جلال الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 16:54
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مرة أخرى تأتي الدلائل لتؤكد أن سياسة القتلة والمليشيات هي ذاتها، لا تغيير في اي شيء سوى بالوجوه، جميعهم لا يعرفون غير القتل والخطف، كلهم جائوا من ذات المصدر ولا بد ان تكون أفعالهم متشابه، فمن تنصبه المليشيات وتباركه ايران وأمريكا، لا بد ان يعمل للمحافظة على مصالح من جاء به، لا بد له ان يشكر هؤلاء صباح مساء ويغتال كل من يقترب من وكر الدبابير هذا.
يخرج علينا الناطق باسم مصطفى الكاظمي كما خرج علينا من قبله ناطقين باسم عبد المهدي، ليعبر عن أسفه عن قتل اثنين من المتظاهرين وجرح عشرات اخرين! ويعبر عن خشيته من أن جهة ثالثة تريد جر القوات الأمنية إلى صدام مع المحتجين! هي ذات اللغة وذات المفردات وذات المبررات في تفسير جرائمهم والتعليق عليها.
تغلي محافظات العراق بالمعنى الحرفي للكلمة فهي تغلي بسبب انقطاع الكهرباء والماء وغياب شبه تام للخدمات، كما أن انفس المواطنين هي الأخرى تغلي فكل يوم تخرج الاعتصامات والمسيرات وكل يوم يقمع المعتصمون ليقتلوا على أيدي قوات الكاظمي ومليشياته، كما حدث لمعتصمي المجموعة الطبية وأصحاب الشهادات العليا وعمال العقود والمحاضرين، وكل المطالبين بتوفير الكهرباء والماء والخدمات في مختلف محافظات الوسط والجنوب.
هي ذات الممارسات التي رافقت انتفاضة أكتوبر منذ انطلاقها، لا تزال مستمرة ومع وصول الانتفاضة إلى مفترق جديد لا بد ان ينتج شيئا جديدا، فالغليان الذي يتفجر تحت السطح ها هي ملامح اكتساحه تخرج من فوهة البركان، ومهما حاولت سلطة الاسلاميين الطائفيين وشركاؤهم، قمعه واسكاته فهي غير قادرة على الوقوف أمام المد الجماهيري.
الانتفاضة مستمرة، والنصر على النظام الطائفي القومي الفاسد والمهترأ يتطلب توحيد الجهود وتنظيمها والعمل على مواجهة أساليب السلطة، بطرق جديدة مبنية على العمل المشترك البعيد عن العفوية التي أنتجت لنا تخبطا سهل للنظام عملية القمع وإسكات الجماهير واختراقها من قبل المليشيات والمرتزقة.
#جلال_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟