أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - مراوغة














المزيد.....

مراوغة


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


رغم إجادة تشكيل ما سيأتى قبل وجوده..
وصل عقلى برقيات خشيت فتحها!!
وإبتلعت الأرض ظلالى، وغير قادر على حمايتى..
سقطتُ من سابع سماء إلى باطن الأرض، لم أخسر يومًا مضاربة مثل ماحدث..
قالوا : ظللت ثلاث ساعات واجما فى مكانك، عيناك مفتوحة لا تدرى ما حولك..
نحاورك وعيناك لا تطرف.. خُفنا منك وعليك..
وحين عدت الى البيت .. كلامى الساخر تواصل ..
عيناها تدمع من الضحك تقول اللهم إجعله خيراً..
أقول : اطمئنى الخير قادم .. وأتوه ساهمًا، دراسة وشهادات رجعنى أبويا للأرض والقرية، والآخر يسكننى ويفسد أحياناً رضاى ..
إقتربت ووضعت رأسها على كتفى وضممتها بقوة..
تقول: "فيك حاجة تقلق"؟.حين يطفو عبوس من الأعماق أشتته بعبث مبالغ!!..
طلبت عشا وحددت الأنواع " حمـــــام وأرانب "..
أكلتُ بشهية ونهم لم أعتاده .. حين إنشغل الأولاد صوتى فى أذنها "وافقينى على ما أريد ولا تعترضى اليوم بالــــــذات !!..
حالة حـــــيرتها .. تخاف سماع ما لا تتوقع ويترك أثره فى قلب موجــــــوع.
ضممتها وهمست تعالى نتحاور بعيدًا عن أعينهم ..
ولم أسمع اعتراض كعادتها، سحبتها وأغلقت الباب ..
بداية هادئة لمهزوم خاسر، لا أعرف كيف تحول لمحارب جسور متهور لا يخاف القادم..
وأيضاً متعبد عاشق لا طريق له غير التوحد، تألقنا معا فى كل شيئ، ظهور غير متوقع وغير منطقى لشكل غير معتاد ورائع ساعات وساعات ..
ضحكتُ بعدها بصوت عالٍ، حين أخجلها رؤية نفسى فى المرآة..
قلت: حين يضل ضلالى سأرواغه وأغفو حتى لا أراه .
***
بعد إنتصاف الليل..
هربت من إختناق، وإتجهت الى الأرض لسقايتها..
حمدت ربنا إنى خرجت ..
كلما دارت الساقية أسمع جريان الماء فى المجرى، وأرى فى الظلام قطيع أرانب بيضاء تفر منها .. حاولت الإمساك بها ولا أفلح .. وإستمر دوران الساقية ساعات حتى شبعت الأرض .. وفككت قيد البقرتين وربطتهما بالشجرة وعدت..
فى الطريق..
أسمع صفير هواء يقذف أذنى برطوبة قارصة، أمسكها بيدى وأضغط كى يصلها الدم وأحس بها ..زوبعة عبأت جلبابى ببرد، ومَلَتْ عينيّ تراب.. أخيط على جلبابى أفرغه من الرطوبة، وأمسح عينييّ، وتعجبت من رؤيتى فى الظلام!!..
وواصلت السير..
تحولت العتمة إلى لون رمادى معتم قبل آذان الفجر..
وغرقت قدم واحدة حتى الركبة فى ماء لزج !!..
تخيلت موضع قدمى بئر صغير داخله أصوات غابت!!، ولاتزال رغم السنين ..
خطوت لأبعد وتركتُ البئر وما أسمع..
وملأ عقلى أرق وخوف ما أجهل..
أحلم بالوصول لسريرى وأنام..
صاحب خطو حذاء قدمى المتسخ قط يتمسح بساقى..
تَحَمَلتَهُ .. جدتى "لا تؤذى ليلا قط هو روح حافظ عليه ولا تمسه بسوء"..
أكتم غيظى وضيقى من تعثر خطوى والحذر خائف من هذا الكائن..
لا أعرف!! أحس نفورى منه وعارك جلبابى، ومواء غاضب ردده الطريق البارد وإبتعد ..
فى اللون الرمادى الغامق تحول القط إلى ماعز،حين إقتربت زاحمنى حمار واضح الشكل .. أمرته بيدى وضيق "إبعد يا حمار" خرجت أصوات نهيق مزعج ورائحة كريهة..
وسمعتُ ضحكاً ساخراً: " أنت اللى حمـــــــــــار".. وإختفــــــــى.
***
عند صحوى..
مزاجى بائس، فتحت عينيىّ وأتساءل: كيف وصلت إلى ســــــريرى..
وهل ما رأيته وسمعته كان حلمًا أم حقيقة ..
أتذكر مواء القط وعراكه مع جلبابى المتطاير، وخربشتة ونهيق الحمار ..
أنظر الى ساقى أرى الخدوش، وتختفى أحداث وتعود واسترجع !!..
أُقنع عقلى أن ينشغل بالمضاربة والخسارة وكيف يواجه وهل ينجح فى القادم..
أبعد فكرىعن المضاربة وأنشغل بما حدث أمس معها، ولقاء نشوة لم أعشها أبداً ..
أضحك مطمئنًا من قلب تجدد بالخسارة، وعاد شباب غائب بعد سنين!!..
ويغزو العمق غرق ضياع !! كيف أجمع أموال الخسارة !!!.
أهرب لن ينقذ عقلى غير إستدعائها لنكمل الحـوار بعيدا عما يدور.
حالة سلامية توارى فوضى جنون ولنبدأ..
وأكون راهبًا متعبداً مخلصًا فى صلاتــــــــــــــــه!! ..
صنعت تاريخ والآن لا أملك غير التسجيل ثم التسجيل والتسجيل..



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهرى رياح
- تداعيجات جلجلة
- اللا...هو
- -ولم اعد الىّ-
- دفئ دخاندفئ دخان اسود
- هلاوس الصمت!!
- رعد
- خرج ركض ليعود
- الضعف الأخرى
- نشيد الأنشاد
- صعوداً وهبوطاً
- جــــــــولات ليلّ
- حفيد كلب الزعيم
- اقتات صعودى
- العيد
- يمضغ مالم يعلن
- لهــــــــــاث الأبـــد
- البحر يهــــاب موجه
- أثير الصعود
- نقش لمجهول!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - مراوغة