أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - بين متظاهري اكتوبر ورفحاء والمثقفين














المزيد.....

بين متظاهري اكتوبر ورفحاء والمثقفين


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6617 - 2020 / 7 / 13 - 00:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اثار انتباهي احد المثقفين الذي يلقى رواجا في اوساط الشباب ورواد المقاهي الثقافية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وهو نموذج المثقف الذي يؤمن بكل الافكار والايدولوجيات وينفيها في ذات الوقت! فهو اسلامي وعلماني، كما انه مؤمن وملحد، ليبرالي وشيوعي، يحاول ان يجمع النقائض، ويدافع عن الجميع بذات المنطق وتحت ذريعة احترام الحقوق والحريات.

مثل هكذا مثقف هو الصورة السائدة لدى الكثير من الكتاب سواء اكانوا شعراء او روائيين او صحفيين او غيرهم. الذين يصورون انفسهم فوق الايديولوجيات، بل ان فكرهم يحتوي على كل هذه الايدولوجيات ويسمو فوقها بطريقة مثيرة للدهشة، دون قدرة احد على تصنيفهم، وهذا هو مبتغى الكثير منهم، اذ انهم يعملون دائما من اجل ان يكونوا خارج التصنيف ارضاء لغرور ونرجسية وتفرد!

هل هذا الامر حقيقي؟ هل يستطيع المثقف ان يكون خارج التصنيف؟ الاجابة المنطقية هي: كلا. لكن اللعب على الكلمات واستخدام المفاهيم غير المالوفة واستغلال القدرة اللغوية، التي يمتلكها على اعتبارها الصنعة التي يجيدها ويعتاش من ورائها، هي التي تمكنه من تمرير خطابه وطروحاته ولو لشرائح معينة ولفترات محدودة.

المثقف اما ان يكون ماديا يتبنى الفكر الواقعي المجسد لحركة المجتمع وتطوره ويقف بصف الفقراء والمحرومين والمهمشين، ويدافع عنهم ويعكس طموحهم في الثورة والتغيير، واما ان يكون مثاليا ينساق مع خطاب السلطة بحجة الدفاع عن السلم الاهلي، ومثقف السلطة هذا يحاول غالبا ان يصور نفسه مدافعا عن الكادحين، لكنه في ذات الوقت يبرئ المتسبب في بؤسهم وشقائهم، في معادلة غريبة وعجيبة، هؤلاء يبينون انهم مع منتفضي اكتوبر، وفي ذات الوقت يروجون لافعال المليشيات والقوات الامنية التي تقتلهم! هكذا بخلطة سحرية تشبه خلطات الدجالين.

في دفاع الشاعر علي وجيه عباس عن حق التظاهر، يصور متظاهري رفحاء، وكأنهم صورة طبق الاصل من متظاهري اكتوبر، وكأن مطالبهم هي ذاتها، ويعتمد معيارا واحدا للسماح للاثنين بحق التظاهر هو " السلمية" ودائما ما يؤكد ان الطرفين مجموعتين بشريتين من حقهما التعبير عن مطالبهما وللأثنين تصرفات جيدة واخرى سيئة! هكذا بكل بساطة واختصار.

يجب عليك بحسب منطق السيد علي وجيه ان تتظاهر وتنتفض وان تُقتل وتُختطف وتُقمع وما عليك الا الالتزام بالسلمية، عندما تهجم عليك المليشيات، او مكافحة الشغب بعد منتصف الليل، وتقتل العشرات من رفاقك، ليس عليك سوى ان تلتزم بالسلمية، على اعتبار المليشيات ومكافحة الشغب "مجموعات بشرية" تخطئ وتصيب!

وفق منطق مثقفنا الكبير فأن جماعة رفحاء التي يستلم كل فرد من عائلاتها رواتب خيالة، ويحصل كل فرد ينتمي لهذه "الجماعة البشرية"، على امتيازات هائلة من التعيينات في افضل الاماكن، الى المنح المالية وقطع الاراضي الى حق كل فرد فيها باستلام اكثر من راتب، وغيرها الكثير. وهنا يجب علينا ان نحترم ونساوي بين هذه " المجموعة البشرية" وبين الاخرى التي تشمل العاطلين عن العمل، وسائقي الاجرة والساكنين في العشوائيات، والذين لا يملكون القدرة على دفع ايجار منازلهم او مبلغ مولدة الكهرباء، هكذا يجب علينا جميعا ودائما ان نساوي بين "المجموعات البشرية"!
ان ما يميز منطق علي وجيه عباس والذي هو منطق الكثيرين من امثاله، التبرير لبقاء الحال على ما هو عليه، والسبب النهائي الذي يدفع هؤلاء للحديث وفق هذا المنطق، ليس كل ما يقال من تفاهات ولعب باللغة، انما هو الحفاظ على الامتيازات التي يتمتعون بها، فدفاعه عن جماعة رفحاء هو دفاع عن مصالحه ومصالح عائلته وطبقته التي ينتمي اليها.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية عصر الطوائف
- جان فالجان الناصرية
- إبداعات الإسلاميين في مواجهة كورونا
- هشام الهاشمي ليس الأول ولن يكون الأخير
- الموقف من السيستاني
- عندما تحكم العصابات
- عندما تداس صور الكاظمي بالأحذية
- الموقف تجاه جهاز مكافحة الإرهاب
- احمد -المُله- طلال وعبد الكريم خلف صناعة السلطة
- احمد راضي ومثقفو الطوائف
- بين اعتصام الخرجين والمعطلين وعمال الصناعة وبين تظاهرات الرف ...
- قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا
- تنظيم الجهود وتوحيدها الطريق الأقصر لانتصار الانتفاضة
- اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف
- في الذكرى السادسة لسقوط الموصل
- حول تغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- عندما تكون نقابة الصحفيين العراقيين بوقا للسلطة
- هل فعلا رواتبنا خط احمر؟
- النظرية السياسية هي من ترسم طريق انتصار الانتفاضة
- كلنا لا نستطيع التنفس


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - بين متظاهري اكتوبر ورفحاء والمثقفين