أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 13














المزيد.....

# من أرشيفي القديم # 13


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


# حضور المرأة المكثف في "الصمت والصدى" #
ازدهار سلمان

يتجلى عنصـر التجريـد فـي ابتداع الشخصية الباحثـة عـن العوالم المثاليـة فـي مجموعـة (الصمت والصـدى) القصصيـة الصـادرة عـن دار الشـؤون الثقافية بغـداد 2002, للقـاص (صـلاح زنكنـه) ممـا جـعـل أسلوب السـرد النصـي لواقـع الحياة متلمساً لإرهاصاتـه فـي انعكـاس وجدانـي ذاتـي قـائم على مظاهر الوجود المتباينـة.

فعلى امتداد سـتة وعشـرين نصا قصصيا, امتلك فيها الكـاتب ناصية إدارة الأحداث, التـي كـان يقصها علينا بلغة سـهلة مرنـة عذبة برومانسيتها, والتي تتجـول بالمتلقين فـي عوالـم مختلفـة بعيـدة عـن تحليـل التفـاصيل المحيطـة بـالواقع، مسـتخلصا بعض الاتقاطـات الفنيـة التـي تبث ارهاصـات وتداعيـات شـخوصها عـبـر حـالات مـن الوعي واللاوعـي, ريمـا لـم تـأت اعتباطيـة, لعـل الكـاتب يرى أن سحر الحياة يكمـن فـي الانقطـاع عـن الوعـي أحيانـا, لذلـك انتـهـج أسـلوبا مباشـرا لإدراك الواقـع.
ففي قصـة (صياد الغيـوم) على سـبيل الاستشـهـاد, يـروي حكاية عاشق كان جـل أملـه أن يصطاد لحبيبتـه غيمـة بيضـاء, ويضعها فـي قـارورة ليهديـها اليها, لكن الناس حولـه يظنـونه مـجنـونا, ومـع مـرور الوقت, يتمكـن مـن اصطيـاد الغيمة تلو الأخـرى, غـيـر أنـه حين يبحث عن حبيبته تـكـون قد اختفت, ليصيبه الضجر والسأم, فيطلـق غيماته السـجينة ويمـوت اثـر الصواعـق والأمطـار التـي تحدثها انفجـارات تلـك الغيـوم (في اليوم التالي مـن الحـادث الجلل الذي هو العالم شـوهدت امـرأة فاتنـة تمشي على عكازين تدخـل غرفـة صيـاد الغيـوم وتضـع اكليـلاً مـن الزهور على الغيمـة الوحيـدة المتبقية، الغيمـة البيضـاء) ص 37, وفي هذه الرمزية التـي حاول الكـاتب ان يفسـر فيـها رغبـة العاشـق الملحـة فـي ارضاء محبوبتـه انطلـق فـي فنطازيا حالمة محـاولا الإيحـاء للمتلقي أو ربما لذاتـه بـأن لا مستحيل في هذه الحيـاة حتـر بعد زوالـها.
ومما يميز هـذه المجموعـة هو الحضور المكثف للمـرأة, أو بمعنـى آخـر ثنائيـة الرجـل والمرأة بكل أبعادهـا الإنسـانية المتنقلة بيـن عوالـم الوحـدة والعزلة والخواء العـاطفي فـي محاولة من الكـاتب لاسـتبطان الحـدث ومباشـرتـه مـع كـل مقومات المجتمع, لـذا تميزت النصوص بأنـها تتكـئ الواحـدة علـى الأخـرى, حتـى تكاد تشـكل روايـة قصـيرة, تنتهي على وفق رؤيـة محـددة للقاص في أحيان كثـيرة حيـث تكـون الخاتمـة أمـا برحيـل الرجل تاركا المـرأة لمواجهـة مصيرهـا منفـردة, وفي كلا الحالين بقيـت النـهايات المفتوحـة لبعـض النصوص سبيلا ذكيـاً لخـلاص الكـاتب مـن مراجعـة وضـع الخاتمـة.

فلـو تأملنا قليلا في قصص مثل (الشـبيه / كبـوة / فصام سري/ الحياة حلوة / عطر امرأة ما / صياد الغيوم / ترقب / مشـهد في كافتريا / حلـم يقظـة مسـربل بالدم / الماضي /العطب / فـي بيتنـا روبـوت / ناتاليـا / الكرنفـال / لا تنس ذلك رجاء / الواقعة / حـوار في حافلة / ثمة حلـم, ثمـة حمى / الصمــت والصدى) وجميع هذه القصص هي مختارات من مجاميع سابقة للقاص, لوجدنا أنـه على الرغم من كـثرة الحـوار الداخلـي - حـوار البطـل مـع نفسه ومـع الأخـر- ولـهذه التساؤلات والاسـتنتاجات كنـه الحياة والرغبات الخاصة التي لا تنتهي, فأن الكاتب تمكن مـن اعطائها صورة تتأقلم مع الـهم الاجتمـاعي, لـذا اقـتربت النصوص من القـارئ واقـترب القارئ منها, وتفـاعل معـها إذا احسها صادقة في التعبـير عـن خلجاتـه ونوازعـه, وكانت قصـة (الصمـت والصـدى) عنوان المجموعة مثـالا علـى ذلـك .. فـهو -أي الكـاتب- يخترق الواقع فـي حـالـة مـن الضياع, يعانيها رجل مريـض لـم يعد يحتمـل سـماع أي صـوت يخترق أذنيـه لكـثرة مـا فـي رأسه من طنين, لذا يلجـأ الى الطبيـب, ويسـاله أن يستأصل طبلتـي أُذنيه لـعلهُ يتخلص من ذلك الطنيـن الـذي يجوش في رأسه, محولا حياتـهُ الى جحيم مستعر, لكن الطبيـب يرفـض فعـل هـذا الأمـر لحسابات إنسانية وعلمية, يخرج فـي اثـر ذلـك المريـض غاضبـاً تاركـاً الطبيب وسط دوامـة الضجيـج الـذي خلقتـه همومـه الذاتيـة وآنين مرضـاهُ وطنيـن مزعـج, فيـترك عيادتـه راكضـاً وراء المريض باحثاً عنه فـي الزحـام لعلهما يجدان مخرجاً مـا.

إن قـوة الحدس والاثـارة المصاحبة للنص القصصي, بمـا امتلكه من قص ومتـن حكائي ومفردات موحية, تثير فـي عقل القـارئ كل التداعيـات التـي تصورهـا لغة السرد بألفاظها الفنية التـي تستشف الأشياء, وتخلصها مـن أثقالها, فـهـي تـارة رومانسـية وأخرى فنطازيا غرائبيـة, تـذوب فيها انثيـالات الحـب والجمـال والصمود أمام العدميـة والفنـاء حتى يصير الألم وحيـاً للحريـة المطلقة, هذه المفردات جميعها, تفسـر ارتحـال الكـاتب فـي دوامـة الهموم الحياتيـة بأسلوب القصـة القصـيرة جـداً, والتي وإن تنوعت أفكارها إلا إنها تجمعـت في قالب جميل يحمل في طياتـه قـدرة ابداعيـة رائعة ومستساغة فـي الاقـتراب مـن القارئ وواقع همومه المختلفـة, ثم الارتقاء بـه عبر بـذوق رفيـع الى استنتاج واختيـار النـهايات المناسبة فـي مـعـظـم نـصـوص المجموعـة علـى الرغـم مـن اعـداده لعـدة النهايـة سـلفاً, لتكـون هـذه المجموعة القصصية إبداعاً حسـياً مضافـاً إلى مسيرة القاص الأدبية.
...
جريدة الثورة 7 / 3 / 2003



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة وأفق الثقافة
- وحشة منزل الأم
- النقد التهويمي
- نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي
- سياسة الجعجعة .. وثقافة الطحين
- هؤلاء في إبداع صلاح زنكنه
- ثقافة كاتم الصوت
- القصة القصيرة والصحافة
- عرض حال بصيغة سؤال
- الثقافة وشرط المثقف
- أدب الداخل .. أدب الخارج
- # أدباء المحافظات # 2
- الطريق الى بغداد .. طريق الى الإبداع
- الموت في وطن آخر
- الأمة العراقية
- # تحولات الفضاء السردي من واقعية المحكي إلى إيقاع التخييل #
- عبد الرحمن منيف .. كاتب وقضية
- دوستويفسكي عاشقا مغرما
- حالات حاتم حسن الغاضبة
- # قاب قوسين من المرأة #


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 13