أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - استعدادا للأول من أكتوبر... من حقنا أن نحلم














المزيد.....

استعدادا للأول من أكتوبر... من حقنا أن نحلم


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 15:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


شهر واحد يفصلنا على مرور عام كامل لانطلاق أعظم انتفاضة جماهيرية في تاريخ العراق الحديث، فبعد الضغط الهائل الذي تعرضت له الجماهير خلال حكم منظومة ٢٠٠٣ التي جاء بها الأمريكيون وما فعلته هذه الشرذمة التي اخرجها مروضوها من مزابل ودكاكين ومواخير الكرة الارضية، لتؤسس لحكم الطوائف والقوميات والمحاصصة والمليشيات، وتمارس القتل والخطف والذبح على طريقتهم الإسلامية، وتنهب المليارات وتهدم كل ما هو حضاري ونافع للبشرية وتؤسس للخراب وضياع للتعليم والصحة والخدمات، وتبيع البلاد ومستقبل أجيالها إلى أسيادها في واشنطن وطهران وغيرها من العواصم التي لها أذرع وذيول تخدم مشاريعها الرجعية والمصلحية.

قبل أقل من عام من الان، قرر شباب وشابات العراق هدم قلاع السرقة والتخلف والدجل التي بُنيت على استغلال الناس، ونهب ثرواتهم وزرع الفرقة والحروب في صفوفهم.

خرج منتفضو أكتوبر ليطلقوا صرختهم المدوية " الشعب يريد إسقاط النظام" لتهتز أركان النظام بالفعل، وأثناء ترنح النظام بفعل ضربات المنتفضين، وإدراكه لنهايته التي باتت قريبة، استجمع كل أساليبه القذرة والهمجية بدعم من أسياده، ليقتل شبيبة بغداد والناصرية والبصرة والنجف وكل المحافظات المنتفضة بأبشع الأساليب، فالخطف والبلطجة والمليشيات وقنابل الغاز والكواتم وأجهزة المخابرات وحفظ النظام وكل السلطة، قررت ان تقتل وتقتل وتقتل وان تستمر بالقتل فهي لا تمتلك غير القتل.

السلطة الخائفة المنهزمة امام إرادة الجماهير المطالبة بالحياة الحرة الكريمة، تدرك جيدا ومن ورائها رعاتها وداعميها الاقليميين والدوليين، ان انتصار انتفاضة أكتوبر يعني تحول السلطة بيد الجماهير وكنس هذا الكائن المسخ الذي جيء به ليحقق مصالحه ومصالح الإمبريالية، ورميه في مزابل التاريخ، هنالك مع أقرانه القتلة والسراق والذيول مع الفاشيين والعنصريين والرجعيين، هناك مع قطاع الطرق وزعماء المافيات والدجالين وقادة المليشيات.

كان الأول من أكتوبر حلما لكل العراقيين، فهم كما غيرهم من البشر من حقهم ان يحلموا وان يعيشوا بعيدا عن هيمنة رجال الدين وزعماء الطوائف والقوميات، الذين ضيعوا احلامهم واحلام أطفالهم. نعم من حقهم ان يحلموا بالعيش في بلادهم دون تهديد أو هيمنة من معمم اخرق يسلبهم حرياتهم ويفرض عليهم التخلف، وينهبهم ويزجهم في حروبه العبثية، بينما هو وأبناؤه بتنعمون بالمليارات والجكسارات والقصور. من حق شابات كربلاء والحلة والسماوة ومدينة الثورة ان يحلمن بالمساواة والحقوق وتشريع القوانين التي تحميهن من العنف والاغتصاب. من حقهن التعلم والعمل دون تحرش او امتهان.

انتفاضة أكتوبر جعلت من الحلم حقيقة، فلاول مرة في منذ تأسيس الدولة الحديثة في العراق، تشعر الجماهير وتعمل على اخذ زمام المبادرة بيدها، وتقوم بفعل ثوري يقربها كثيرا من الخلاص من سلطة الاسلاميين وشركاؤهم، لأول مرة يخرج الملايين سويا بصوت واحد يهتفون "لا امريكا ولا ايران" و " باسم الدين باكونا الحرامية"

لكن الإمبريالية ومصالحها دعمت حكومة عبد المهدي القاتلة ومن بعدها حكومة الكاظمي، حتى تبقي ذات الكائن المسخ جاثما على صدور الناس. وبفعل قوى الثورة المضادة والإرهاب الحكومي والمليشيات والمجرمين وبفعل الإعلام الموجه والدعم اللامحدود من القوى الدولية المسيطرة في العراق، استطاعت أن تضعف من انتفاضة أكتوبر وان تشل من قدرتها الثورية على التغيير الفعلي... لكن هل هذه هي نهاية المطاف؟

بالتأكيد لا ... ليست هي نهاية المطاف فأزمة السلطة الطائفية القومية هي ذاتها بل تتعمق يوما بعد آخر ولا حلول حقيقية لها مع الوضع البائس الذي صنعته للجماهير، والغضب لا يزال مشتعلا في قلوب المنتفضين الذين فقدوا احبائهم وأصدقائهم، كما أن تجربتهم الثورية العظيمة التي أنتجتها انتفاضة أكتوبر منذ انطلاقها ولغاية الآن أعطتهم دروسا عملية، من ان اي انتفاضة لا يمكنها تحقيق الأهداف بإسقاط النظام وإقامة سلطة الجماهير دون الاستفادة من الأخطاء وتجاوز العقبات، والمتمثلة بالتنظيم الفعلي للجماهير من أجل مواجهة آلة القتل عند السلطة، وتحول المنتفضين ليكونوا هم السلطة الحقيقة وليس أحد سواهم.

قريبا تتجدد ذكرى الأول من أكتوبر والشباب والشابات والعمال والمعطلين عن العمل والتحرريين والنساء وكل الفئات المستفيدة من إسقاط النظام، يعدون العدة لمرحلة جديدة من الانتفاضة، فالحلم لا يزال قائما، فمن حقنا أن نتخيل البلاد بعيدا عن هيمنة الأحزاب الإسلامية والقومية والمليشيات ورجال الدين.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم التغيير عبر الانتخابات
- سلطة الطوائف والقوميات تعني سلطة الازمات
- افول القومية في كوردستان والطائفية في الوسط والجنوب
- وبعض الهدم بناء!
- الصيادي الناطق باسم القتلة
- خفافيش الظلام تغتال رهام يعقوب
- انتفاضة أخرى على ركام بيروت
- في ضرورة نقد الفكر السياسي والاجتماعي للنخب
- حول جريمة مليشيا قوات الحفاظ على النظام
- التشابه في أساليب القتلة وتبريراتهم
- فارس كمال نظمي بين الكتلة التاريخية والمأزق الشكسبيري
- في الحاجة إلى البديل
- تقدم نضال الجماهير الثورية مرهون بالتنظيم
- احمد عبد السادة ...عندما يروج المثقف للقتل والإرهاب والعنصري ...
- بين متظاهري اكتوبر ورفحاء والمثقفين
- نهاية عصر الطوائف
- جان فالجان الناصرية
- إبداعات الإسلاميين في مواجهة كورونا
- هشام الهاشمي ليس الأول ولن يكون الأخير
- الموقف من السيستاني


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - استعدادا للأول من أكتوبر... من حقنا أن نحلم