أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - لا يدهمك الغيم














المزيد.....

لا يدهمك الغيم


هدى يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 04:31
المحور: الادب والفن
    


لا يدهمك الغيم



"رحماك مولانا رفقا بمن وهنوا بساحتكم رجاء القرب ، كلت خطاوينا وسفح الروح أعياها رجاء تنتظره ، لست أبغى عوجاً . قصاص الخلط لست عنه مسئولاً ..وحرصى ساكنه حزم صمت فظ ، سحقا لمجد طاغوت مفتقد . شطرى المشطور يشطره مسخ معتل ، أحارب ضلالى ، ولمن أمد يدى التى يحرقها الرجاء والترجى؟"...
كلامه لا افهمه ، وعند سؤاله يجرنى من يدى إلى المحاضرة..
وجهه يضيئ يشاركه ألق أفق ، حين أحكى ينصت حتى أنتهى، وتسرى أنسام تلطف إسرافى فى الوصف .. تقترن كلماته بأراء فلاسفة متصوفة وفلاسفة الغرب والمبدعين ، يبدل هدوئة رؤيتى..
حين لا أقوى على الكلام.. يخرجنى نسير شوارع وشوارع ونعبر جسور وكبارى.. ويعود نقاء صفاء فهمى وأتعالى عما حدث وسيحدث.


***

إنتهت دراستى ومرت سنين دون لقاء ..أسرجت فيها حروفى وألجمت كلامى !!
اليوم طلبته : كريم أحتاجك أين أنت..
رد : لست كريم بل ليليان.
: هذا صوت كريم ورقمه !!.
: كان كريم.
: لا أفهم !! كريم لماذا تحيرنى هل ضقت من سؤالى؟.
: لن أضيق منك ، أنت أقرب إلى روحى وما خرجت به من الكلية.
قلت : من الإسم الآخر؟.
قال : كريم الآن ليليان.
إنتابنى غباء لم أظهره .. كريم ارجوك أنت زميلى وصديقى !
صوته الهادئ أسمعه
: كنت أقاوم التى أحملها سنوات وسنوات ، أميل الى الذكور ولا أعلن ، ألجأ الى كتاب الله لأحتمى .. أصلى وأسجد للمولى كى أنتصر على من تراودنى ، كنت أغيب عن الكلية وتعرفين خطورة غيابى عن محاضرات ومعامل كلية علمية لاترحم .. أعتكف فى المسجد أو فى حجرتى .. أقرأ فى القرآن وأتوسل ، وفى الأنجيل أستجدى المسيح ومعجزاته ، وظللت أبحث عسى أن يلهمنى الرب مخرجاً ، وأقوى على محاربة ما أخشاها وتحتل بدنى..
لم أبح يومًا بألمى .. وأحكم وأتحكم فى كل حركة أوموقف ، وأحمد لله على التوازن والحكمة ..
تأخرت عامين بعد تخرجك بسبب لهفتى لأصفو وأسمو..
: كريم.. عفوًا ليليان !! رغم غيابك كنت قادر على تحصيل ما لم تسمعه يُشرح.. ذكاؤك يشهده من يعرفك .. قادرعلى إستيعاب مالم ندركه ..
قال : حقًا لا يصعب شيئًا على فهمى.. وأقيس قدرات وفهم من حولى.. واصل إلى الحل والربط فى سرعة ..
بكيت مرارًا للمولى كى يبعدنى عنها ولم يسمعنى !!.. أجبر نفسى على الأكل حتى وصل وزنى إلى ما لا يصدقه عقل او منطق حتى لا يقلبنى الجيش ، الآنثى لا تحتمل خشونة العسكرية ، وتم استبعادى ..
حكيت لك قلقى من التجنيد وكنت أرى الدهشة على وجهك ، ولم أبرر لك سببه وتواصل أكلى..
بعد خلاصى من هم التجنيد.. دخلت وظائف شتى.. وكل وظيفة أُبعد عنها .. ظهرت الأنثى تطاردنى وتفسد ما أعمل ، وأنا لا أقبل رجسًا أو انحرافًا وأتمسك بإيمان خلقى..

***

.. أغلقت بابى وعشت هلاكى أيامى بلا طعام أو مشرب أو حتى دخول حمام.. كنت أعاقب نفسى كى أفنى.. فى ليلة رأيت قديس تجلى فى مرآتى ، أرهقنى وناصبنى العداء ، رجوته أن يريح روحى وحيرتها ، ولم يهتم ، وأنا بين غيبوبة وعى وتجلى.. أمرنى صوت أبحث علميًا فى مكونات الجنس الثالث ، هو من مخلوقات الآله أيضًا ،اعتبرتها رسالة الرب كى ينقذنى .
تواصل بحثى شهر كامل كى أصل إلى يقين ينقذنى وأهرب من لعنة ما يحدث.. تأكدت أنه لى ليس عيباً هرمونياً..وليس عندى مشكلة عضوية ،إنما رؤيتى إلى نفسى ، إقتناعى بأنى وجدت فى جسد غير الجسد ، رؤية ذاتية ، الجزء النفسى هو المتحكم ، وهو صغير كان مشدوداً لملابس أمه وجاء عقابها مر وترك جرحه، وجرحا آخر فى إختيار وتقسيم لعب الأطفال جنسياً تنتمى لكل نوع ، ويُحرم الإختلاط بينهما .. حاولت إبعاد الأنثى مراراً ولم يجدى ، وواجهت حقيقتى التى أحاربها..
أخيرًا بعد صراع قررت إعلان إخفاء كريم..
لا تدركين مدى الإستقرار التى منحته ليليان بعد جحيم ما مررت به.
أطلت شعرى، وأضع مكياج.. أقلل وزنى لأصبح بمواصفات الأنثى.
قلت : لا أجد صفحتك على النت..
قالت : الآن صفحة ليليان.. ابحثى عنها..
: كيف تقبلت الاسرة ليليان..
: أقاموا صوان عزاء وقاطعونى ، وحيدًة أنا وأبحث عن عمل ولا أُقبل..
أيام عذاب ولكن أرحم مما كنت فيه..
: ليليان واصلى المشى.. كنت أخسرمع كريم ما زاد فى حجمى.
: سلوكى متمسك بتعاليم الدين ، أفكرالآن فى الهجرة ، لى أصدقاء فى كندا..

بعد إنقطاع صوت ليليان استعيد كريم
"وشطره المشطور ، وحزنه مسخ معتل ، وجرمه يسكنه جرم فظاظة الصمت ونفى المختلف ومحوه ، رحماك مولاى ولطفاً به "
هدى يونس



#هدى_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يرفل فى الدجى
- دكه خشبية متآكلة وسط عشبٍ جاف
- سطوع الخفوت
- حجاب شوق
- اللغّم
- غوايه الموج
- ذوى الأغطية
- تصفيه حساب
- كبف تصبحين كبشا
- حدث فى الشتاء
- وشم الوجدان


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى يونس - لا يدهمك الغيم