أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - العولمة وأفق الثقافة














المزيد.....

العولمة وأفق الثقافة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 00:43
المحور: الادب والفن
    


العولمة ليست بدعة طارئة ولا نظرية طوباوية, إنمـا هـي خطاب فكري اقتصادي اجتماعي، تمخضت عـن مقولـة "النظام العالمي الجديد" كمشروع استراتيجي تبنتها أمريكيا, أثر انـهيار المعسـكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي وانكفائه، ممـا أعطـى مسوغا ومبرراً وزخماً للولايات المتحدة الأمريكية, للتحكـم والتفرد بزمام الأمور والمجريات المستجدة في العالم علـى جميع الصعد كقطب واحد أوحد، عبر وســائل وقنـوات عديـدة ومتنوعة ومنها الخيار العسكري كآلية ذات فعالية حاسـمة في مواجهة بعض المنظمات (الإرهابية) وإنهاء بعض الدكتاتوريــات "أفغانستان، العراق" انطلاقاً من الخطاب الليـبرالي الـذي عدته أميركا وصفة حضارية, وتبنته كصيغة سياسية تلائم روح العصر وفق نظرية "نهاية التأريخ" كما ذهب "يوكوهاما" في كتابه بذات العنوان.

تستند العولمة كمفــهوم اقتصـادي تجـاري علـى الشـركات الرأسمالية الكبرى متعددة الجنسية والعابرة للقارات للتنقـل والاستثمار بحرية وشفافية في كـل بقـاع العالم, حسب أهميـة الموارد والأسواق وفق قانون العرض والطلب، وبالتالي ينشـأ عن ذلك وجراؤه قيما وأخلاقيات وثقافة مغـايرة, توصـف بالطابع الكمالي الاستهلاكي المنفتح، تبدو للوهلـة الأولـى غريبة على عادات وتقاليد الشعوب المحافظة، بل وتشـكل خطراً وتهديدا مباشرين على المؤسسات الأصولية التقليدية الثلاث، وأعني الدولة، والدين، والقومية, كما يؤكد محمد عابد الجابري.

يقينا أن الشعوب الضعيفة المتقوقعة الخائفة، وحدها تخشى وترتعد من كل ما هو جديد ومبدع ومغاير، بينما الشعوب الحية القوية بإرثها الحضاري الرصين تتفاعل مع مثيلاتـها بما تبدعه وتؤسسه من أفكار ومعارف وثقافات تصب فـي مجرى تقدم البشرية ورفاهيتها.

أجل، العولمة ليست غولا أو بعبعاً كما يتوهم الأصوليـون، فهي تسعى جاهدة لجعل العالم الكبير أشبه بقريـة كونيـة, عبر شبكة الاتصالات والمنظومـات ذات التقنية الفائقة، فالعولمة حسب رأيي الشـخصي هـي المعادل الموضوعي للأممية التي تبنته الفكـر الاشـتراكي والاثنتان اعتمدتا المبدأ الاقتصادي في طروحاتهما الفكرية، لكنهما اختلفتا من حيث الوجهة والغاية, فإذا كانت الأمميـة ذات طابع إنساني تؤكد خصوصية ثقافـة الشـعوب، فـأن العولمة ذات طابع غربي أمريكي (أمركة) تؤكد شمولية ثقافة الفرد – الإنسان, كسلوك حضاري, وبالتـالي أن الثقافـة التي تتكون وتتشكل في عصر العولمة, هي ليسـت ثقافـة مشوهة أو مسخا أمريكيا كما يدعي بعضهم، بل هي ثقافـة الحرية والانفتاح بعيداً عن كل العقـائد والأيديولوجيـات والأصوليات والتابوهات، لأن الثقافة في نهاية المطاف, هـي عصارة العقل البشري والضمير الجمعي للشعوب.

جريدة الأنباء 14 / 12 / 2003
عمودي الأسبوعي الثابت (على حافة الثقافة)



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشة منزل الأم
- النقد التهويمي
- نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي
- سياسة الجعجعة .. وثقافة الطحين
- هؤلاء في إبداع صلاح زنكنه
- ثقافة كاتم الصوت
- القصة القصيرة والصحافة
- عرض حال بصيغة سؤال
- الثقافة وشرط المثقف
- أدب الداخل .. أدب الخارج
- # أدباء المحافظات # 2
- الطريق الى بغداد .. طريق الى الإبداع
- الموت في وطن آخر
- الأمة العراقية
- # تحولات الفضاء السردي من واقعية المحكي إلى إيقاع التخييل #
- عبد الرحمن منيف .. كاتب وقضية
- دوستويفسكي عاشقا مغرما
- حالات حاتم حسن الغاضبة
- # قاب قوسين من المرأة #
- # من أرشيفي القديم # 12


المزيد.....




- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - العولمة وأفق الثقافة