أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - انهيار الجماهيرية العظمى














المزيد.....

انهيار الجماهيرية العظمى


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انبثق النظام في ليبيا كغيره من الأنظمة العسكرية في البلدان العربية في حقبة صعود التيار القومي بشعاراته المعروفة بشأن العداء للاستعمار والامبريالية ودفاعه عما اسماه بالقضايا القومية ومنها قضية فلسطين، ولقد استعملت تلك الانظمة تلك الشعارات للتغطية على جرائمها بحق شعوبها وتسويغ عمليات اضطهاد مواطنيها، ومنع حرية التعبير حتى بأبسط صورها وحظر تشكيل الاحزاب، وسن العقوبات الصارمة ضد منتقدي النظام والتي تصل في معظمها الى الاعدام في جلسات محاكمة صورية او حتى من دون محاكمات الى الحد الذي باتت تهمة بسيطة مثل شتم المسؤول تؤدي بصاحبها الى التهلكة.
ان أنموذج القذافي كان يجد شبيهاً له في وضعنا في العراق، اذ كان النظام المباد يشن هجوما وحشيا فظا ضد جميع من يعارضه وينتهك حرمات الناس أنى شاء ومتى شاء، من دون ان تصل اخبار الجرائم والانتهاكات الى وسائل الاعلام في الوقت الذي يزين فيه النظام صورته بصفته نصيرا لشعوب العالم وفقرائها وانه يحث الخطى لتحرير فلسطين، ولقد صدقته طائفة واسعة من الشعوب العربية وغضت الابصار عن المآسي التي تعرض لها ابناء العراق آنئذ، ولقد عجز الشعب العراقي عن اسقاط النظام الذي كان يهيئ لتوريث الحكم بشخص الابن (عدي) ولم يستطع الشعب ان يغير من الامر شيئاً بسبب الترهيب منقطع النظير.
وبرغم ان الشعب العراقي اعلن ثورته في آذار 1991 وحرر معظم المحافظات العراقية من سلطة النظام المباد فان الحسابات الدولية والاقليمية كانت آنذاك لاتصب في مصلحة الشعب العراقي ما ادى الى احباط الانتفاضة وفسح المجال لقوات الحرس الجمهوري للبطش بالمنتفضين واعادة سلطة النظام على تلك المناطق الامر الذي تسبب في مقتل وجرح وتهجير عشرات الآلاف من العراقيين.
و يتكرر الآن السيناريو نفسه فيما يتعلق بالوضع الليبي بعد ان انتفض الشعب على نظامه القمعي بصورة سلمية، ودونما استعمال للعنف، الا ان قوات القذافي لم تستكن لرفض جموع الشعب لها فجابهت ثورته بالحديد والنار عازمة على فرض سطوتها بالقوة ورغما عن انف الشعب الذي رفض حكم العقيد واسرته. لقد كان القذافي يسعى الى توريث الحكم بشخص ابنه (سيف الاسلام القذافي) الذي كان يظهر نفسه بمظهر المعارض لابيه والمدافع عن الديمقراطية والساعي لتطبيقها، وتلك كذبة كبيرة سرعان ما اسفرت عن نفسها حين تعامل سيف الاسلام مع اخبار الثورة ورفض الجماهير لحكمهم الدكتاتوري بمنطق انفعالي داعيا الى مهاجمة الجماهير بالعمل العسكري والقضاء عليها، ما افصح عن زيف ادعاءاته الديمقراطية التي كان يخفي وراءها مسعى ابيه وحكومته لتنصيبه رئيسا بدلا من ابيه بعد مماته إذ يأبى القذافي ان يترك الحكم الا بعد مماته بعد ان نصب من نفسه قائدا مدى الحياة.
والمفارقة هنا ان القذافي حرص بعد الثورة الشعبية على القول بأنه ليس رئيسا وانه لا يحكم بل ان الشعب هو الذي يحكم. ولو كان الامر كذلك ترى من الذي جيّش و يجيّش الجيوش ويهاجم المدن الليبية ويصدر الاوامر للفتك بالمنتفضين؟. وهنا لابد من الاشارة الى الالقاب التي اسبغها القذافي على نفسه والتي تبين مدى حبه للسلطة واستئثاره بها وتثبت خطل مزاعمه في الترفع عنها، ومنها لقب ملك ملوك افريقيا.
يحاول نظام القذافي من اجل البقاء متسلطاً على رقاب الشعب الليبي ان يزعم ان الثورة حُركت بوساطة تنظيم القاعدة، والطريف هنا ان نشير الى انه ذكر في احد خطاباته الاخيرة على خلفية الثورة، شخص الارهابي المقبور (ابو مصعب الزرقاوي) متحدثاً عن صلة (افكاره) بحركة المنتفضين في حين ان اجهزة اعلام القذافي نفسها لطالما كانت تعد ابو مصعب الزرقاوي كرمز لما اسمته بـ (المقاومة) كما انها اعلنت النية في اقامة نصب في ليبيا يخلد رئيس النظام المباد صدام حسين.
ومثلما يتهم نظام القذافي الثوار بالانتماء الى القاعدة برغم نأيهم عن ذلك التنظيم كون ثورتهم حركة شعبية اشعلتها جماهير الشعب الليبي نفسها، فان اجهزة اعلام النظام المباد لدينا كانت تقول عن الثوار العراقيين بانهم مجموعة من الغوغاء وانهم قاموا بـ صفحة للغدر والخيانة استحقوا عليها القتل والابادة مثلما كانت تقول اجهزة اعلام النظام المباد ابان الانتفاضة في آذار 1991 وبعدها .
وبغض النظر عما تسفر عنه تداعيات الاحداث في ليبيا التي نعتقد ان خاتمتها ستكون بسقوط حكم العقيد طال الزمن ام قصر، فان الوضع لا يمكن ان يعود الى الوراء وان الشعب الليبي الذي تنفس نسائم الحرية يأبى الا ان يبقى متمسكا بها وساعيا لحصد ثمارها، ولكن جلّ ما نخشاه ان يسوّف المجتمع الدولي في دعم الثورة الليبية و لا يسعى بصورة جدية الى دعم الشعب الليبي واسناده في الدفاع عن حريته وان يتأخر في تقديم الدعم و يترك نظام (الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى) ليفترس الناس بوساطة آلته الحربية المدمرة ومرتزقته التي يواجه بها شعبا اعزل اضطر لرفع السلاح بعد ان لم يذعن نظام العقيد لرغبة الجماهير التي رفضت نظامه واعلنت بصورة سلمية رغبتها في التغيير.
ان على المجتمع الدولي ان يسارع قبل فوات الأوان وقبل ان يدفع الشعب الليبي مزيدا من الدماء ثمنا للدفاع عن حريته، الى وضع حد لاستهانة القذافي برأي الشعب والاعتداء على مواطنيه، وان يمد العون للثوار للجم آلة النظام الحربية وفسح الطريق لجماهير الشعب لقطف ثمار حركتها و التمتع بحريتها ووضع حد لاستهتار العقيد القذافي بارواح الناس وطي صفحة الجماهيرية العظمى لبناء ليبيا الجديدة المتحررة الديمقراطية وذلك هدف سهل التحقق على ارض الواقع اذ اظهرت الاحداث ان الشعب الليبي برمته يرفض نظام القذافي وانه سيكون سعيدا برحيل نظامه.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتقائية الحكومة في التعامل مع القوى السياسية
- حدود إظهار القوة في مواجهة الاحتجاجات
- تقويم احتجاجات (يوم الغضب) العراقي
- الطبقة السياسية تضع العراق في دائرة الخطر
- تعديل الدستور وقانون الانتخابات في سلم أولويات الشعب
- الحراك الشعبي العراقي.. الأسباب والتوقعات
- الى شعب بطل
- قرار رقم (29) .. تكريس للنهب المنظم
- شرطة الديوانية والضرب تحت الحزام
- لماذا يسكت العراقيون؟
- العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة
- إهدار فرص الإعمار
- هل تستقيم الديمقراطية مع الفساد؟
- لعبة القط والفار في محنة الوطن مع التيار
- سقوط (بن علي) .. نهاية الأزمة أم بداية الخروج منها؟
- المقاعد التعويضية وخلل النظام الانتخابي العراقي
- محاولات التجاوز على الديمقراطية وحقوق الإنسان
- أمنياتنا في العام الجديد.. طموحٌ الى القضاء على الحرمان
- 90 % من الأموال إلى الفساد .. فهل نقرأ على الكهرباء السلام!
- المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - انهيار الجماهيرية العظمى