أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - تقويم احتجاجات (يوم الغضب) العراقي














المزيد.....

تقويم احتجاجات (يوم الغضب) العراقي


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 09:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في طريق عودتنا الى بيوتنا من الباب الشرقي، مشيا على الأقدام، بعد الفراغ من اشتراكنا في تظاهرات الخامس والعشرين من شباط، استوقفنا شرطي بالقرب من بناية وزارة النفط، وسألنا عن التظاهرة فأخبرناه بأنها لم تزل متواصلة فلم يكن منه إلا أن قال: القائد العام فرقها!
وبالتأكيد فانه يعني القائد العام للقوات المسلحة، اي رئيس الوزراء ، فهل ان من مسؤولية القائد العام تفريق التظاهرات، والانتصار على المتظاهرين، بدلا من الاستماع الى شكاواهم، وحل مشكلاتهم المتفاقمة، بل هل ان وظيفة الجيش، هي مواجهة المتظاهرين وتفريقهم بدلا من أن يدافع منتسبوه عن البلد ضد مطامع الأعداء ويحرسون حدوده الخارجية.
لم تكن تظاهرات (جمعة الغضب) وليدة اليوم، بل انها جاءت كضرورة لا تقبل التأجيل إثر تراكم الاحتقان والغضب في نفوس الناس، على الأداء الفاشل للتشكيلات الوزارية التي أعقبت التغيير في نيسان 2003، فطيلة السنوات الثماني المنصرمة كان المواطن يعيش في دوامة مريرة من العذاب، إذ تُهدد حياته على مر اليوم بوساطة التفجيرات، وعمليات الاغتيال، و محاولة تجار السياسة في إثارة الاقتتال الطائفي للبقاء أسيادا يرفلون بالعز، على حساب الجماهير المسحوقة التي تقضي لياليها في ظلام دامس، قبل ان يسارع شبابها العاطلون مع اولى بوادر الفجر الى كسب رزقهم في (الشورجة) او (مساطر) العمال متسلمين ما يسد ـ او لا يسد ـ قوت يومهم وعائلاتهم عائدين الى غرفهم المظلمة كرة أخرى.
يأتي ذلك في ظل أوسع عملية لتبديد ثروات البلد، عن طريق صرف أموال الإعمار في مجالات هي غير مجالاتها الحقيقية، وفي ظل اوسع عملية لشرعنة الفساد، اذ يترك الفاسدون ليبتزوا اموال الناس من دون ان يقاضيهم احد.
لقد جاءت الاحتجاجات الشعبية في العراق على هذا وغيره، ولقد حضر الناس الى ساحة التحرير بالآلاف، برغم الحظر الذي فرض على المركبات في وقت متأخر من اليوم الذي سبق تظاهرة الجمعة، والذي ادى الى منع آلاف آخرين من التوجه الى مكان التظاهرة، اذ حُرم من الاشتراك فيها الكثير من الساكنين في ضواحي بغداد، من مناطق الحسينية والعامرية والامين الثانية والدورة و مدينة (الثورة ـ الصدر) و احياء (النصر) و (المعامل) و (طارق) وغيرها، وكذلك الألوف من ساكني المحافظات القريبة، الذين كانوا يرومون التجمع في بغداد، واستعصى على جميع هؤلاء السير الى الباب الشرقي بسبب بعد المسافة، وقد كانت مسوغات الحكومة بشأن حظر التجوال غير مقنعة، اذ ان المخاطر التي أثيرت عن استهداف المتظاهرين بالسيارات المفخخة كان بالإمكان تلافيها بجعل ساحات (الطيران) و (النهضة) و (الوثبة) و (النصر) مثلاً كآخر محطات لتقدم السيارات، وبذلك نكون قد وضعنا حلا جذريا للاختراق بوساطة العجلات المفخخة.
كما جاء التهويل من مخاطر التظاهرة والمتظاهرين بخلاف الواقع، ولم يصب في صالح الذين وقفوا ضد التظاهر، فلم يكن البعثيون ولا القاعدة هم الذين خرجوا للتظاهر او دعوا اليه، بل هم المثقفون والأدباء والصحفيون والفقراء والعاطلون عن العمل والساكنون بالإيجار والنساء المسحوقات، وغيرهم من الفئات التي جرى تهميشها وسلب حقوقها في وضح النهار.
هل نقول، ان التظاهرة برغم الصعوبات والمعوقات التي وضعت في طريقها، قد فاجأت المسؤولين والشخصيات التي وقفت ضدها ودعت الى عدم التظاهر، ام ان من أصدروا البيانات و (الفتاوى) ضد التظاهرات كانوا يعرفون بنزاهة ونظافة التظاهرات وسعوا الى لجمها ومنعها باستغلال مواقعهم للتأثير في الناس؟!
ان الإجابة عن هذا التساؤل ليست مهمة، اذ ان تظاهرة (يوم الغضب) في ساحة التحرير قد نجحت بامتياز، ورأينا رجالا ونساء منضبطين يرفعون ويهتفون بشعارات موحدة تهاجم الفساد والمفسدين، وسرقة أموال الوطن وتبديدها واقتطاع أراضي الدولة للمسؤولين بغير حق، و شعارات تدافع عن الحريات و تطالب بالإصلاح، وغيرها من المطالب الملحة الواجبة التنفيذ. رأينا الجميع منضبطا وكان ثمة شباب يحرسون مداخل التظاهرة لتفتيش المنضمين اليها من الشوارع المتفرعة، ومن جهة (حديقة الأمة)، وآخرون يقومون بتنظيف الساحة والمناطق المحيطة بها مما يلقى فيها من مخلفات، ولم يجر الاعتداء على اي محل من المحال الكثيرة المحيطة بمكان التظاهرة، وبرغم بعض المناوشات التي لم تغير من بهاء التظاهرة، فان الجميع ظل على انضباطه، وحاولت مجموعة من المثقفين والأدباء والإعلاميين تشكيل حاجز بين القوات الأمنية ومجموعة المتظاهرين التي رشقتهم بالحجارة. لقد حاولت النسبة الاكبر من قوات الجيش العراقي حماية المتظاهرين بالفعل وكانوا يعاملون المتظاهرين بود، ولقد صدمنا بتصرفات بعض الجهات الامنية التي هاجمت المتظاهرين، بل وتابعت كثيرا منهم حتى حين ذهبوا لتناول الطعام في بعض المطاعم المفتوحة، وقامت باعتقالهم وضرب البعض منهم ولاسيما من الصحفيين والإعلاميين واهانتهم.
لقد دفع نجاح التظاهرة وإعلان الحكومة السعي لتلبية مطالب المتظاهرين، الجهات التي ناصبتها العداء ووقفت ضدها، او تلك التي دعت الى عدم التظاهر، الى التراجع عن مواقفهم او وضع التسويغات غير المقنعة لتلك المواقف، وتسابق كثير من اعضاء مجلس النواب بامتداح المتظاهرين وتأييد مطالبهم.
لقد أدت التظاهرات والشعور الجمعي بالتضامن، الى بروز أحاسيس جديدة موحدة لدى العراقيين، أسهمت ظروف قاهرة في تغييبها، ونعني بذلك عودة الوشائج الانسانية بين ابناء الشعب وسيادة مظاهر الكرامة وروح المواطنة والكبرياء الوطني، انه شعور جديد لدى اوساط العراقيين، ولا سيما من الشباب، ولقد لمسنا ذلك لمس اليد في جميع التظاهرات الماضية، الامر الذي دفعهم الى الدعوة الى تظاهرات مقبلة، بعد ان ادركوا ان الاصلاح وسن القوانين المفيدة للشعب والوطن، لن يأتي الا برفع الصوت عاليا، وتنظيم الاحتجاجات السلمية المتحضرة، والا فان كل شيء سيسير على الوتيرة ذاتها التي عطلت كل شيء في البلد ولجمت عملية بنائه و إعادة إعماره.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة السياسية تضع العراق في دائرة الخطر
- تعديل الدستور وقانون الانتخابات في سلم أولويات الشعب
- الحراك الشعبي العراقي.. الأسباب والتوقعات
- الى شعب بطل
- قرار رقم (29) .. تكريس للنهب المنظم
- شرطة الديوانية والضرب تحت الحزام
- لماذا يسكت العراقيون؟
- العالم الافتراضي يزلزل عروش الطغاة
- إهدار فرص الإعمار
- هل تستقيم الديمقراطية مع الفساد؟
- لعبة القط والفار في محنة الوطن مع التيار
- سقوط (بن علي) .. نهاية الأزمة أم بداية الخروج منها؟
- المقاعد التعويضية وخلل النظام الانتخابي العراقي
- محاولات التجاوز على الديمقراطية وحقوق الإنسان
- أمنياتنا في العام الجديد.. طموحٌ الى القضاء على الحرمان
- 90 % من الأموال إلى الفساد .. فهل نقرأ على الكهرباء السلام!
- المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد
- خرق القانون مصدر لإهدار الحقوق وخلق الاضطراب
- الأغلبية النيابية وحقوق الأقلية
- جدل الحريات المدنية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - تقويم احتجاجات (يوم الغضب) العراقي