أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - الطبقة السياسية تضع العراق في دائرة الخطر














المزيد.....

الطبقة السياسية تضع العراق في دائرة الخطر


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 05:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سياسيون وما هم بسياسيين، هكذا يمكن ان نوجز محصلة الاداء السياسي لممثلي الكيانات التي حكمت العراق منذ سقوط النظام المباد في نيسان 2003.
لم يفقه سياسيو العراق الجدد ان للشعب العراقي مطالب واجبة التنفيذ تتعلق بحياته ومصير ابنائه وركنوا الى العيش ببحبوحة في ظل الرواتب العالية واقتطاع اراضي الاملاك العامة للحيازة الشخصية والحصول على جوازات سفر من الدرجة الاولى وامتيازات خاصة سهلت استئثارهم بالمال العام والتصرف به على هواهم، الاموال الهائلة التي كان يفترض ان تخصص للشعب فشهدنا برغم توفرها مدارس طينية تكتظ بتلاميذها من دون رحلات وشوارع مخربة في مقاولات بائسة لا نعرف الى اين تذهب اموالها وظلت افواج الشباب العاطل تفترش ساحات (المسطر) في الباب الشرقي وساحة 55 في مدينة الثورة و في البياع وغيرها من الاماكن يبيعون قوة عملهم لأي مشتر في ظل غياب اي سياسة مدروسة للتعيين وفي ظل انعدام اي ضمان للعاطلين اذ التعيينات مقصورة على اقارب المسؤولين ومعارفهم ويجري طرد العاملين بالعقود بصورة مزاجية ليجري تشغيل اقارب الوزراء و المسؤولين بدلا منهم غير آبهين بمعاناة عائلات المطرودين.
ماتت الصناعة العراقية بعد ان فشلت الحكومات المتعاقبة في توفير الكهرباء وتشغيل المصانع ويتذرع المسؤولون بان الارهاب عطل تلك الامور ونسوا ان محافظات برمتها لم تشهد اعمال تفجير وارهاب خذوا محافظة واسط مثلا التي لم يحدث فيها اي تفجير الا نادرا طيلة السنوات الثماني فما الذي فعلته الحكومة لتغيير حياة سكانها وما هي المشاريع المقامة؟ لقد عانى سكانها الحرمان اسوة بمناطق العراق الاخرى ما اجبرهم على الخروج الى الشارع والاحتجاج على اوضاعهم البائسة والمطالبة باصلاحها.
لايمكن ان يوصف الوضع الذي يعيشه بلدنا الا بالمأساة اذ يجري في ظل التسابق على المناصب اوسع عملية تجهيل للشعب العراقي وقتل روحه الانسانية اذ انعدمت اماكن التسلية والترفيه بعد ان دخل الكثير منها في خانة التحريم من قبل بعض تيارات الاسلام السياسي ولم تزل ليالينا ظلماء وحظر التجوال الليلي ما زال يفعل فعله في اماتة روح العراقيين وحصرهم في بيوتهم ولقد كنا نبهنا الى هذا الوضع في اكثر من مقال ويبدو ان مطالب الشعب في واد و السياسيين في واد، كل شيء ينخره الفساد الذي تسبب في قتل آلاف من ابنائنا باستيراد اجهزة كشف متفجرات عديمة الفائدة بغرض الاستفادة من عمولاتها المالية وفي صفقات سلاح مشبوهة .
وقبل ايام قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية وبالتحديد في عددها ليوم الاثنين 14 شباط ان السياسيين العراقيين يكلفون الف دولار في الدقيقة ولايصدورن القوانين ويعيشون مجانا في ارقى فندق، واوردت ارقاما تناولها العراقيون على مدى الدورتين الانتخابيتين توضح مدى الثراء الفاحش والرخاء الذي ينعم فيه المسؤولون في حين يحرم العراقيون من كل شيء.
كما أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي تشكيل لجنتي تحقيق لمعرفة مصير 40 مليار دولار سحبت من صندوق التنمية العراقية، ومصيرها مجهول. وتكفي مثل هذه الاموال المفقودة وغيرها غير المعلن عنها لإعادة احياء كثير من المشاريع وبضمنها الكهرباء اساس الحياة والتي بالامكان استعادتها بالكامل لو جرى استعمال جزء من هذا المبلغ الذي يمثل ميزانية عدة دول .. فهل ان ما جرى كان مقصودا لافقارنا وحرماننا من حياتنا الاعتيادية التي تعيش بظلها الدول كافة؟
لقد ادى تراكم الاخفاق خلال السنوات الثماني المنصرمة وتفاقم حرمان المواطن ومعاناته الى اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي كان يفترض ان تندلع بوقت مبكر ونعتقد ان سبب عدم تحرك الناس للمطالبة بحقوقهم المغتصبة هو انهم كانوا يأملون في حصول ذلك اثر حقبة النظام المباد التي حرم فيها العراقيون من كل شيء ولكن جميع آمالهم قد باءت بالفشل وهم يرون بيوتهم تعيش في الظلام الدامس ذاته الذي كانوا عليه قبل ثماني سنوات بل الاسوأ وادركوا الآن ان الآتي سيكون اسوأ ايضا اذا لم يتدخلوا ويرفعوا اصواتهم للمطالبة بحقوقهم.
ان التظاهرات التي عمت المدن العراقية والتي ستنطلق ومنها تظاهرات الخامس والعشرين من شباط تعطي الدليل القاطع على ان الشعب العراقي لن يسكت عن الاستهانة بكرامته وهو لن يقبل من السياسيين ان يحيلوا حياته الى عذاب دائم ولقد ادرك ان التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق هو السبيل الاقوم الآن لاصلاح التدهور واعادة الامور الى نصابها ولقد بات الشعب العراقي يشعر انه لا يختلف عن تلك الشعوب التي تحركت ضد اوضاعها القائمة كما عرف عنه طيلة تاريخه انه شعب لا يستكين.
كان على السياسيين ان يغتنموا الفرصة الناجمة عن اسقاط النظام المباد وان يسعوا الى تغيير الاوضاع واضعين نصب اعينهم مصالح الناس التي يشكل رعايتها سر ثبات الدول واستقرارها في وقت ما عاد ينفع فيه الحديث عن الديمقراطية في ظل انعدام العدالة الاجتماعية وعدم المساواة والفقر وفي ظل نهب الاموال وانتشار الفساد وكان على السياسيين ان لا يركنوا الى الوجود الاميركي بصفته ضامنا لاستمرار الوضع كما هو اذ ان لصبر الشعب حدودا ولقد اكتشف الشعب بمعاناته وكذلك بمرارة تجربته ان حدود الصبر قد نفدت وانه نهض للمطالبة بحقوقه باحتجاجات حضارية متواصلة لتحقق آماله والخروج من منطقة الخطر.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل الدستور وقانون الانتخابات في سلم أولويات الشعب
- الحراك الشعبي العراقي.. الأسباب والتوقعات
- الى شعب بطل
- قرار رقم (29) .. تكريس للنهب المنظم
- شرطة الديوانية والضرب تحت الحزام
- لماذا يسكت العراقيون؟
- العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة
- إهدار فرص الإعمار
- هل تستقيم الديمقراطية مع الفساد؟
- لعبة القط والفار في محنة الوطن مع التيار
- سقوط (بن علي) .. نهاية الأزمة أم بداية الخروج منها؟
- المقاعد التعويضية وخلل النظام الانتخابي العراقي
- محاولات التجاوز على الديمقراطية وحقوق الإنسان
- أمنياتنا في العام الجديد.. طموحٌ الى القضاء على الحرمان
- 90 % من الأموال إلى الفساد .. فهل نقرأ على الكهرباء السلام!
- المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد
- خرق القانون مصدر لإهدار الحقوق وخلق الاضطراب
- الأغلبية النيابية وحقوق الأقلية
- جدل الحريات المدنية
- حضارة الماضي ام حضارة الحاضر والمستقبل


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - الطبقة السياسية تضع العراق في دائرة الخطر