبار مثقـفي عصره وحامل مشعل الحرية، وقد دافع باستماته عبر كتاباته ومشـاركاته في الحلقات الدراسية والمنابر الثقـافية والمحـافل الجامعية والمؤتمرات الدولية, عن قضايا الإنسان المصيرية, وعن الحركات التحررية للشعوب "فلسطين، الجزائر، فيتنام" وهو الذي كتب بيانا صاخبا, وجمع تواقيع المثقفين لرئاسة الجمهورية من أجل إطلاق سـراح الكاتب الفرنسي المعتقل "جان جينيه" وتم إطلاق سراحه فعلا.

وكان النشـاط الفكري الذي يقـوم بـه سـارتر وزملاؤه وبالأخص رفيقة دربه "سيمون دي بوفوار" هو بمنزلة استجواب للسلطة, إن لم يكن تقويضها, لذا حاولت اعتقـاله في إحـدى المرات, لكن الجنرال "ديغول" صرح غاضبا, وقال قولته الشهيرة (ماذا تفعلون؟ أنكم تعتقلون فرنسا !!) لأن سارتر كان الوجه الآخر الناصع لفرنسا, بـل كان صوتها وهويتها وضميرها وحـيويتها, وهو صاحـب نظرية الالتزام في الأدب بـالمعنى الإنساني وليس المعنى الأيديولوجي، وقد صرح مرارا (لا يليق بالمثقف, إلا إن يكون معارضا) فالمثقف معارض بكينونيته واستقلاليته وفاعليته وتشخيصه للعيوب والآفات والخروقات, التي كثيرا ما يتصدى لها عبر أسئلته المثيرة للقـلق.

والمثقـف مكدر للصفو العام, كما يذهب المفكر ادوار سعيد في كتابه "صور المثقف" إذ لا يقبل بالصيغ الجاهزة, والأفكار المبتذلة, والمقولات التصغيرية, والآراء والرؤى التقليدية, التي تحـد من الفكر الإنساني ويؤكد سعيد أن (الغاية من نشاط المثقف هو اعلاء شأن حرية الانسان) ويبدي تصوره للمثقف كـ (منفي وهاو وهامشي, وخالق لغة, تحاول قول الحق للسلطة) ومن دون المثقـفين لم تنطلق أية ثورة في التاريخ الحديث, فالمثقفون هم آباء الثورات والحـركات وأمهاتها أيضا.

وينصحنا سعيد في كتابه هذا, قائلا (في أي وضع ملتهب، فأن أصعب عمل تقوم به كمثقف هو أن تكون نقديا) فالحس النقدي المعارض, هو سمة من أهم سـمات المثقـف الفاعل.

ولنا في المفكر الأمريكي "نعوم تشومسـكي" خير مثال على دور المثقف, فهو أحد أساطين النظرية البنيوية التوليدية في اللغة، لكنه يمثل في ذات الوقت, أحد أكبر المثقفين المعارضين, والمقاومين لسياسـة بـلاده أمريكا, وأيديولوجية نظامه, عبر مؤلفاته العديدة وسلسلة مقالاته النقدية في كبريات الصحـف, منطلقـا من مسؤوليته كمثقف عضوي, في إضاءة الجوانب المعتمة في المشهد السياسي العالمي.
...
جريدة الصباح 8 / 1 / 2005



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفدرالية وازمة المصطلح
- بنية الحكاية في (تيمور الحزين)
- # الأدب و الفعل الإنساني # حين تتوقف الكتابة أمام اللغز الأب ...
- # شاعر وقصيدة # دع أمريكا تكن أمريكا
- الأدب والحياة
- # من أرشيفي القديم # 14
- هواة الأدب مهلا
- المبدع ومعادلة السعادة والألم
- مرثية الذات في الظل الأنيق
- النقد والإنصاف النقدي
- # من أرشيفي القديم # 13
- العولمة وأفق الثقافة
- وحشة منزل الأم
- النقد التهويمي
- نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي
- سياسة الجعجعة .. وثقافة الطحين
- هؤلاء في إبداع صلاح زنكنه
- ثقافة كاتم الصوت
- القصة القصيرة والصحافة
- عرض حال بصيغة سؤال


المزيد.....




- من الأحلام إلى اللاوعي: كيف صوّرت السينما ما يدور داخل عقل ا ...
- موهبتان من الشتات تمثلان فلسطين بالفنون القتالية المختلطة في ...
- الممثل الخاص لبوتين يلتقي علي لاريجاني في طهران
- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...
- تركيا.. 3 أفلام تتناول المأساة الفلسطينية حاضرة بمهرجان أنطا ...
- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - مسؤولية المثقف