أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جلال الصباغ - في التعويل على الموقف الأمريكي














المزيد.....

في التعويل على الموقف الأمريكي


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 20:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يروج العديد من المثقفين والاصلاحيين والمخدوعين في العراق ان الولايات المتحدة الأمريكية تقف مع المطالب الجماهيرية خصوصا خلال انتفاضة أكتوبر، وهذا الرأي يطال فئات من المنتفضين الذين يجدون الخلاص في تعامل الحكومة الأمريكية مع النظام في العراق، وقد يذهب الخيال ببعظهم إلى أن امريكا تريد إنهاء هذا النظام والممجيء بنظام جديد، ولا يعدوا هذا الخيار سوى ضرب من الوهم او بالاحرى حتى لو تحقق بجزء منه او جميعه فلن يتغير من الحال شيئا، على اعتبار أن الأنظمة التي تأتي بها امريكا تختلف من حيث الشكل فقط وليس المضمون.

يعرف الجميع جيدا أن من جاء بأحزاب الاسلام السياسي وشارؤكائها من القوميين الاكراد والاحزاب الأخرى هي الولايات المتحدة الأمريكية بعد عام الفين وثلاثة، وهي من قامت بتقسيم المجتمع إلى طوائف وقوميات متناحرة عن طريق هذه الأحزاب القومية والطائفية، وعلى مدار سنوات حكم هذه الأحزاب كانت الولايات المتحدة الراعي الرسمي لها والداعم الأول لكل سياساتها في النهب والقتل والتفرقة ولا تزال سياسة الإدارة الأمريكية مع هذا النظام داعمة لكل من يأتي للسلطة كما حصل مع رؤساء الوزراء السابقين وصولا إلى الكاظمي. 

بعد أندلاع انتفاضة أكتوبر أدركت الولايات المتحدة ان الغليان الشعبي سيؤدي إلى اقتلاع نظامها الهجين الذي نفذت عن طريقه مشاريعها في السيطرة على المنطقة، وتنفيذ سياساتها الاقتصادية، وخشية خسارتها لهذا النظام قامت وتقوم بمحاولة إنقاذه بأية طريقه، وبما أن هذا النظام قائم على اساس العمل العصاباتي والمليشياوي الذي يعتمد التوازن في العلاقة بين الولايات المتحدة وجمهورية ايران الإسلامية، فأن محاولة إنقاذه صعبة للغاية خصوصا وأن اي نوع من الإصلاحات التي قد يقوم بها، لن تؤدي لأية نتائج تذكر ولن تستطيع إسكات الجماهير المنتفضة التي تعيش اليوم حالة من التململ والغليان ليس في وسط وجنوب العراق فقط بل في كوردستان وحتى في المناطق الغربية، الا ان جائحة كورونا والقمع المفرط خلال الفترة الماضية، اخر من عملية الانفجار الحتمية للجماهير، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة والتاخر في دفع رواتب الموظفين في كوردستان، وكذلك التهديد بتخفيض رواتب الموظفين والامتناع عن دفع رواتب موظفي العقود، وفقدان الملايين لأعمالهم خصوصا من عمال القطاع الهش العاملين بالأجر اليومي وسائقي الأجرة وغيرهم من الفئات التي لم تحصل على اي تعويض خلال فترة الحجر الصحي، كل هذه العوامل تنذر بتفجر الأوضاع، وكل الأطراف الراعية لهذا النظام وعلى رأسها الولايات المتحدة، لا تريد الوصول إلى هذه النقطة لان اندلاع انتفاضة شاملة او ثورة من شأنها أن تقتلع المشروع الأمريكي الإقليمي من جذوره. 


السياسة الأمريكية في المنطقة وكل العالم قائمة على أساس مصالح الشركات وأصحاب رؤوس الأموال والمصارف العملاقة التي تتحكم بالاقتصاد عن طريق الهيمنة الاقتصادية والمالية وتطبيق الليبرالية الجديدة التي تسعى لخصخصة كل المفاصل والقطاعات، والقضاء على الصناعة والزراعة للبلدان وبضمنها العراق، وهذا الأمر لا يحدث إلا بزرع أنظمة كما هو النظام في العراق من اجل تحقيق الهيمنة. 

ان كل المروجين والمطبلين للتغير في السياسة الأمريكية تجاه العراق بما يصب في مصلحة الجماهير، اما من المنتفعين او المخدوعين، وتجارب الإدارة الأمريكية في امريكا الجنوبية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا خير دليل على ذلك، فكل التدخلات الأمريكية كانت في صالح العصابات والمليشيات والأنظمة الدكتاتورية، التي تعزز من هيمنة الليبرالية الجديدة عبر أذرع متعددة مثل البنك الدولي وصندوق النقد وغيرها من المؤسسات التي تغرق البلدان الخاضعة لها بالديون وتدفعها للخصخة ما يعني المزيد من الفقر والبؤس والبطالة والاحتراب الداخلي . 

ليس امام الجماهير في العراق الا مواصلة النضال والاستمرار في الانتفاضة التي عمقت من ازمة النظام الحالي حتى إسقاطه وقبره مع مشروعه القومي الطائفي الذي يخدم الهيمنة الأمريكية وإرساء حكم جديد قائم على اساس الإرادة الحقيقية للجماهير المبنية على العدالة والمساواة ومجانية الصحة والتعليم وتوفير السكن والعيش اللائق للجميع، بعيدا عن اي هيمنة خارجية. 



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس
- مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 
- حول مستقبل الانتفاضة
- مرحلة جديدة للانتفاضة
- مئة وخمسون عاما على ولادة لينين
- أنا وجدتي وكورونا
- مصير الانتفاضة بعد نهاية الحظر الوقائي
- الأيديولوجيا الرأسمالية بوصفها أداة للهيمنة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جلال الصباغ - في التعويل على الموقف الأمريكي