ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 01:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في بعض الأحيان يتعرض جسم الإنسان الى حادث، ينتج عنه تعرض بعض أجزاءه الى القطع، الأمر الذي يستلزم إجراء عملية جراحية كبرى لإعادة هذه الأجزاء الى مكانها الأصلي، ويتخلل ذلك نزف كثير من الدماء من جسم الإنسان؛ حتى يتم إعادة ذلك الجزء للعمل من جديد.
هذا الوصف مع بشاعته، لكنه يصح أيضا على ما يجري حاليا في كثير من مناطق العراق وسوريا، التي انتهكها تنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات، بمساعدة المال السعودي منذ أكثر من خمس سنوات، استحل فيها تنظيم داعش الإرهابي كل شيء بحجة إسقاط نظام الأسد، ولم يكتف بذلك؛ بل امتدت أذرعه الى مناطق في العراق، بما جعل مقاتلته من قبل الدولتين معا ضرورة قصوى.
ما حصل في سوريا والعراق يبدو للوهلة الأولى صراع أيديولوجي، لكنه في حقيقة الأمر صراع إقتصادي، تتعارض فيه مصالح الولايات المتحدة والسعودية وقطر من جهة، مع المصالح الروسية والإيرانية ودول الإتحاد الأوربي من جهة أخرى، حيث أن المصالح الإقتصادية الروسية مع الإتحاد الأوربي تتجاوز الأربعين مليار دولار سنويا، وهو الأمر ذاته مع إيران؛ لكن بنسبة أقل من هذا، الأمر الذي أرادت معه الولايات المتحدة وحلفاؤها الخليجيين الإستحواذ عليه من خلال إسقاط نظام بشار ليكون تصدير الغاز القطري من الموانيء السورية لقربها من القارة الأوربية، الأمر الذي لم ينجح بكل الوسائل.
مع بدء العمليات العسكرية في العراق لطرد تنظيم داعش الإرهابي، بمساعدة فريق من الخبراء الإيرانيين، وتحشيد أعداد كبيرة من المتطوعين الشباب في العراق من جهة، والقوات السورية بمساعدة حزب الله اللبناني من جهة أخرى، استطاعت هاتين القوتين تحجيم دور هذا التنظيم في الأراضي التي يحتلها في الصفحة الأولى، بعد ذلك انطلقت لتحرير الأراضي التي يحتلها شيئا فشيئا.
الأن وصلت قوات البلدين الى تحقيق تماس مع بعضهما بعض، بمت يضيق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي يعني وصل أذرع القوات المقاتلة في شريط طويل من الحدود، لتتناغم العمليات العسكرية ضد هذا التنظيم، ولا يبقي له فرصة للنجاة، فهو الموت المحتوم له في هذه الصحراء اللاهبة، خلال أيام الصيف الحارق.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟