أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صادق الازرقي - رفقاً بالطلبة!














المزيد.....

رفقاً بالطلبة!


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 10:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بدأ العام الدراسي الجديد وعيون الآباء والأمهات تتطلع الى أبنائها وبناتها المنطلقين مع ساعات الفجر صوب أماكن يفترض بها أن تطعمهم العلم والمعرفة، أملا في ولوجهم الى مكامن تعدهم كأبناء صالحين يحملون أرقى درجات المعرفة والعلم، وتهيئهم لمستقبل زاهر ينتظرهم وينعكس بتأثيره على مجمل أوضاع بلدنا الذي يقول الجميع انهم يسعون الى تطوره ورقيه.
فهل تحقق لنا في السنوات المنصرمة الأمل بانجاز تعليم أسمى وإرساء أسس صحيحة للعملية التعليمية؟
ولأن موضوع التربية والتعليم وتنشئة الجيل الجديد واسع ومتشعب فسنكتفي في هذه العجالة بإلقاء نظرة عامة على واقعنا التعليمي وتسليط الضوء على السلبيات التي رافقت العملية التربوية في السنوات المنصرمة وأولها المشكلات القائمة ابتداء من الافتقار الى البنايات المدرسية الملائمة وليس انتهاء بتوفير مستلزمات الدراسة من القرطاسية و المرافق الخدمية.
لقد أشار تقرير نشر في آذار الماضي الى ان العراق يعاني من نقص في المدارس جعل التلاميذ يتكدسون في الصفوف، لاسيما في العاصمة بغداد، اذ وصل عدد التلاميذ في بعض المدارس الى 70 تلميذاً في الصفّ الواحد يجلس قسم منهم على الأرض. ويشير مسؤولون تربويون الى ان المدارس الحكومية مكتظة في بغداد، إذ بني أقل من 30 مدرسة منذ عام 2003 برغم ان الحاجة تستوجب بناء أكثر من 952 مدرسة أخرى في بغداد وحدها وأكثر من 4 آلاف مدرسة في عموم العراق.
يحدث هذا برغم الأموال الهائلة التي يمتلكها البلد وبرغم تأكيدات وزراء التربية والتعليم طيلة الأعوام الثمانية منذ التغيير في 2003 على أنهم سيغيرون واقع التعليم ولكننا نرى ان العكس هو الذي يحدث الى الحد الذي بات أمرا اعتياديا ان تتزايد أعداد العائلات التي تفكر في إرسال أبنائها وبناتها الى المدارس الأهلية التي تكاثرت أعدادها وانتشرت في المناطق السكنية كافة بفعل سوء الأداء الحكومي في مجال التعليم.
ومع ان وزارة التربية والتعليم الحالية اعلنت ان سياستها "شملت وحسب الخطة الوزارية للبناء والأعمار نحو 826 مدرسة طينية وآيلة للسقوط في بغداد والمحافظات إضافة الى بناء ما نحو 67 جناحا قد أحيلت الى مقاولين للتنفيذ المباشر وحددت الوزارة مدة ثمانية أشهر لإنهاء موضوعة المدارس الطينية في العراق بينما أعطت مدة سنة لبناء مدارس حديثة بدلا من المدارس الآيلة للسقوط في عموم البلاد" ، وتلك اخبار مفرحة، فان المواطن لم ير أي مدارس جديدة تنجز في المدة السابقة سوى (هياكل الحديد) التي ظلت حديدا برغم مرور أكثر من سنتين على غرز ركائزها في بعض المناطق ولاسيما المكتظة بالسكان من دون ان يصار الى المباشرة بعملية بنائها ويتساءل الناس هنا عن الأموال التي صرفت عليها وعن توقف اعمال تنفيذها.
وتنتشر المدارس الطينية برغم المبالغ الكبيرة التي خصصت لقطاع التعليم ويقدر عددها بألف مدرسة طينية تفتقر الى ابسط مستلزمات الدراسة.
ويقول مدير إعلام مديرية تربية الديوانية، أن "المحافظة تعاني من كثرة المدارس المبنية من الطين، مبينا أن هناك 81 مدرسة من هذا النوع في عموم المحافظة، وهي تشكل خطرا على سلامة الطلبة". في حين يذكر مدير تربية كركوك "نحن بحاجة إلى 300 مدرسة إضافية في كركوك كي نستطيع فك الازدواجية والثلاثية بالنسبة للدوام والطلبة للتخلص من المدارس الطينية التي عددها 35 مدرسة طينية من أصل 160 مدرسة كانت موجودة في المدينة".
ومع بداية كل عام دراسي يرى المواطنون ان مستلزمات الدراسة التي يفترض ان توزع مجانا ويقتصر وجودها على المدارس سرعان ما تظهر في الأسواق لتباع فيها في حين يتأخر توزيعها في المدارس وفي بعض المدارس لا توزع أصلا فيضطر الأهل الى شرائها من السوق! ونخص هنا بالذكر مواد القرطاسية، ومنها أقلام الرصاص وأقلام الكتابة الأخرى، والدفاتر، والماسحات ومباري أقلام الرصاص، إضافة إلى أقلام التلوين والكراريس التعليمية، وكراريس الرسوم الخاصة بالتلوين، وغيرها من المستلزمات، حتى ان كتب المناهج الدراسية يجري تسريبها وبيعها.
ونحن لن نتحدث هنا عن قضايا اخرى حساسة ارتبطت بسوء الاداء الحكومي وفشله فيما يتعلق بالتربية والتعليم ومن ذلك تسرب الاطفال من المدارس ومناهج التعليم المتخلفة التي تستوجب التغيير وغيرها من القضايا التي تتطلب دراسات معمقة واجراءات وقوانين حاسمة لعلاجها؛ بل نتحدث عن قضايا يومية من المستحيل انجاز عملية تربوية سليمة من دون توافرها، اذ ان كثيرا من المدارس تفتقر الى الماء الصالح للشرب والى المرافق الصحية، وتقول صحيفة الشرق الاوسط في تقرير لها بهذا الشأن " اعتاد علي الكناني، الموظف البسيط الذي يعيش في منطقة شعبية وسط العاصمة العراقية، بغداد، أن يأخذ هو أو زوجته يوميا عددا من قناني الماء ومكعبات ثلج ليضعاها في حاوية ماء تبرعا لإدارة المدرسة التي ينتظم فيها أولاده ليروي بها عطش العشرات من الطلبة. فالمدرسة تفتقر إلى أبسط الخدمات، ومنها توفير ماء الشرب أو الماء في المرافق الصحية" وتضيف الصحيفة نقلا عن الكناني إنه رغم دخله المحدود قرر أن يدخل أبناءه مدرسة أهلية يصفها بأنها «مدرسة خمس نجوم» ستوفر لهم أفضل المدرسين وأفضل الخدمات.
هذا جزء من واقع التربية والتعليم المزري في العراق والذي امتد طيلة السنوات الثماني منذ التغيير ولم يرتق فيه المسؤولون والاداريون الى مستوى المسؤولية الكفيلة بالوصول بواقعنا التعليمي الى مستويات تليق بنا وترفع من شأن الجيل الحالي والأجيال المقبلة التي يرتبط وضعها بمستوى الاداء الحالي للمؤسسات التعليمية فإذ أخفقت اخفقنا في انجاز شيء ذا قيمة، واذا حسنت من ادائها وسعت باخلاص لانجاز ما هو مطلوب منها فاننا بذلك نكون قد وضعنا ركائز تعيننا على الارتقاء بطلبتنا وعموم مواطنينا.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهنة متاعب .. أم مهنة سرقات؟!
- الكهرباء لعبة سياسية متقنة
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة
- تنمية الشعور بالمواطنة
- ثلاث صفقات تجارية فاسدة في عشرة ايام!
- آلية غير منصفة لتنفيذ القرارات
- سلف المالية وعود من دون إجراءات
- الكهرباء في قبضة الاحتيال
- (الفاو) و (مبارك) في خضم سباق المصالح
- لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟
- حق التظاهر السلمي مكفول و مصون
- تسليح الجيش العراقي .. بين رغبات الجوار وضيق أفق السياسيين


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - صادق الازرقي - رفقاً بالطلبة!