أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟














المزيد.....

هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثناء رده على سؤال لقناة الجزيرة القطرية، بمناسبة الذكرى السنوية لإسقاط نظام صدام، يقول الحاكم المدني في العراق بول بريمر: ((أن المحاصصة الطائفية كانت خياراً إضطراريا لا مفر منه، بسبب تركة نظام صدام حسين، الذي دمر النسيج الاجتماعي، من خلال إعتماده على السُنة في مراكز القوة)) وهو هنا يرفع عن كاهله مسؤولية المحاصصة التي إعتمدها في توزيع المناصب على الطيف العراقي، أثناء شغله لمنصب الحاكم المدني في العراق.
كلام مقبول نوعا ما، خاصة الجزء المتعلق بنظام صدام حسين، وإعتماده على السُنة في مراكز القرار السياسي والإقتصادي في البلد، في وقت أرسل الشيعة الى أتون الحرب مع إيران وبعدها الكويت.
لكن من غير المقبول ولا المنطقي أن تكون الولايات المتحدة عاجزة عن إتمام ما بدأته في العراق، وهي التي كانت قادرة على إسقاط نظام البعث عام 1991، عندما أخرجت الجيش العراقي من الكويت، ووصلت قواتها الى الناصرية، كما أنه من غير المنطقي أيضا أن نجد الحاكم المدني عاجز عن إلزام السياسيين العراقيين في وقتها بنبذ الطائفية، وهو الذي يتبجح بأنه إستطاع تنظيم ستة انتخابات وإستفتاء على الدستور العراقي، بالإضافة الى أن البلد شهد إنتقالا سلميا للسلطة.
لكن هل فعلا أن المحاصصة هو إختيار إضطراري، بمعنى أنه لم يكن هناك خيار أخر يتمكن من خلاله العراق، المضي ببلدهم في طريق الديمقراطية، وينجحوا في بناء بلد فيه من الإمكانات ما لم يتوفر لبلدان مجتمعة؟
لا يبدو الجواب على السؤال السابق صعبا، أو أنه يحتاج الى تنظير من قبل منظري السياسة، بقدر ما يحتاج الى أشخاص لديهم القدرة على توظيف كل ما موجود من طاقات في هذا البلد، لخدمة البلد، والتغاضي عن الإختلافات بين مكونات الشعب، لأن المشتركات كثيرة؛ منها أننا أبناء بلد واحد، والأغلبية تدين بدين الإسلام، مع إحتفاظ بقية المكونات بدياناتها، وإحترام هذه الأديان ما دامت تؤمن بأن الأنبياء والرسل، يؤدون رسالة السماء من أجل خير البشرية، وأن لا أحد سيحاسب في الدار الآخرة مكان شخص اخر، ولن تكون هناك أيضا محسوبية إلا بمقدار عمل الفرد صالحا كان أم طالحا.
إذا بالمحصلة لم تكن المحاصصة الطائفية خيار إضطراري، بقدر ما كانت خطة مدروسة من قبل الولايات المتحدة، لتستطيع السيطرة على مقدرات الشعب العراقي، ومنه تمد أذرعها للسيطرة على القرار العربي في مختلف البلدان العربية، عندما يتم الترويج للديمقراطية الجديدة، وهذا يتم بمسارين أحدهما عكس الأخر، المسار الأول تهدد به الحكام العرب، الجاثمين على صدور أبناء الدول العربية، بأن مصيرهم سيكون مشابه لمصير نظام صدام، فيما لو لم يأتمروا بما تقوله الولايات المتحدة، والمسار الثاني يتعلق بالمواطن العربي ومفاده أن الديمقراطية هكذا تفعل بالشعوب، لأنهم لا يحسنون التعامل معها، بالتالي فمن الأفضل لكم البقاء حتى سطوة هؤلاء الحكام، من أن تدمروا بلدانكم بأيديكم.
والأن هل فهمتم اللعبة الأمريكية، ولماذا المحاصصة الطائفية خيار أساسي وليس إضطراري؟



#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهم، ما بين الجامع والكنيسة!!
- حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب السلطة والتحزب!
- إستمرار ربط سعر النفط بالدولار. الى متى؟
- فيما لو؟!
- المملكة السعودية: لا تحفر لأخيك بئر، قد تقع فيه!
- تقليل كلف الإنتاج النفطي في العراق
- أفكار في الإقتصاد
- السرقة، العفو، الفقراء!
- الى السيد العظيم
- التظاهرات، مقدمة لإسقاط مَن؟
- السيد حيدر العبادي، مع التحية
- السُنة، بين فكر داعش والتشيع!
- القطاع المصرفي العراقي، الى أين ومتى؟
- المشاريع الصغيرة والمتوسطة، دور كبير في النمو الإقتصادي
- السعودية وعدم فهمها لشروط اللعبة الروسية الأمريكية!
- هل فعلا أوقفت المرجعية الدينية رسائلها السياسية الى الحكومة؟
- الرياض ومحاولة جر التحالف الدولي الى تدخل بري!
- ما بين اليمن وسورية، الإنهيار السعودي قادم!!
- المرجعية الدينية، سكوت كالصاعقة!
- أسعار النفط العالمي، والنفط الصخري


المزيد.....




- مسلسل -Severance- يتصدر قائمة ترشيحات جوائز -إيمي- الـ77
- لبنان.. 12 قتيلاً بغارات إسرائيلية على مواقع لقوات النخبة في ...
- جيل المهارات الجديدة: الذكاء الاصطناعي في حياة الشباب العربي ...
- حكمت الهجري: المرجع الديني الذي تحوّل إلى خصم للشرع
- قص شوارب وتحريض طائفي.. انتهاكات بحق أهالي السويداء رغم الت ...
- كيف تدخّلت الحكومة السورية لمحاصرة أزمة السويداء؟
- من القائل -قل للمليحة في الخمار الأسود-؟ وما قصته؟
- أكثر دلالا وأنانية.. العلم ينفي الخرافات حول الطفل الوحيد
- مقررة أممية للجزيرة: إسرائيل وأميركا تحاولان إبادة الشعب الف ...
- برقيات تقنية.. -آيفون 17? بمعالج غير متوقع و-تيك توك- تقتحم ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟