أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - ماذا يعني إدراج الأهوار في لائحة التراث العالمي؟














المزيد.....

ماذا يعني إدراج الأهوار في لائحة التراث العالمي؟


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذكر النصوص التأريخية بأن ملحمة كلكامش المكتوبة قبل 5000 عام وباللغة السومرية، كتبت في هذه المنطقة من جنوب العراق، وتؤشر الملحمة الى طلب الخلود من قبل سكان هذه المنطقة منذ ذلك التأريخ، وهو شيء لم نجد له أثر لدى أي شعب أخر.
يقطن الأهوار ما يزيد على مليون مواطن عراقي، ينتمون الى عشائر عراقية أصيلة، في وقت نجد أن سكان المناطق الأعمق في الأهوار يطلق عليهم (المعدان)، ويعتمد سكان هذه المنطقة في الغالب على صيد الأسماك والطيور.
أثناء حكم نظام صدام، ونتيجة للدور الذي لعبته المعارضة العراقية أنذاك، في مقارعتها للنظام، من خلال إستخدامها لمناطق الأهوار الني ينتشر فيها القصب والبردي بكثافة، إضطر النظام الى تجفيف الأهوار، وترحيل سكانها الى مناطق قريبة من المدن، ليسهل عليه السيطرة على تحركاتهم، وهو الأمر الذي أدى الى نفوق أعداد هائلة من الحيوانات التي يعتمد عليها سكان هذه المنطقة في حياتهم اليومية، كما أدى الى نقص كبير في الأسماك التي تمثل غذاءا رئيسا لدى كثير من العوائل العراقية.
وتغير الوضع بعد سقوط النظام، لكن هذا التغير لم يكن تغيرا جذريا لأسباب كثيرة، منها ضعف الدعم الحكومي، وكذلك سيطرة الدول المتشاطئة مع العراق في نهري دجلة والفرات، على جزء كبير من المياه التي تصل الى العراق، بسبب السدود التي أقامتها هذه البلدان، وتحديدا تركيا وسوريا وإيران، وبسبب ضعف الدبلوماسية العراقية لم يحصل تقدم في هذا الموضوع لغاية اليوم.
ما يعاب على الدبلوماسية العراقية حينها، هو المجاملة على حساب حقوق العراق الوطنية، لكن ومنذ ثلاث سنوات تم تشكيل لجان بعضها لا يتبع الحكومة للمطالبة بضم الأهوار الى لائحة التراث العالمي، مع مجموعة من المناطق الأثرية والتي تقع ضمن محافظة ذي قار (الناصرية) في جنوب العراق، وقد حاولت بعض الفاعليات السياسية التأثير على هذا الملف، لأسباب سياسية لإفشاله، لكن خاب ظنها أخير، عندما وافقت اليونسكو على إدراج الأهوار وهذه المناطق الى لائحة التراث العالمي، فماذا يعني ذلك؟
إقتصاديا تعتبر منطقة الأهوار ذات أهمية إقتصادية كبيرة، من الناحية الزراعية والحيوانية، ففيها يتم زراعة أرقى أنواع الرز، بالإضافة الى أنها تعتبر محطة للطيور المهاجرة من البلاد الباردة في الشتاء أثناء موسم التزاوج والتفريخ.
بيئيا تعتبر منطقة الأهوار كرئة تقوم بتصفية الجو من الملوثات التي تنتجها المعامل والسيارات، ولا عجب لو سمعنا أنه قبل تجفيف الأهوار، كانت المياه التي تقع جنوب الأهوار، مياهها أكثر نقاوة من غيرها من المناطق التي تقع شمالها.
إقتصاديا يمكن أن يدر البردي والزراعة وصيد الأسماك والطيور ما يزيد على نصف مليار دولار سنويا، ناهيك عن أنه في حال إستثمار الأهوار بصورة صحيحة بعد ضمها الى اللائحة الدولية، ستكون هذه الأرقام متصاعدة بمتوالية لا يمكن تصديقها أبدا.
كيف يمكن للحكومة إستثمار ذلك لصالح العراق إقتصاديا؟
ما يهمنا في ذلك كله هو الجانب الاقتصادي الذي يمكن أن يستفيد منه العراق (حكومة وشعبا بالإضافة الى المكانة التي يتبوئها العراق من ضم مجموعة من المناطق الأثرية والأهوار الى لائحة التراث العالمي، ذلك لأننا نعلم أن من بين المناطق التي تم التصويت عليها، آثار أور والتي تضم بيت نبي الله إبراهيم عليه السلام، والذي يعد قبلة للمسيحيين، لكن وبسبب ضعف الجانب الترويجي لهذه المناطق، بالإضافة لعدم وجود بنى تحتية، يخسر العراق سنويا عشرات المليارات من الدولارات، بالإضافة الى عشرات الألاف من فرص العمل لأبناء هذه المناطق، عن طريق بيعهم لمنتجاتهم المحلية التراثية للسياح.
كما أن بقية المناطق الآثارية التي تم التصويت عليها لا تقل أهمية عن هذه الأماكن، فأوروك وأريدو مناطق أثرية تضم حضارة وادي ما بين النهرين، بالإضافة الى ما تضمه من حكايات جلجامش وأنكيدو، الأمر الذي يلقي بالمسؤولية الكبيرة على وزارة الثقافة العراقية والمسؤولية في الهيئة العامة للآثار والتراث وهيئة السياحة، لإعداد خطة عمل لما يمكن القيام به، والجلوس مع الحكومات المحلية المعنية في ذي قار وميسان والبصرة، والتي تقع فيها مناطق الأهوار والمناطق الآثارية، والتنسيق بينهم في كيفية الترويج لذلك وأعداد خطط لإستقبال أعداد السياح التي يمكن لها أن تأتي، بعد الترويج الفعال لذلك، كما يحتم على هيئة الإستثمار منح كافة التسهيلات للمستثمرين العراقيين والأجانب، لإقامة الفنادق لإستقبال هؤلاء السياح.



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقلاب عسكر تركيا، تداعياته الى أين؟
- المرأة العانس، بين تقاليد بالية، وتحرر غير مبرر
- العراق بين نظرية المؤامرة، والتفكير بمستقبله الاقتصادي
- دخول الفلوجة، وما بينهما
- الجبير بين سندان الحشد ومطرقة الحوثيين
- الطائرة المصرية المنكوبة، والخطة (ب) للجبير!
- الفرق بين الإسلام هنا، والإسلام هناك
- هبوط سعر النفط، نعمة ونقمة!
- استقلال اقليم كردستان!
- الولايات المتحدة، دول الخليج العربية، إيران
- النفط، الهند والصين
- الأموال العراقية المهربة، ملف مهمل. الى متى؟
- هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟
- الوهم، ما بين الجامع والكنيسة!!
- حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب السلطة والتحزب!
- إستمرار ربط سعر النفط بالدولار. الى متى؟
- فيما لو؟!
- المملكة السعودية: لا تحفر لأخيك بئر، قد تقع فيه!
- تقليل كلف الإنتاج النفطي في العراق
- أفكار في الإقتصاد


المزيد.....




- -صليت وسط الأنقاض-.. علي شمخاني مستشار مرشد إيران يكشف ما حد ...
- كيف أحبطت قطر هجوم إيران على -العديد- أكبر قاعدة أمريكية في ...
- سي إن إن: هكذا أحبطت قطر الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - ماذا يعني إدراج الأهوار في لائحة التراث العالمي؟