أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - محاولات حرف مسار التنافس السياسي















المزيد.....

محاولات حرف مسار التنافس السياسي


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 01:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتناسى السياسيون العراقيون الفساد الذي ينخر الدولة والمجتمع ويبدد آمال الناس، ويهملون افواج العاطلين الذين يتوقون لأي فرصة عمل، ويتركون اكوام النفايات والقمامة والشوارع المخربة، ويلجؤون بدلا من ذلك وغيره، الى اثارة خلافات سياسية عقيمة غير مبالين بالأرواح التي تزهق يوميا في الشوارع، بل ان تصرفاتهم في الحقيقة تؤدي الى ازهاق المزيد والمزيد منها بفعل التحريض المتبادل.
لقد تعلمت الانظمة الديمقراطية من اخطاء الماضي ولاسيما في المدة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية، ولم نرَ ان سياسييها يقحمون الماضي في تنافسهم على نيل رضا الناس بل يمكن القول انهم يطرحون برامج جل همها التنافس على الارتقاء بالحاضر وحيازة المستقبل اذا جاز القول، لذا تجد ان السياسي في اثناء الانتخابات اول ما يتكلم عن توفير فرص العمل وضمانات العاطلين وسبل الارتقاء بالاقتصاد ولا يتطرقون الا ما ندر الى امور تتعلق بشخصية المنافسين او تاريخهم فتلك امور يحددها الناس ولهم الحق في ان يأخذوا موقفا تجاهها من دون اثارات غير محمودة العواقب قد تنتج عنها اعمال عنف عدائية.
ان المتتبع لأحوال العراق في الايام والاسابيع المنصرمة يلاحظ بوضوح ان نذر انحراف العملية السياسية عن مسارها الصحيح، الذي تعهدت جميع الاطراف على الالتزام به والسير على وفق هداه باتت تلوح في الافق منذرة بأفدح العواقب، وان عملية اعادة انتاج الاخطاء تجري على قدم وساق. ويظهر ان بعض السياسيين العراقيين ليس في نيتهم ان يستفيدوا من عبر ودروس السنوات الثماني التي مررنا بها منذ اسقاط النظام المباد، ونخشى ان نكون وصلنا الى طور انتاج واعادة انتاج الاخطاء نفسها التي وقعنا فيها، و بدلا من ابعاد النفس الطائفي عن الساحة العراقية نرى الآن ان محاولات خطيرة تجري لإحيائه، فهل بنا حاجة للتأكيد على ان متطلبات التقدم والبناء تستوجب تكريس المواطنة التي تجمع الكل بدلا من الطاثفة والقومية والدين.
اثبتت تجارب الشعوب والدول ان محاولة جعل الانتماء الديني والطائفي والقومي كركائز اساسية للمجتمع والبناء السياسي يقود البلدان الى مزيد من الخراب على صعيد العمران ويؤدي بأوضاع الناس الى مزيد من الحرمان لذا فان الانظمة الديمقراطية حرصت على تكريس المواطنة بدلا من الطائفة والدين والقومية ولم ترجع في دساتيرها الى تلك الإحالات التي لو جرى الاخذ بها على صعيد الممارسات السياسية لأدت الى نكوص المجتمع بدلاً من تقدمه وهو ما عانت بسببه شعوب كثيرة و عانينا نحن من مرارته حتى الآن ويظهر ان بعض السياسيين يصر على الاستمرار به الى النهاية وله مسوغاته بهذا الصدد واولها الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات التي حصدها كثير من السياسيين بفعل اثارتهم للنزعات الطائفية ومحاولتهم المواظبة عليها للبقاء في المشهد السياسي بعد ان رأوا ان بريقها قد خبا بفعل وعي الناس الذين باتوا يدركون ان ارجاع الامور الى تلك التصنيفات لن يجلب لهم سوى الويلات والخراب.
وبرغم ان للمواطن العراقي اهدافا واضحة تتمثل في سعيه لتحقيق افضل فرص العيش له و لأبنائه وضمان مستقبله وبرغم معاناته من الحرمان وسوء الاداء الحكومي فان ذلك لم يشغله عن رفع صوته في الامور الاخرى ومطالبته بحسم الملفات القضائية المتعلقة بالجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق ابنائه طيلة السنوات الثماني المنصرمة كما ان المواطن كان دائما يجاهر برفع الصوت للمطالبة بكشف التحقيقات المتعلقة بتلك الجرائم وانزال العقوبات المطلوبة بحق مرتكبيها ومن تواطأ معهم، تلك مطالب جمعية لعموم المواطنين العراقيين الذين هم اول من تضرر من العمليات الارهابية، غير ان بعض السياسيين يحاولون بوساطتها تقسيم المجتمع على هواهم وتصوير الامور على ان هناك قسما من المجتمع يقبل بهذه الجرائم وهو تقسيم غير صحيح وغير سليم فالموقف من الجرائم المرتكبة وادانتها لا يتعلق بحزب او كيان من دون سواه فالجميع عانى من مخاطر التطرف والارهاب وبالتالي فان المجتمع العراقي برمته يدين الارهاب من جهة، كما انه لا يقبل بإثارة التسقيط السياسي وتشويه سمعة الآخر لمجرد السعي لتحقيق مكاسب سياسية او التنصل و التهرب من الوعود التي قطعت للناس بتحسين احوالهم والارتقاء بحياتهم.
لقد طالب الرأي العام العراقي دائما بضرورة الاسراع في حسم ملفات السجناء والمعتقلين بإدانة المجرمين وانزال القصاص العادل بهم وبإطلاق سراح الابرياء ممن لم يرتكبوا جرما وكانت الجهات المعنية ولم تزل تتأخر في حسم تلك الملفات ما ادى الى استفحال مظاهر العنف والجريمة المنظمة من جهة وتصاعد عمليات التواطؤ بين بعض الاجهزة التنفيذية المسؤولة عن السجون وبين مجرمين خطرين وتهريبهم من السجن وحتى الى دول اخرى من جهة اخرى. ان على الجميع ولاسيما الحكومة والاحزاب الحاكمة عدم ربط الملفات القضائية بأجندات سياسية اذ ان ذلك الامر يمثل اساءة الى ركن مهم من اركان النظام الديمقراطي ونعني به فصل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية كما ان اللوم فيما يتعلق بتأخير محاكمة المجرمين والبت في احكامهم تتحمله الحكومة في الاساس بصفتها الاداة التنفيذية لتطبيق تلك الاحكام، وعلى العموم فان الامر يجب ان يترك للقضاء كي يفصل فيه، اما محاولات الكيانات السياسية والناطقين باسمها لتلويث سمعة بعضهم البعض برغم انهم شركاء في العملية السياسية يعد امرا غير صائب وخطير, ويخطئ اولئك السياسيون حين يتصورون بان محاولة تشويه سمعة الآخرين و (تسقيطهم) سيعود بالنفع عليهم الا اذا كانوا يرون في النفع تكريسا لمصالحهم الشخصية وصونا لمراكزهم وامتيازاتهم حتى اذا كان ذلك على حساب الأغلبية الساحقة من العراقيين بمن فيهم المحسوبين على اديانهم وقومياتهم وطوائفهم الذين يتواصل مسلسل افقارهم وعدم تلبية حاجاتهم والدليل على ذلك ان التظاهرات المطالبة بالاصلاح والحقوق المعيشية وحتى السياسية شملت جميع مناطق العراق بغض النظر عن تنوع سكانه بل شملت حتى شمال العراق في كردستان التي تتمتع بوضع اقتصادي وخدماتي افضل من بقية اجزاء العراق ومع ذلك شملتها الاحتجاجات والتظاهرات ما يدل على الهم المشترك الذي يجمع العراقيين والذي يتمحور حول المطالبة بتحسين اوضاعهم والارتقاء بحياتهم الامر الذي يجعل من عمليات حرف الخطاب السياسي ونقله الى الصراعات والمشاحنات الشخصية غير ذي فائدة اذ ان المواطن الذي يلمس سوء الاداء الحكومي الذي تشترك في إحداث نتائجه الكارثية معظم القوى الممثلة في مجلس النواب، والذين يحاولون الآن تشويه سمعة بعضهم، اكتشف وسيكتشف دائما ان تصعيد الخطاب السياسي في هذه المرحلة واخراجه من سيره الطبيعي باعطائه صفات ٍ هي غير صفاته الاصلية وجعله يدور في حلقة الصراع الشخصي وادخال التصنيفات غير السياسية ومنها الطائفية والقومية والدينية فيه سيدفع ثمنه هو ـ أي المواطن ـ بانعكاسه السلبي على حياته ما يديم معاناته وعذابه.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟
- حق التظاهر السلمي مكفول و مصون
- تسليح الجيش العراقي .. بين رغبات الجوار وضيق أفق السياسيين
- اللاجئون العراقيون.. طموحات العودة وخذلان المسؤولين
- الوحدة الوطنية ومأزق الوصول الى دولة الرخاء
- مركب الوزارات المخروم في لجة الأيام المائة
- البحث عن فسحة للفرح
- أحلام المواطن المشروعة وسبات النواب المزمن
- الإزاحات العكسية في أنماط الحياة العراقية
- ملفات الفساد .. هل تطيح بالحكومة؟
- خريف (الجنرالات) .. ربيع الشعوب
- ملفات السجناء والموقوفين واجبة الحسم
- منظومة الفساد تطيح بمستقبل العراقيين
- بوصلة القوانين المعطلة .. الى أين تتجه؟
- -اكسباير- الدكتاتوريات العربية
- التعطيل غير المبرر لجلسات مجلس النواب
- المسؤولية حين تمسي جُرماً
- انهيار الجماهيرية العظمى
- انتقائية الحكومة في التعامل مع القوى السياسية
- حدود إظهار القوة في مواجهة الاحتجاجات


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - محاولات حرف مسار التنافس السياسي