أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - المُستقبل السلبي














المزيد.....

المُستقبل السلبي


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تطورِ ادوات ايصال المعلومة من مؤسسات معلومة الى مؤسسات غير معلومة ووجودها في « كف اليد» عبر جهاز الموبايل اصبح العالم، كل العالم قرية صغيرة، ما ان ترمي حجرا في زاوية حتى تسمع صوته في مختلف زوايا هذا العالم الواسع الكبير عبر منصات التواصل الاجتماعي التي ترافق الانسان، اينما حل وارتحل، فلا يحتاج ان ينتظر مشاهدة التلفاز او مطالعة صحيفة، حتى يتلقى المعلومة الخبرية، بل انها تأتي اليه جاهزة ومعلبة ومعطرة في احيان كثيرة، وكان لهذا التطور الكبير ان يكون ايجابيا قبل ان يكون سلبيا، لأنه يختصر الوقت والجهد والتعقيد ويسابق الزمن، بل ويسبقه في ايصال المعلومة الى مُستقبِلها دون عناء وبحث.
ولانعدام ضابطة ضبط اداء مستخدمي هذه المنصات، والمنصات نفسها اصبحت بعض هذه المنصات اداة فوضى وقلق وربما رعب لكثير من المستقبلين، وبسبب سرعة انتشارها وانتشار المعلومة من خلالها «ضاع الحابل بالنابل» واختلط الخطأ بالصواب مما شوه وضوح استقبال المعلومة لدى مُستقبِلها والتبس الصدق بالكذب في احيان كثيرة بل واغلبها.
حتى وصل الامر الى « النخبة» التي - من المفترض - ان تختار افضل الاشياء من بين مجموعها، فلم تُعد عندها النخبة، نخبة إذ اصبحت هي الاخرى مُستقبلا سلبيا ووسيطا ناقلا غير مدرك لحقيقة ما يدرك، وهنا تكمن خطورة الاداء، فعندما ينقل عامة الناس كل ما يتلقونه من دون تمحيص ودراية فهو امر يمكن فهمه او ايجاد مسوغ له، بأنهم - اي العامة- غير مدركين لحقائق بعض ما ينقلون، لكن ان تنقل النخبة بعض ما يتردد في منصات التواصل الاجتماعي وفي مجال اختصاصها كأن يكون « سياسيا - اجتماعيا - اقتصاديا - ثقافيا - امنيا» فهذا تعقيد اكثر لمهمة الوصول الى الحقائق لان - عامة الناس- هنا ستتلقى المعلومة من « مطلع» ومختص بينما ينقل ويكون مستوى التشويه والغموض وغياب الحقائق هو القاعدة وغيرها الشواذ، وهذا الامر اصبح مشاعا في الوقت الحاضر، حتى بات المستقبل، مستقبلا سلبيا ينقل كل ما يصل اليه من دون تفكير وتمحيص ودراية، بل واكتشاف حقيقة ما ينقل، واصبح للشائعة مناخ واسع لنموها وزحفها من دون ايقاف او تردد، بل وبات من يعرف حقيقة ما يُنقل انه اشاعة او كذب محض مترددا في تبيان حقيقة الامر خشية من ردود الافعال، واصبح المُستقبل السلبي مشاركا في الهدم الذي يطول كل مفردة من مفردات الحياة.
وهنا تقع على « النخبة» مسؤولية مضاعفة في مواجهة ثقافة «التثويل» التي تمارسها جهات او افراد او منظمات او مجموعات بقصد او من دون قصد، فلا يمكن ان تنساق النخبة خلف المعلومة المجهولة بل عليها ان ترفع - عامة الناس- من الضياع في فوضى الشائعات والكذب والافتراء وإن كان ذلك يحملها مشاق التعرض السلبي لها من قبل غالبية مستقبلة للمعلومة على انها حقيقة مطلقة .



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في الحوار
- جهلٌ يجب إيقافه
- 750 الف فرصة عمل
- مصلحتنا والجوار
- تحديات لا تحتمل الترحيل
- كورونا... اشاعة الجهل
- ترحيل الأزمات
- الفتك بالصناعة العراقية
- جيوبوليتيك العراق
- كورونا.. اختبار لإنسانيتنا
- إيجابيات في زمن الأزمة
- صحّتنا على المحك
- لا لقتل أنفسنا بأيدينا
- كورونا .. وصم اجتماعي
- حوارات الازمة
- لجنة – خلية أزمة
- الثقة المفقودة
- كورونا الاشاعة
- أهملنا مجتمعنا
- إعادة تأهيل المجتمع


المزيد.....




- احتفال ينتهي بذعر وهروب للنجاة.. إطلاق نار يحوّل لم شمل سنوي ...
- أكبر رئيس في العالم يسعى لولاية ثامنة
- شباب مبدعون.. مهارات وابتكارات ذكية بأيد شبان في عدد من دول ...
- احتفالات فرنسا بالعيد الوطني تبرز -جاهزية- الجيش لمواجهة الت ...
- فرنسا.. أي استراتيجية دفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المتف ...
- أعداد القتلى إلى ارتفاع في اشتباكات متواصلة.. ما الذي يحدث ف ...
- زيلينسكي يستقبل مبعوث ترامب على وقع هجمات متبادلة بين روسيا ...
- زيلينسكي يقترح النائبة الأولى لرئيس الوزراء لقيادة الحكومة ا ...
- أكسيوس: إدارة ترامب تلاحق موظفي الاستخبارات باختبارات كشف ال ...
- الأحزاب الحريدية تعتزم الاستقالة من حكومة نتنياهو


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - المُستقبل السلبي