أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - مخيمات الايواء – المعالجات














المزيد.....

مخيمات الايواء – المعالجات


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سبيل إيجاد معالجات ناجحة لمشكلة المخيمات التي تؤوي عوائل وأطفال عناصر داعش لابد من الإحاطة بطرفي القضية وهما “طرف الضحايا، أي ضحايا تنظيم داعش الإرهابي، وطرف المجرمين المنتهكين لحقوق الانسان” في المناطق التي سيطر عليها هذا التنظيم الإرهابي.. إذ ما يزال هناك الآلاف من الضحايا الذين قام عناصر داعش بقتل ذويهم، وتشريدهم، وسلب ممتلكاتهم، واسترقاق نسائهم، وتفجير بيوتهم وممتلكاتهم وأماكنهم المقدسة، وتجنيد أبنائهم، وهؤلاء الضحايا لا يقبلون بأي حال من الأحوال عودة عوائل الدواعش إلى مناطقهم والاندماج مرة أخرى في المجتمع، ولاسيما أن مجتمع الضحايا لم يجد من يداوي جراحهم ويجبر ضررهم.
في حالات كهذه في بلدان متعددة شهدت حوادث مشابهة توجد جملة “وصفات” ليست سحرية بالنتيجة، لكنها تبقى في إطار المعالجات التي تمنع استمرار الثأر والثأر المقابل والانتقام الجماعي والمجاني واستمرار دوامة العنف ومن ثم تحويل الضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية، وهكذا تستمر تلك الدوامة وما يرافقها من صراعات واقتتال مجتمعي حاد.
من الوصفات العلاجية لحالات كهذه المرور بمرحلة انتقالية وفق آليات العدالة الانتقالية، إذ يتم من خلال هذه المرحلة العمل بخمس آليات منها كشف حقيقة ما جرى من انتهاكات في سبيل معاقبة الجاني فقط دون سواه وحفظ حق المجني عليه قانونياً وعدم السماح بتصفية الحسابات الخارجة عن إطار الضحية وحقوقه والمجرم وعقابه، ومقاضاة ومحاكمة الجناة ممن ثبت ارتكابهم جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان دون سواهم، وفي ذات الوقت تعويض ما يمكن تعويضه لضحايا تلك الانتهاكات بالقدر الذي لا يشكل فوارق طبقية ممكن أن تشوه معنى الضحية وتضحيته ومن ثم اللجوء إلى إصلاح المؤسسات التي تسببت بشكل وبآخر بتلك الانتهاكات من خلال قوانينها وتعليماتها، وحتى موظفيها، في سبيل الوصول إلى مصالحة مجتمعية قبل مرحلة الاندماج الاجتماعي بين الضحية والجلاد.
وهنا ينظر الضحية إلى عوائل عناصر داعش بأنهم جلادوه إما لمقتل العنصر الداعشي أو لغيابه وهروبه لسبب أو لآخر.
لذا لابد من دراسة منهجية لهذه المخيمات والبدء فعلياً بمنهج تربوي وتثقيفي نفسي وديني واسع وشامل يبدأ بالأطفال الصغار والمراهقين ونساء عناصر داعش، يتضمن هذا المنهج التربوي إلقاء دروس مكثفة ومعايشة حقيقية مع هؤلاء بوسائل متعددة تشتغل على مساحة “إقناعهم” بخطأ ما ارتكبه رجالهم تجاه الضحايا، تتزامن في الوقت ذاته محاسبة من يروج لأفكار داعش والتطرف الديني وعزلهم عن أقرانهم، وإذا استلزم الأمر إيداعهم في مراكز الإصلاح، ولاسيما زوجات عناصر داعش.
يترافق مع كل ما تقدم توفير أساسيات الحياة الكريمة لهم من مأكل ومشرب وملبس ومنع التجاوز عليهم من قبل الجهات الأمنية المكلفة بحمايتهم أو ابتزازهم في سبيل إشعارهم أن الدولة ترعاهم ما داموا لا يشكلون خطراً على المجتمع مستقبلاً.
الاهتمام بالجانب النفسي لهؤلاء خطوة مهمة جداً، ولاسيما الأطفال والنساء منهم الذين يمكن إقناعهم، فلا وسيلة لإعادتهم إلى الحياة دون أن يشكلوا خطراً عليها إلا من خلال إعدادهم جيلاً سليماً خالياً من الأفكار المتطرفة، ليعترف ” ذوو داعش” بخطأ ما صنعه رجالهم، كذلك اعترافهم بالانتهاكات وحقوق الضحايا في سبيل الوصول إلى “الاعتذار” غير الشفاهي بل الواقعي عما بدر من رجالهم.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخيمات الايواء – المشكلة
- المگرودان الطبيب والمرور
- كفالة المواطن
- ما بعد تشرين
- تعزيز العلاقات
- وحوشٌ لا بشر
- تشرين
- المركز والاقليم
- المبكرة
- أطروحات أخرى لتغيير النظام
- الثورة والتفاوض في تغيير النظام
- النظام يغيّر نفسه 1
- السلوك العدواني
- المُستقبل السلبي
- حوار في الحوار
- جهلٌ يجب إيقافه
- 750 الف فرصة عمل
- مصلحتنا والجوار
- تحديات لا تحتمل الترحيل
- كورونا... اشاعة الجهل


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - مخيمات الايواء – المعالجات