أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - جــــــــولات ليلّ















المزيد.....

جــــــــولات ليلّ


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


بتعاويذ رائحة البخور أحلق مع الرياح..أنا الغريب الذى إستوطننى، وأنا الغائب الذى عاد..أنا صديق العيون الحزينة وساكنى الرصيف فى ليل المطر، أنا من يشتاق جوعه أن يسد رمق حائر ضرير.. أنا أهازيج الغياب والأزل، إختلطت تراتيل الراهب المسكون بالتوحيد فى الإله، الغارق بشهوات المعربد الذى تقوده غرائزه ولا تفارق!!.
فى متاهات طرقات الحلم، لنا لقاءات فى شطآن مهجورة، وعلى صخرة نتوئها إشتبكت بذيل فستان ولم تتركه إلا ممزقاً، إحتهدت لتخليصه كى لا يكتمل التمزيق وتكون عارية !! .
***

طـــــاعة
أشتجديه ان يرافقنى،لم يهتم وواصل البعاد..
لم ينصاع ظلى لرغبتى وركض وراءه..
ثم عاد وظلى يسبقه.
وقف أمامى يأمرنى بغلظة: أنا بحر وسماء ،إغلقى الأنهار، جففى البحار، أوقفى
الرياح، عاندى المطر، واليل موعد اللقاء..
:أكره الليل وأخافه، أريد النهار.
:لا أسمح بإعتراض أو شروط، عند تبديل المتعارف تتغير
مواعيد الشروق والمطر والإشتهاء.
يا ويلى من قلب ظلى الصامت لا يساند!، ومن إقحام الإشتهاء!
أتمهل فى الرد وأكتم غضبى، ولم يتركنى أنطق.
:أتيت لأكون مصيرك وأحلُ فيك، ليس إختيار، أريدك وأبغض
فكرك عن المعابد والأديرة وعن الأرواح الهائمة وميتافيزيقا
الأديان والمنطق الشرعى والمنظور الدستورى، وتمسكك
بالمستحيل فى إنتظار المعجزة!!..
أتســـــــــــــاءل : لماذا؟..
وتركنى وأوغل فى بعد البعاد حتى إختفى..
وعاد صوته يردده صمت الخلاء" هنا تسكنين بهو جنون تمرد الإشتهاء"
***
أتى صبح ينثر على الجسد الغافى فى نومه المستيقظ أشعة شمسه،
إضطربت غفوته، وأعلن عن أشياء لم اقبلها.. بيده غطى فمه وبالأخرى أخفى شهوته. تمردت آهة داخله سمعتها أنفاسه الساكنة.. وتوافدت طيوف تشبهه، وإختفوا ..عدا طيف وحيد لم يختفى وأصر أن يرافقه..
وظل الطيف صامت، حين أحس بداية إشتهاءات غفوته نطق ما عجزت عن
نطقه "لا أهوى من لا يرى بقلبه" وأوغل الطيف فى البعاد وكنت معه !!

***

مباراة
تحولت السكينة لإنتظار. تحرض النفس العقل أن يجمع شتات تمرده ويتمرد.
وتؤكد "بالتمرد يبدأ تاريخ الوجود الذى خلق من أجله التردد والقرار"..
ووقعت بين شقى العقل والنفس، تياران متعارضان وبينهما الحيرة!!
أحدد بالعقل حركتى ولا أتحرك، ونفسى لا تتخلى عن حرية الحركة متى تشاء، ولا
تعير عقلى إهتمام.. وخُلق وجوداً للتحدى، وانا لا أدرك دلالة المجاز .
أجهد العقل وليس لديه ما يبرر لقانون العزلة وتحديد الخطو..
تجلت النفس تتهادى بدلال متعمد، وإستعادت أثر عذوبة إندماجى معها فى ليلة
حين باحت ما تفوهت به حدود الفهم العاطفى للإله وأكدت انه نتاج عاطفتها هى،
وحين بدل عقلى حوارها واستسلمت، بعد إفاقتها أدركها حياء التعرى
الكامل وتحديها أحكام الله وعجلت بالهرب ولم توضح ..
لم أنصاع لجنونها الذى أثارنى أكثر ولم أمكنها من الفرار، وللمرة الاولى لا يستجيب
عقلى لأوامر الجسد... أشعرتنى اللحظة بأكثر من حياة، اعيش الماضى حين
سحبت يدى من على جسدها، وظل إحساسى بملمسه لا يغادره..
وتشكك عقلى هل هذا الإحساس المتدفق الآن بأوامرة أم من تطاول وتعديات
النفس وظل الإشتهاء يتوافد والعقل والنفس فى الغياب يشهدوا..
وحين عجزوا عن التوصيف قالوا فى صوت واحد "ربما يكون الوحــــــــــــــــى "! !
***


وجدٌ تائه
وجد هارب من دنس مدن مجهولة، ومن عادات ونواهى ميراث محير!! .
حين صادف جسدها " إقتربى لأنتشلك" .. ومد جسورا وهدمت، وإشتد صهد
شمش بؤنة تحرق جلدها، لا ضل شجر أوجدار يحجب، وحين غطت غيمة رأسها
تهللتْ، ولا يستقر الحال..
نقلها الوجد خارج قضبان قفص مكهرب، ضوء باهر افقدها الرؤية.. صوت تغلغل غير
صوت الوجد خارج من طيات أزمان عتيقة، لاتفهم مفردات حروفه وشكلت أمامها
طرقاً تتوالد، وتناثل منه سديم معتم وأحيانا ضبابى تبحث فيه عن ضوء..
تأتى الرؤية بخطوط تستقيم وتتقاطع محملة بنقاط ضوء..
أول فهم لصوت الوجد عبارة " إن المحتجب حاضر فى إحتجابه".. غير عابئة بالصوت
وبالوجد تهامس نفسها " أنا مخلوق أرضى، أتمرد وأفقد يقينى بكل شيئ حين
يجاوزنى ويفيض الصبر، الفراق لم أعد أحتمله، حين تنقشع الرؤيا من غيوم ظلالها
وترشق رمحاً فى خلجات شرودى، وتستميت كى يأتى خلاصى ولا يأتى ..
أحلم بإستعادة الهارب، وقدرتى تراودنى أن الأمل به قائم.."
تسمع صوت أغنية قادمة من شباك الجار "عافر ، جازف ، إرقص".. ونهاية الممر فى
الظل وخطوها يراقبه الوجد ومعه جيش معجزات دمجت فى روافد متقلبة ومتحولة
أحيـــــــــاناً..
وخطا بها نحو بحرنشوة تخوضه وغير معلومة..
همس مداعبا " من غادروا إتركيهم حيث لا أوجد معهم هناك "..
تحيرت هل أومن بما قيل "الموت فى عشق العيون توحدٍ" أم
" فما كل ما تهواه يهواك قلبه "..ولم تكف محاولات الوجد للهرب..
***

هامة نخلة
إمتلأت أوراق الهجرة بالأختام التى باعدت بينى وبين هزائمى..
حينها أطمأن حصنى وغالب حصاره .. رفعت هامتى كنخلة تغالب السقوط..
وغفوت حين شُيدت لى قلعة، لم أسكنها وسكنت صومعة راهب. فى باحة بهو إكتظ
بموسيقى وألوان عُريٍ مبهر، تحاشيت رؤيتها ورؤية من يراقبوا هذا الشيخ الذى
يتلصص.. تقدمت نحوى ومدت يدها تواريت فى خجلى ، سحبتنى وأرغمتنى، عيون
تغبطنى وعيون تلعننى وهى تجذبنى وتضم ، محاولات خطو الرقص معها مرتبكة،
ملامسة يدى للجسد فجرت طاقة لم أعرفها مختزنة لرقصات درويش مجذوب يترنم
بآيات التجلى، والطهر من الدنس الأرضى، والحاكم الناهى حرم ألا اشتهى او الوث
ما أرى. قانون متعسف يقاوم إشتهاء الارضى حينها يهدأ خطوى وتخفت تلاواتى
تتركنى، ثم تعود لقربى تمنحنى ورد التجلى والتلاوة حتى صرت بين يديها سراب
أثير يتصاعد..
أمضى غائماً ومتوغلاً أنصرف عما يقال وأحسه، إستوقف سرابى سؤال إتهامى
بعجزى! وحين هم بالرد صحوت على نعيق غراب يحاور صديقه على سور البلكون
أمامى، ظللت ساكناً أمامه وهو يمد رقبته فى وجهى وينعق وطار ..
وإحتفظت بما رأيت ربما أكمل أختام الهجرة، وتساؤل:كيف هانت وأتركها!! .



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيد كلب الزعيم
- اقتات صعودى
- العيد
- يمضغ مالم يعلن
- لهــــــــــاث الأبـــد
- البحر يهــــاب موجه
- أثير الصعود
- نقش لمجهول!!
- طريق زوجة زوجي
- جمر الرماد
- أسانيد التأويل
- بقعة حمراء
- وحشة عاصفة
- لا يدهمك الغيم
- يرفل فى الدجى
- دكه خشبية متآكلة وسط عشبٍ جاف
- سطوع الخفوت
- حجاب شوق
- اللغّم
- غوايه الموج


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - جــــــــولات ليلّ