أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - كورونا.. اختبار لإنسانيتنا














المزيد.....

كورونا.. اختبار لإنسانيتنا


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6562 - 2020 / 5 / 12 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد ما يشغل بال "العالم" وتفكيره وجهده وانشطته وفعالياته سوى تداعيات فايروس كورونا المستجد، وكيف عطل هذا الذي لا يرى بالعين المجردة كل العالم.. نعم كل العالم وأوقفه على "تك رجل"، فلا رياضة ولا صناعة ولا سياحة ولا حتى حروب بوجوده.
ما يشغل العالم اليوم ليس الخلاص منه نهائيا، بل كيف يمكن الوقاية منه حاليا ومنع سرعة انتشاره وتقليل الخسائر والاضرار، لذا فلا خيار لكل الدول، سواء تلك التي تفاقم فيها انتشار هذا الفايروس او تلك التي تنتظر تفاقمه، سوى حظر الخروج من المنازل والحجر المنزلي ومنع وتقييد حركة الناس واختلاطهم قدر الإمكان وبالنتيجة لتقليل مسببات انتقال وانتشار هذا الفايروس، ومن الطبيعي أن تكون لهذا الحظر سلبياته الكثيرة كما له إيجابية "خفض انتقال العدوى" ومن اهم هذه السلبيات، لا سيما في البلدان الفقيرة او متوسطة المعيشة هو ارتفاع أسعار حاجيات الانسان اليومية الضرورية من مأكل ومشرب ودواء وغيرها لصعوبة وصولها الى ايدي الناس وصعوبة وصول الناس اليها بسبب هذا الحظر، وهنا يكمن الاختبار الحقيقي لبائعي هذه الحاجيات بين ان يستغلوا حاجة الناس المستمرة وشح وجود هذه المواد بالأسواق بسبب الحظر وبالتالي يرفعون هذه الأسعار اضعافا مضاعفة، وبين ان يستغلوا هذا الظرف العصيب لزيادة التراحم والتكافل الاجتماعي بيننا كأبناء وطن واحد ومدينة واحدة بل وأبناء "هم وخطر " واحد يحدق بنا جميعا، فلا ديننا الإسلامي الذي ننتمي اليه يبيح لنا استغلال حاجة الناس ورفع أسعارها في ظرف شحها، بل يمقت ذلك اشد المقت، ولا تربيتنا العشائرية والبيئية تبيح لنا استغلال الفقير في هكذا ظرف، فنحن ندعي اننا "أبناء الغيرة والنخوة " ولا إنسانيتنا تبيح لنا هذا، فلسنا نعيش في غابة يكون البقاء فيها للأقوى، بل حتى بعض الحيوانات تتعاون في ما بينها اذا داهمها خطر محدق.
لذا فان رفع أسعار المواد الغذائية في هذا الظرف هو "إرهاب للفقراء" الذين لا يملكون سوى قوت يومهم، نعم ظهرت لدينا مبادرات اكثر من رائعة تقضي بتوفير بعض الأغذية للفقراء والمحتاجين وهذه يجب تسليط الضوء عليها والاشادة بها، وبالمقابل ظهر لدينا عدد ليس بالقليل من ضعاف النفوس الذي استغل حاجة الناس ورفع أسعار الأغذية والخضراوات وهؤلاء النفر يجب ان نعزلهم وننبذهم اجتماعيا ان لم يستطع القانون محاسبتهم او لم تحاسبهم ضمائرهم وانسانيتهم، علينا كمجتمع ان نشخص هؤلاء ونكتب عنهم ونلفظهم و"نحجر" التواصل معهم، فمتى ما رُفض الانسان اجتماعيا عندها سيعرف ما اقترفه من "عظيم الذنب"، لا سيما في مجتمع كمجتمعنا تحركه الأعراف والتقاليد والوجاهة والمكانة بين الناس.
نحن اليوم كعراقيين في اختبار حقيقي لإنسانيتنا امام الله والقانون والمجتمع وانفسنا في ان نعبر جميعا هذه المحنة بتكافل بعضنا بعضا او باستغلال بعضنا بعضا.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيجابيات في زمن الأزمة
- صحّتنا على المحك
- لا لقتل أنفسنا بأيدينا
- كورونا .. وصم اجتماعي
- حوارات الازمة
- لجنة – خلية أزمة
- الثقة المفقودة
- كورونا الاشاعة
- أهملنا مجتمعنا
- إعادة تأهيل المجتمع
- سياسة مكافحة المخدرات في العراق
- ماهي الجرائم التي يتعرض لها المال العام؟
- طروحات القوى المعاصرة من القوى الخشنة والناعمة والذكية
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ...
- اطروحة الدبلوماسية الموازية -البارادبلوماسي- Paradiplomacy
- لماذا يكذب القادة والزعماء ؟
- كان يوم في بلادي
- مفخخات خارج نطاق الخدمة!!! ...


المزيد.....




- الوشاح يتربع على عرش صيحات إكسسوارات النجمات هذا الصيف
- صاعقة تضرب عائلة وتسقطها أرضًا في حادث مرعب.. إليكم ما حدث
- لبنان: هل ينجح الأمريكيون بالإطاحة بسايكس - بيكو؟
- سوريا.. تهديد إسرائيلي مباشر: ضربة -عنيفة- قريبة على قوات ال ...
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل نرمين حسين بعد أكثر من 19 ...
- من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟
- قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر.. ألمانيا عاجزة عن صد هجمات الم ...
- وليد جنبلاط: أدين الانتهاكات، ولابد من تثبيت وقف إطلاق النار ...
- سوريا…شاب عشريني يعود من ألمانيا إلى بلاده على متن دراجة هوا ...
- السويداء: إهانة شيخ تؤجج الغضب.. ووزير إسرائيلي يدعو إلى -قت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - كورونا.. اختبار لإنسانيتنا