أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - الموقف تجاه جهاز مكافحة الإرهاب














المزيد.....

الموقف تجاه جهاز مكافحة الإرهاب


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البدأ لا بد من طرح مجموعة من التساؤلات التي تحرك المياه الراكدة وتجعل الحوار والجدل بشأن خطوة جهاز مكافحة الإرهاب باعتقال عناصر من حزب الله مثمرا ومبنيا على اساس من الحقائق، وليس مجرد أمنيات وانسياق عاطفي قد يشوه او يبالغ او يتجاهل الكثير من الثوابت في العملية السياسية الحالية والتوازنات القائمة على أساسها، وهذا الانسياق ادى في تجارب مشابه سابقة، لتحليلات وتنبؤات بعيدة عن الواقع، ما يساهم في خلط الاوراق وزيادة الضبابية، وهو ما تسعى اليه السلطة في ازمتها المزمنة والمتفاقمة، خصوصا والانتفاضة امام منعطفات تاريخية.

ومن ضمن هذه التساؤلات: هل الكاظمي وجهاز مكافحة الإرهاب جادين في محاربة المليشيات؟ وأن كانوا جادين فهل هم قادرين على هذه الحرب؟ جميعنا يعلم أن ممثلي المليشيات على اختلافها في البرلمان يشكلون ما نسبته خمسين بالمئة من مجموع المصوتين على الكاظمي وحكومته، واذا أردنا ان نقارن تجربة الكاظمي بتجربة مشابهة قام بها المالكي في وقت سابق من إعلان الحرب في وقتها على جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وقد طبل وهلل لها كثيرون، فهل كان المالكي جادا بالقضاء على جيش المهدي، وهل استطاع ذلك فعلا؟ ام ان القضية لا تعدو كونها مسرحيات من أجل إعادة ترتيب الاوراق.

يحاول الكثير ممن يعتقدون ويؤمنون بخطوة الكاظمي ان يصوروه وجهازه لمكافحة الإرهاب بأنه المنقذ والمخلص للجماهير من سطوة العصابات والقتلة وناهبي المال العام، وفي ذات الوقت يروج هؤلاء ان هنالك مليشيات سيئة "وقحة" يجب انهائها وأخرى جيدة "مؤدبة" يجب دعمها ولسنا نعرف من هي هذه المليشيات " المؤدبة" هل هي سرايا السلام والقبعات الزرق التي مارست القتل والخطف تجاه المنتفضين ام هي المليشيا التي يرأسها فالح الفياض وهادي العامري وغيرهم من زعماء العصابات.

واذا سلمنا جدلا بان الكاظمي عازم على إنهاء المليشيات، فهل يتوافق ذلك مع المشروع الطائفي القومي المحاصصي الذي جائت به الولايات المتحدة؟ وهل من مصلحة ايران والسعودية وتركيا وأميركا من قبلهم ان ينشئوا دولة قوية؟ وهؤلاء هم اللاعبين الأساسيين في دعم وبقاء هذا النظام.

اليوم ومع كل هذا التطبيل الذي رافق عملية جهاز مكافحة الإرهاب، وكأننا سنتخلص من حكم اللصوص وأحزاب الاسلام السياسي وتذهب المليشيات والعصابات إلى غير رجعة، ووسط هذه الأمنيات الجميلة والمتفائلة جدا، نقول؛ ماذا لو طلب السيد الكاظمي من جهاز مكافحة الإرهاب الهجوم على ساحات التظاهر وإنهاء كل أشكال الاحتجاج على السلطة؟ هل يا ترى سيقوم عبد الوهاب الساعدي بتنفيذ الأوامر؟ وهو الشخص الذي كرمه الكاظمي واعاده رئيسا للجهاز بعد أن ابعده عبد المهدي، الجواب المنطقي على هذا السؤال هو تنفيذ الظابط لأوامر سيده بالطبع.

المتفائلون جدا بخطوات الكاظمي الأخيرة اكتسبوا هذا التفائل من الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع وعبر وسائل التواصل والدعم الخارجي اللامحدود لخطوات رئيس الوزراء الأخيرة، يرافقه تطبيل القوى الإصلاحية والمثقفين الذين يصورون الأمر وكأنه انتصار لإرادة الجماهير.

لقد خرجت الجماهير في انتفاضة عارمة مستمرة منذ الأول من أكتوبر ولغاية الان، وقد دفعت المئات من الضحايا و الآلاف من المعوقين والجرحى، من أجل إسقاط هذه المنظومة من جذورها والخلاص النهائي من حكم المليشيات والقتلة وسارقي أموال الشعب، وليس من أجل مسرحية اعتقال عشرة او عشرين شخصا من مليشيا معينة، أو من أجل تغيير رئيس الوقف الشيعي او مدير التقاعد العامة! وكل من يحاول ان يصور هذه القضايا على أنها انتصارات، أما ساذج ولا يقرأ الواقع جيدا او انه مطبل واصلاحي يتمنى بقاء الحال على ما هو عليه.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد -المُله- طلال وعبد الكريم خلف صناعة السلطة
- احمد راضي ومثقفو الطوائف
- بين اعتصام الخرجين والمعطلين وعمال الصناعة وبين تظاهرات الرف ...
- قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا
- تنظيم الجهود وتوحيدها الطريق الأقصر لانتصار الانتفاضة
- اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف
- في الذكرى السادسة لسقوط الموصل
- حول تغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- عندما تكون نقابة الصحفيين العراقيين بوقا للسلطة
- هل فعلا رواتبنا خط احمر؟
- النظرية السياسية هي من ترسم طريق انتصار الانتفاضة
- كلنا لا نستطيع التنفس
- أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس
- مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 
- حول مستقبل الانتفاضة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - الموقف تجاه جهاز مكافحة الإرهاب