أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - لماذا يسكت العراقيون؟














المزيد.....

لماذا يسكت العراقيون؟


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستغرب المراقبون من امتناع العراقيين عن المطالبة بحقوقهم والاحتجاج على واقع الخدمات المزري والبطالة وتفشي الفساد، برغم الحراك الجماهيري الذي شهدته البلدان العربية، والذي شرع بالإطاحة برؤسائها، و كذلك برغم المسيرات المليونية التي قام بها العراقيون في أربعينية الإمام الحسين (ع) مشيا على الأقدام متحملين مخاطر الطريق و شتى الصعوبات.
من حق الناس أن تذهب للزيارة في المناسبات الدينية، ونخص منها زيارة الأربعين فذلك تعبير عن حريتهم وارتباطهم بتلك المشاعر، التي حرموا منها طيلة عقود، وذلك تقليد موجود لدى كثير من الشعوب، وان كنا ننتقد المبالغات غير المنطقية في بعض تلك الشعائر، وهذا موضوع آخر لسنا بصدد تناوله الآن، نقول، ان من حق الناس ان تفعل مثل ذلك، ولكن من حقهم ايضا، بل من واجبهم، ان يحتجوا على سوء أداء أجهزة الحكومة ويضغطوا عليها لتنفيذ واجباتها المناطة بمسؤوليها. على ابناء الشعب ان يخرجوا الى الشارع مطالبين بحقوقهم التي أهدرها المسؤولون السيئون طيلة الأعوام السبعة المنصرمة، اذ انهم لو تقاعسوا عن المطالبة بتلك الحقوق فانها لن تتحقق.
لقد ثار الإمام الحسين (ع) على الظلم وضد الحكام الفاسدين وعلينا ان نقتدي بثورته. لن نطالب الشعب بأن يخرج ليطيح بالحكومة، إذ قد يقول قائل، بأن الناس هم الذين انتخبوا المسؤولين الحاليين وعليهم ان يتحملوا مساوئهم، وان الحَكم هو صناديق الاقتراع، ولن نطالبهم بثورة عارمة تطيح بالحكومة، بل كل ما نرجوه منهم ان لا يسكتوا عن حقوقهم، وان ينظموا الاحتجاجات، وان يستغلوا حرية التعبير التي يتمتعون بها لدفع الحكومة الى الحل الفوري لمشكلاتهم المتفاقمة، فالقضية تتعلق بمصير الأجيال المقبلة، إذ ليس من المعقول ان يحرم المواطن العراقي من الكهرباء، ويعيش أبناؤه في الظلام ومن دون ماء ساخن، في الوقت الذي تتوفر تلك الخدمة حتى في دولة مثل الصومال التي تتناهبها الحروب ولم يستقر وضعها حتى الآن.
لقد كانت البطالة و الفساد وفشل الحكومات في إحداث التنمية المرجوة لشعوبها، من الأسباب الرئيسة، التي أدت الى ثورات تونس ومصر وغيرها من البلدان العربية، ونعتقد بأن تلك المساوىء تتواجد لدينا بأكثر مما تواجدت لدى تلك الدول، يضاف اليها الموت اليومي الذي يتعرض له المواطن بالتفجيرات وأعمال الاغتيال والتي لا يحدث مثيل لها في أي بلد آخر، والتي تعد دافعاً إضافيا للاحتجاج على هذا الانتهاك الفض للحياة البشرية، ومن اجل رفع الصوت ومطالبة الحكومة بضبط الامن وتحقيق السلام في البلد و الا فلا معنى لوجودها.
نطالب الناس برفع الصوت من اجل التغيير، فليس من النادر ان تسقط الحكومات بفعل موقف الشعب منها والاحتجاجات السلمية ضدها، ولقد رأينا ان اكثر من حكومة جديدة تشكلت في اليابان في غضون عام واحد اثر تقصير في الاداء او استقالة مسؤول بسبب فشله أو حتى انتحار مسؤول، علينا الإفادة من الامتيازات التي توفرها لنا حرية التعبير، وان نطالب بحل مشكلاتنا ابتداءً من تشغيل العاطلين والكهرباء، وليس انتهاءً بسوء الخدمات والفساد الذي يفرط بأموال البلد التي يفترض ان تخصص لشعبنا فذهبت الى جيوب اللصوص.
ومثلما ان النظام الديمقراطي الذي يسعى الجميع الى تطبيقه في العراق، يتيح للجماهير ممارسة شعائرها الدينية، فان عليها تفعيل روح المعارضة البناءة للمؤسسات القائمة إذا أخفقت في اداء مهماتها وهو ما حصل و يحصل لدينا في ظل الحكومات المتعاقبة، لأن السكوت عن الحقوق يؤدي الى تفاقم المشكلة.
فهل ان المحاصصة وتسييس الطقوس الدينية، هو الذي ادى الى لجم الشعب العراقي وسكوته عن حقوقه المهدورة .. وهل يستغل بعض رجال الدين حاجة الناس للتعبير عن مشاعرهم لتحقيق مآرب خاصة يسعون الى تنفيذها بغرض اسكات المواطن وجعله يعيش في دوامة المشكلات والأحزان؟.
انها تساؤلات تتعاظم مع كل يوم يمر ولا نشهد فيه تحسنا، فالكهرباء تسوء بدلا من ان تتطور، واكوام القمامة تتكاثر بصورة مقرفة والعاطلون لا يجدون أي منفذ يعيلون به عائلاتهم. تساؤلاتنا كثيرة ومبعثها هو ما عرف عن العراقيين من نزوعهم الدائم الى الحرية والتمرد وعدم الاستكانة الى الظلم. فهل تمكن السياسيون بعد ان اطمأنوا الى نيلهم الأصوات المطلوبة للحكم، من التحكم بحركة الناس واسكاتهم برغم واقع حالهم الذي أدى الى التدهور اليومي لمتطلبات حياتهم، وهل يتوجب على المواطن ان ينتظر اربعة اعوام اخرى في ظل هذا الفشل المريع للاجهزة الحكومية وحرمانه من ابسط متطلبات الحياة الاعتيادية، وهل يتحول العراقيون الى حقل من التجارب الفاشلة ابتدأت من الانظمة القمعية المتعاقبة، وصولا الى التغيير الكبير في عام 2003 الذي نفذته قوى خارجية لم تفلح في وضع العلاجات الملائمة لأوضاعنا حتى الآن.
ومن الجانب الآخر هل بمقدور الحكام ان يمنوا النفس في ان يبقوا طيلة السنوات الاربع المقبلة، برغم اخفاقهم الملحوظ وبرغم تراجع كثير منهم ممن طرحوا خطابات وطنية ابان الحملة الانتخابية ونالوا بتلك الشعارات اصوات الكثيرين، ثم تراجعوا عنها وما عادوا يتحدثون الآن عن تحقيق مطالب ناخبيهم.
وإزاء الوضع الكارثي الذي يمر به البلد والمواطن يحق لنا ان نتساءل: لماذا يسكت العراقيون؟!



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة
- إهدار فرص الإعمار
- هل تستقيم الديمقراطية مع الفساد؟
- لعبة القط والفار في محنة الوطن مع التيار
- سقوط (بن علي) .. نهاية الأزمة أم بداية الخروج منها؟
- المقاعد التعويضية وخلل النظام الانتخابي العراقي
- محاولات التجاوز على الديمقراطية وحقوق الإنسان
- أمنياتنا في العام الجديد.. طموحٌ الى القضاء على الحرمان
- 90 % من الأموال إلى الفساد .. فهل نقرأ على الكهرباء السلام!
- المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد
- خرق القانون مصدر لإهدار الحقوق وخلق الاضطراب
- الأغلبية النيابية وحقوق الأقلية
- جدل الحريات المدنية
- حضارة الماضي ام حضارة الحاضر والمستقبل
- الدفاع والداخلية في التشكيلة الوزارية المقبلة
- نحو الأداء الأمثل لمهام السلطات الثلاث
- فوضى السياسة العراقية
- مدخل لتقويم وضع التيار اللبرالي وغياب دوره في السياسة العراق ...
- (كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟
- عن التشكيلة الحكومية المقبلة .. مقترحات بصدد الوزارات


المزيد.....




- مجزرة كشمير.. الهند تغلق مجالها الجوي أمام طيران باكستان
- حرائق الغابات في إسرائيل قد تكون -الأكبر على الإطلاق- بالبلا ...
- التعبئة العامة في الجزائر: هل المنطقة مقبلة على حرب؟
- عودة 80 ألف أفغاني من باكستان بعد انتهاء مهلة العودة الطوعية ...
- واشنطن وكييف تبرمان اتفاق -المعادن الأرضية النادرة-
- -أنا لا أثق بك-.. ترامب يثير تفاعلا في إجابته على سؤال مذيع ...
- بوليانسكي: إدارة ترامب على دراية بمحاولات زيلينسكي إطالة أمد ...
- مواطنة أمريكية تتهم عناصر الهجرة باقتحام منزلها وترويع أسرته ...
- إعلام صيني: واشنطن تواصلت مع بكين لمناقشة الرسوم الجمركية
- تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! (صور) ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - لماذا يسكت العراقيون؟