صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:08
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في ظرف عشرة ايام ابتداء من 6 ولغاية 15 آب الجاري وردت ثلاثة اخبار تتعلق بالكشف عن مشكلات خطيرة ترتبط بصميم حياة المواطن وصحته وتبين مدى ما يعتري حياته من مخاطر يتسبب فيها المفسدون والأداء السيئ لأجهزة الدولة. الخبر الاول اثارته غرفة تجارة واسط بتأكيدها على دخول بضائع تالفة او منتهية الصلاحية عبر منفذ زرباطية الحدودي مع ايران، اما الخبر الثاني فهو اعلان شرطة الانبار انها ضبطت شاحنة محملة بالبيض الفاسد شمال غرب مدينة الرمادي، و الواقعة الثالثة اعلنت عنها عضو في لجنة النزاهة البرلمانية وفحواها أن نزاهة البصرة فتحت تحقيقا بشأن صفقة شراء 100 ألف طن من السكر بأسعار أعلى من البورصة العالمية . واوضحت "إن وزارة التجارة تعاقدت مع شركة زهرة الجبال على تزويدها بمائة ألف طن من السكر بسعر أعلى من أسعار السكر في البورصة العالمية".
وهكذا يجري الاستهانة بحياة المواطن وصحته في وضح النهار وبوساطة تعاملات شبه رسمية ما يؤكد مصداقية ما نذهب اليه في الاشارة الى الفساد المستشري في اجهزة الدولة والذي لم يتسبب في ضياع اموال البلد فحسب، بل اخذ الامر ينسحب على صحته عن طريق التواطؤ بين جهات فاسدة في دول الجوار وجهات فاسدة محلية حكومية لتمرير صفقات تجارية خطيرة، ويغدو الامر اشد خطورة حين تكون تلك المواد مخصصة للاستهلاك البشري والتي يبدو انه جرى الاسراع بها وتكثيفها استغلالا لشهر رمضان وتزايد حاجة الناس الى المواد الغذائية في هذه المدة ويقترن ذلك بدرجات الحرارة المرتفعة وسوء عمليات النقل والخزن نشدانا من الفاسدين للحصول على اقل الصرفيات ما يؤدي الى تعاظم مخاطر تلف تلك المواد وما يشكله ذلك من خطورة على صحة المواطن لاسيما وان ذلك يعززه غياب الفحوصات المختبرية المطلوبة في المراكز الحدودية العراقية.
ان اعلان غرفة تجارة واسط بنفسها عن ورود مواد تالفة من ايران عن طريق معبر حدودي حكومي يعني ان جهات رسمية في البلدين تقوم بترتيب الصفقات للحصول على الاموال الحرام غير مبالين بصحة الناس والا لكانت تلك المواد هربت بطريقة غير شرعية عن طريق الحدود العراقية الايرانية الطويلة بوساطة (القجق)، ما يعني دخول الجهات الحكومية على خط شرعنة الفساد واعطائه طابعاً شاملا ويوميا، لاسيما مع غياب وسائل فحص واختبار المواد القادمة، كما ان قضية شراء تلك الكميات الهائلة من السكر بأعلى من اسواق البورصة العالمية يوضح جسامة السرقات التي تتعرض لها اموال الناس من قبل فاسدين ماتت ضمائرهم وما عادوا يشبعون من تلك السرقات وهذا يذكرنا بصفقات كثيرة جرى فيها شراء بضائع بأعلى كثيرا من اسعارها في السوق ومنها صفقات اجهزة فحص المتفجرات عديمة الفاعلية وغيرها، اذ يقوم القائمون على عقد تلك الصفقات بتسجيل اسعار غير حقيقية ومبالغ فيها لأسعار تلك البضائع التي تباع في مناشئها الاصلية بأسعار تكاد تكون رمزية.. وهكذا تسرق اموال المواطن ويساء الى صحته وحياته وهو ما يجب ان نضع حداً له.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟