أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - عفا الله عما سلف!














المزيد.....

عفا الله عما سلف!


ضياء رحيم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا جزء من الآية 95 في سورة المائدة، وظاهر النص يتحدث عن العفو عمن إرتكب جرما بحق الناس، ثم عفا عنه الرسول الأكرم بأمر من الجليل الرحيم، لكن الآية لم تقف عند هذا الحد، فالباري عز وجل حاشاه أن يكون فعله وقوله مجزوء كما يفعل بني آدم، إذ يكمل النص بقوله سبحانه وتعالى: ((ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو إنتقام)). وهنا إكتملت الصورة من خلال التهديد بعدم العودة مرة ثانية في إرتكاب نفس الجرم الذي تم إرتكابه في المرة السابقة.
نحن وخلال ثلاثة عشر عاما، يرتكب الشركاء في الوطن بحقنا الجريمة تلو الأخرى (خاصة السياسيون منهم)، وفي كل مرة نعفو عنهم (حلما وليس ضعفا)، ولكنهم يعودون لما إرتكبوه في المرة السابقة؛ بل أشد وأنكى في بعض الحالات، فمن عدنان الدليمي الى خلف العليان الى ظافر العاني وصالح المطلك وغيرهم كثر تم العفو عنهم، على أمل أن يقبلوا بواقع الحال، وأن عجلة الزمن لن تعود الى الوراء، أيضا من باب (عفا الله عما سلف) لكن هل إقتنع هؤلاء بواقع الحال؟ الجواب بالتأكيد لا، ولا كبيرة وواضحة كما يريدونها هم، فماذا فعلنا نحن أزاء ذلك؟
قد يتصور بعض المتابعين بأن (الشيعة) لا يستطيعون أن يديروا دولة، فهم ضعفاء وفاسدون، ولا يهم الأكثرية منهم إلا اللطم والبكاء على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، واقعا نعم نحن نبكي على مصيبة إمامنا لأننا نندب حظنا كوننا لم نكن معه نشاركه وأهله مصيبتهم التي جرت عليهم في العاشر من محرم، أما من يقول بأننا لا نستطيع إدارة دولة فهو واهم، ذلك لأن بين ظهرانينا فيلسوف هذا العصر، والذي تدرس كتبه في جامعات العالم، ألا وهو الشهيد محمد باقر الصدر، والذي له دراسات في الفلسفة والإقتصاد وإدارة الدولة، لكن المشكلة في بعض القيادات التي لم تتمكن من الأن إستيعاب فكرة عدم الفصل بين السياسة والدين، فهو رجل دين، لكن كيف يدير دولة؟ هل يديرها بعقل رجل الدين أم رجل السياسة؟ الفكرة لم تخترم في ذهنه في كيفية إدارة الدولة، حتى مع وجود بعض من يحاول ذلك، ترى من حوله يحاول الدفع به بإتجاهات قد تؤدي به الى أن ينتهي به المطاف الى عدم معرفة ما يريد أن يقوم به من أجل الشعب والنهوض بالدولة، الأمر الذي ينتج عنه تخبط بالقرارات التي يتخذها.
القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت بالتصويت على قانون (هيئة الحشد الشعبي) والتي جاءت متازمنة مع مشروع (التسوية السياسية) التي طرحها التحالف الشيعي، فما كاد مجلس النواب يُقِر القانون، حتى خرج إتحاد القوى السُنية، بالتصريح جهارا نهارا، بأنه لن يمضي قدما بهذه التسوية، وكأن الحشد الشعبي لم يقم بتحرير أراضيهم، في وقت ينعمون هم بالعيش الرغيد في فنادق الدرجة الأوى في عمان ودبي وأربيل، وتركوا أهلهم وناخبيهم في العراء، يمزقهم البرد القارس والحر اللاهب، بالإضافة الى وقوعهم تحت رحمة عصابات إجرامية جاءت من وراء الحدود، وهي تأمل أن تقوم بتغيير ما ضحى من أجله العراقيين.
من هنا لا أظن أنه يمكن أن نقول ((عفا الله عما سلف))، ذلك لأننا سوف نستخدم الجزء الأخر من الآية، وهي الإنتقام من كل من سولت له نفسه أن يتلاعب بمصير أبناء البلد من سُنة وشيعة، من أجل تحقيق مآربه الخاصة، ولتحقيق أجندات خارجية (قد تكون أمريكية أو سعودية أو قطرية، أو أي مسمى أخر) فالحشد الشعبي الذي إنطلقت شرارته الأولى بأمر السيد العظيم لن يتوانى في محاسبة من تسول له نفسه في التلاعب بمصير هذا الشعب.
وإن غدا لناظره لقريب.





#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسوية تاريخية
- هل نحن بحاجة الى جهاد كفائي ضد السياسيين؟!
- الرئاسة: هل هي مغنما؟
- ماذا يعني إدراج الأهوار في لائحة التراث العالمي؟
- إنقلاب عسكر تركيا، تداعياته الى أين؟
- المرأة العانس، بين تقاليد بالية، وتحرر غير مبرر
- العراق بين نظرية المؤامرة، والتفكير بمستقبله الاقتصادي
- دخول الفلوجة، وما بينهما
- الجبير بين سندان الحشد ومطرقة الحوثيين
- الطائرة المصرية المنكوبة، والخطة (ب) للجبير!
- الفرق بين الإسلام هنا، والإسلام هناك
- هبوط سعر النفط، نعمة ونقمة!
- استقلال اقليم كردستان!
- الولايات المتحدة، دول الخليج العربية، إيران
- النفط، الهند والصين
- الأموال العراقية المهربة، ملف مهمل. الى متى؟
- هل المحاصصة الطائفية خيار إضطراري؟
- الوهم، ما بين الجامع والكنيسة!!
- حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب السلطة والتحزب!
- إستمرار ربط سعر النفط بالدولار. الى متى؟


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء رحيم محسن - عفا الله عما سلف!